Jan 17, 2019 7:46 AM
مقالات

غياب الدولة يحيي الهواجس والمرجعيات الدينية تستنفر

تستنفر المرجعيات الدينية كلٌّ على طريقتها، في مرحلة يكاد يُجمع الفرقاء على وصفها بـ"الدقيقة". وتجري اللقاءات تحت عناوين "استثنائية" يدعو إليها رؤساء الطوائف وتجمع السياسيين تحت الغطاء الطائفي والمذهبي، في محاولة كل مرجعية لجمع سياسييها المنقسمين على بعضهم أحياناً أو دعم فريق وخط سياسي معيّن استباقاً لمواجهة ما، وإن كانت البيانات الختامية تؤكد أهمية الوحدة الوطنية.

من اجتماعات دار الفتوى التي تحرص في الفترة الأخيرة على تأكيد رفض المساس بصلاحيات رئاسة الحكومة في ظل "الكباش" الحاصل على خلفية تشكيلها، إلى اجتماع البطريركية المارونية الذي جمع أمس القيادات والسياسيين الموارنة ورفض المساس بصلاحيات رئاسة الجمهورية، ليأتي اليوم الاجتماع الدرزي الاستثنائي في ظل الانقسام الحاصل في الطائفة والذي نتج عنه وجود شيخَي عقل للطائفة الدرزية، هما الشيخ نعيم حسن المدعوم من الحزب الاشتراكي، وناصر الدين الغريب المحسوب على الفريق الموالي لسوريا الذي لن يشارك في الاجتماع الذي دعا إليه حسن. كذلك، لم يكن المجلس الشيعي بعيداً من هذه اللقاءات وإن اختلفت الأسباب، حيث خصّص آخر اجتماع له للبحث في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، رافضاً دعوة ليبيا إلى القمة الاقتصادية ومحذراً من تداعياتها.

ويتّفق الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية محمد السمّاك، والمحلّل السياسي توفيق الهندي، على أن عدم تطبيق اتفاق الطائف وتوتّر العلاقات بين الفرقاء السياسيين أدى إلى تحرّك المراجع الدينية. وفي حين يرى الهندي أن الطوائف اللبنانية باتت تخشى سيطرة الطائفة الشيعية وتحديداً "حزب الله" على مؤسسات الدولة، يؤكد السماك ضرورة التمييز بين خوف الطوائف بعضها من بعض وخوفها على نفسها، واضعاً ما يحصل في لبنان في الخانة الثانية في مرحلة المتغيرات الإقليمية التي تستدعي ترميم البيوت الداخلية لتكون حاضرة لتلعب دورها الوطني، وهي المهمة التي لن تتمكن من القيام بها إذا كانت منقسمة.

 "الشرق الاوسط"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o