Jan 17, 2019 11:48 AM
أخبار محلية

شارك الانطونية الاحتفال بعيد شفيعها
عون: لن نجعل احدا يسيطر على لبنان

المركزية- شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عدم الخوف، وقال: "لا تخافوا! نحن لن نترك السفينة، وسنقوم بعملية انقاذ لجميع من هم على متنها"، مضيفا: "نحن موجودون هنا ولسنا معتادين على التخلي عن مسؤولياتنا"، مشددا على انه: "في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع، ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا الى جانبكم. نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان!" وذلك خلال كلمة القاها في مأدبة غداء اقامتها الرهبانية الانطونية بعد القداس الالهي الاحتفالي بعيد شفيعها القديس انطونيوس  في دير مار انطونيوس في بعبدا شارك فيهما رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون.

ورأس القداس الرئيس العام للرهبنة الاباتي مارون ابو جودة وعاونه فيه رئيس الدير رئيس المعهد الأنطوني الاب جورج صدقة وعدد من المدبرين العامين، وحضره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعقيلته، ووزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، والنائبان الان عون وحكمت ديب، ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، وقائد الجيش العماد جوزف عون وعقيلته، روي الهاشم وعقيلته ميراي عون الهاشم المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير ومحافظ بيروت القاضي زياد شبيب، ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، والنائب السابق ناجي غاريوس، وقائد الدرك العميد مروان سليلاتي، ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، وقائد لواء الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي، ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، ورئيس بلدية الحدث جورج عون، ورئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج، ومدير الوقاية الصحية جوف الحلو، وقائد القوى السيّارة العميد فؤاد خوري، وعدد من الرهبان الانطونيين.

وبعد الانجيل المقدس، القى الاباتي ابو جودة كلمة استهلها بالترحيب بالرئيس عون والسيدة الاولى، وقال: "بكثير من الغبطة نستقبلكم، يا فخامة الرئيس برفقة السيدة الاولى، مع صحبكم الكريم، في ديرنا مار انطونيوس الكبير- الحدث، هذا الدير الرابض على تلة تواجه القصر الجمهوري، وتنير مسيرة العاصمة بالوطنية والتربية والروحانية. شرفتمونا بزيارتكم لنا، التي تلقي على عاتقنا مسؤولية جديدة، نحن في الرهبانية الانطونية المارونية وكل الكنيسة، للاسهام في بناء الوطن. ففي حين اختار الكثيرون مسارات متعددة .. في الوطن، اختارت الكنيسة القضايا التربوية، والصحية، والاجتماعية، والانسانية لاعلاء شأن الوطن من جهة، ولردم تلكؤ الدولة من جهة اخرى، ولم تنكفىء يوما على الرغم من الصعوبات والازمات التي الّمت بنا من جّراء الحروب او المشاكل الامنية او الضائقة الاقتصادية، عن تأدية دورها في بناء الوطن. ولقد دفعت رهبانياتنا الانطونية، من البشر والحجر، ما يشهد عليه الكثيرون لفداء وطننا. وارى انّ الكنيسة، صمّام الامان في الوطن، اعطت للبنان وجها في العلم والعمل الانساني يحسدنا عليه جيراننا باجمعهم. وعلى الرغم من الانتقادات المتكررة لبعض السقطات الصغيرة، فان نور لبنان وفكره يشعان على المشرق وعلى العالم، مضيئا صفحة مجلّية من تاريخه الحضاري. وفيما نحتفل اليوم بذكرى مار انطونيوس ابي الرهبان، يلفتنا كيف قَرَنَ هذا القديس الكلمة الى العمل، فصار علما في تجسيد الانجيل، سار في اثره الكثيرون. وما زال انطونيوس يلهم الكثيرين في اختيارهم والتزامهم الحياة على مختلف المستويات.

بالعودة الى الانجيل، يستوقفني موقف قائد المئة الذي، وبسبب مزاولته مهنته في شكل جيد، يعرف انّ له سلطة وعليه سلطة، ولكن تفهّمه وحده لا يكفي ليشفي عبده، فكان لا بد من تدخّل يقوم به المخلص، ولو بكلمة، ليحدث الشفاء. وهذا هو وضعنا اليوم امام مأزق الصحة والتعليم، فلا يكفي يا فخامة الرئيس، ان نفهم الوضع، ونتحاور ونحدد المسؤوليات، بل ان نجد حلا لاهلنا وابنائنا المنتظرين جوابا على شفائهم وتعليمهم. فاللبنانيون منذ ما يقارب الثلاثة عقود دفعوا كل انواع الضرائب التي يتكلّف بها مواطنو الدول العالمية، ولكنهم بالمقابل لم يحصلوا على الخدمات الاجتماعية المحقّة لهم من طبابة وتعليم وضمان شيخوخة. والحل في رأينا انه آن الاوان لكي تصدر الدولة البطاقة المدرسية والبطاقة الصحية للجميع، بدل عرض حلول جزئية عابرة لن يتمكن المواطنون من مواجهتها في الغد القريب. بذلك تشهد الدولة على التكامل بين القطاع العام والقطاع الخاص، وعلى حق المواطنين بان يؤمنوا تعليم اولادهم والطبابة لذاتهم.

