Jan 17, 2019 4:10 PM
خاص

"داعش" يخلط أوراق الشمال السوري .. فما مصير الانسحاب الاميركي؟

المركزية- أثار توقيت الهجوم الانتحاري أمس على دورية للجيش الأميركي في منبج والذي أودى بحياة أربعة مواطنين أميركيين، العديد من التساؤلات، في شأن الجهة المستفيدة من الحادث. فأن تتلقى الولايات المتحدة الاميركية أكبر خسارة بشرية خلال حربها ضد "داعش"، بعد قرابة شهر فقط من إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب انتصار بلاده عليها، ليس بأمر يمكن أن "يهضمه" بسهولة رئيس كترامب، ما يطرح العديد من التساؤلات حول مصير التفاهمات التي تُعدّ للشمال السوري. الهجوم الذي جاء في خضم اتفاق أميركي-تركي على إنشاء منطقة عازلة في الشمال تمهيدا للانسحاب الاميركي، دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى تلقف الموضوع  بسرعة، خوفا من أن يؤثر على قرار ترامب بالانسحاب، فقال إنه "لا يعتقد أن الرئيس ترامب سيتراجع عن قراره". الزوبعة التي أحدثتها العملية الارهابية، لم تقتصر على سوريا ومحيطها، بل طالت الداخل الاميركي ودفعت بالعديد من الاصوات المناوئة للانسحاب الى الخروج عن صمتها، كالسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي أشار الى أن "قرار الانسحاب "شجّع" التنظيم على تنفيذ الهجوم"، وزميله في الحزب مايكل ماكول الذي دعا  ترامب إلى "اتخاذ إجراءات حاسمة وضمان عدم سحب الجيش من سوريا إلا بعد القضاء الكامل على "داعش". لكن هذه الاصوات لا يبدو تلقى آذانا صاغية لدى ترامب، إذ أعلن نائبه مايك بنس أن "قوات بلاده سوف تعود من سوريا بعد أن هزمت تنظيم "داعش" الإرهابي هناك".

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى  أن "داعش" وجّهت صفعة للرئيس الاميركي من خلال انفجار منبج داحضة بذلك مزاعمه حول الانتصار، ومؤكدة أنها لا تزال تتمتع بوجود قوي في الشمال السوري وفي منبج تحديدا التي لطالما تغنى الاميركيون بـأنها منطقة أمنية بامتياز وتخضع لحمايتهم"، مضيفا أن "العملية تؤكد أن لا يمكن الانتصار على الارهاب بالسهولة التي أعلن عنها ترامب، فــ"داعش" لا تزال موجودة (على رغم انحسار أعدادها) في بادية الشام الشرقية وغرب الانبار، حيث تتوارى في ظل غياب لاي وجود عسكري سوري أو أميركي، لتعود وتقتحم مناطق هؤلاء من خلال عمليات ارهابية تسجل من خلالها أهدافا في مرماهم"، مشيرا الى أن "هذا الوضع يمكن أن يستمر لسنوات، فحرب العصابات التي ينتهجها التنظيم تشكل خطرا أكبر من الحروب المباشرة، وتشهد الكثير من الكر والفر".

ولفت الى أن "توقيت العملية في هذه المرحلة بالذات، ستكون لها انعكاسات كبيرة، من خلال خلط كامل للأوراق في الشمال السوري، وتفاقم تعقيدات الوضع هناك".

وحول مصير المنطقة الآمنة، قال "الحلم التركي بمنطقة عازلة يبقى صعب المنال، حتى بعد تأييد الرئيس ترامب بها، فالواقع الديمغرافي والجغرافي على الارض، يصعّب المهمة كثيرا على الاتراك، فالمناطق الكردية الحدودية لن تتكيف مع أي شريط أمني تركي".

ولفت الى أن "العملية الارهابية ستدفع اميركا الى إعادة النظر بالانسحاب، إذ بات على الادارة أن تعيد ترتيب أوراقها بشكل تضع خلاله "داعش" على رأس أولوياتها، فتفجير أمس أثبت أن التنظيم لا يزال يملك حضورا فاعلا وقادراً على خرق مربعات أمنية عصية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o