نحن يا فخامة الرئيس، نحتاج الى حل دائم للمضي قدما في بناء وطن حديث. وعلى الرغم من ان الكثيرين يقولون بان القطاع المصرفي وحده ثابت في البلد، اود ان الفت خاطركم بان القطاع التعليمي والجامعي في لبنان هو القطاع الاثبت في الوطن، وهو وحده الذي يبني للبنان غدا، لذا اوجّه تحية الى كلّ العاملين في هذا القطاع الذين صقلوا لبنان اليوم، وخرّجوا اجيالا نفخر بها اينما حللنا، في العالم. فلا يمكن يا فخامة الرئيس، ان نتغاضى عن هذه النتيجة المشتركة، وتاليا لا بد من دعمها لان كلفتها ليست عالية على ما تدفعه الدولة اليوم على هذا القطاع، فيكفي ان يدار الملف التربوي بشفافية لنحصل على نتيجة مرضية للجميع، رحمة بلبناننا وبأبنائنا وبأهلنا وبأبنائنا وبغدنا الذي نريده دوما مشرقا.

ولمّا ثبت عدم قدرة الدولة المالية على القيام بتنفيذ القانون 46، نرجو ان يعاد النظر فيه من اجل صالح الجميع لكي لا نجد عددا كبيرا من الاساتذة، وقد نال بعضهم حقوقهم، مدفوعين الى البطالة وتاليا نحرم رعيلا من الشباب من الجودة التعليمية والتربوية، في حين ان المدارس الرسمية في المدى المنظور عاجزة عن استقبالهم فيما اعداد كثيرة من النازحين يشاركون اولادنا اروقتها ومواردها. فتعليم ابنائنا هو شرط اساس لوطن حضاري نعيش فيه المحبة والحوار والتنوع.

امّا في ما خصّ تأليف الحكومة فإننا يا فخامة الرئيس نضم صوتنا الى صوت صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الكلي الطوبى والى سائر الاساقفة والرؤساء العامين الموارنة، وقد اصدرنا بيانا اثر اجتماعنا في التاسع من هذا الشهر مطالبين "القيّمين على شؤون الدولة بتخطي كل العوائق السياسية وغير السياسية التي تحول دون تشكيل الحكومة، والتوافق سريعا على صيغة لها تكون قادرة على مواجهة التحديات". كما اكّدنا اهمية تولي المهمة الانقاذية المطلوبة قبل انهيار الهيكل على الجميع.

نعم يا فخامة الرئيس نحن في حاجة الى حكومة تشبهكم في نظافة كفكم وضميركم الحي لينهض الوطن من كبوته.

بعد القداس،  تقبّل الرئيس عون  واللبنانية الاولى  والاباتي ابو جودة التهاني بالعيد، قبل ان يشاركوا والحضور في مأدبة الغداء التي اقامتها الرهبانية  للمناسبة، وانضم اليها نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني، حيث القى الاب صدقة كلمة قال فيها: "اهلا بكم، يا فخامة الرئيس، في دير مار انطونيوس الكبير الذي تحبون، والذي يحبكم لما لكم من علاقات وصداقات متينة مع الرهبانية الانطونية، ترسخت على حب الله والوطن، وتعززت بالروح العائلية الصادقة. الدير ديركم، فمعكم ومع قدس الاب العام، نتأهل بالضيوف الكرام، ونتمنى للجميع عيدا مباركا.

انّ الامواج العاتية تلاطم سفينة الوطن من كل الجهات، وكلنا يعرف الصعوبات والضيقات التي تمر بها البلاد. هناك الكثيرون الذي يعرقلون مسيرة الوطن والعهد، من اقربين وابعدين، ومن محليين واقليميين.

ورد الرئيس عون بكلمة  شكر فيها الاب صدقة على كلمته وقال: "ايها الحضور الكريم. عندما اصغيت اليكم تتحدثون عن القيادة الحكيمة للسفينة، استذكرت قصة تلك السفينة التي كان يقود ربّان وعلى متنها ابنته، فيما كانت الانواء تعصف بها، وبدأ الجميع باخلائها. وحيث كان البحارة يفتشون الغرف تمهيدا لاخلائها، وجدوا ابنة صغيرة لا تزال نائمة. واذ طلبوا منها الاسراع بالمغادرة، سألتهم: الا يزال القبطان موجودا في القيادة؟ وهل لمّا يزل والدي هو القبطان؟ فاجابوها: نعم. فعادت الى النوم. لذلك اقول لكم: لا تخافوا! نحن لن نترك السفينة، وسنقوم بعملية انقاذ لجميع من هم على متنها. نحن موجودون هنا، ولسنا معتادين على التخلي عن مسؤولياتنا."

وختم بالقول: "في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع، ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا الى جانبكم. نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان!"

وفي الختام، قدّم الاب الدكتور ميشال روحانا الانطوني الى الرئيس عون، النسخة الاولى من كتابه: ألخلق من الحب، جسر منير بين العلم والدين، محاولة في اللاهوت الرازائي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o