Jan 16, 2019 3:47 PM
خاص

تفجير يستهدف "التحالف" في منبج وسط سباق دولي محموم شمالي سوريـا
واشنطن تسلم المنطقة لأنقرة شرط حماية الاكراد وترفض دخول "النظام" اليها

 

المركزية- تشهد المنطقة الشمالية لسوريا تطورات متسارعة في السياسة والميدان منذ اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قراره سحب قوات بلاده من سوريا. آخر هذه المستجدات، سجّل اليوم وكان دمويا حيث قُتل سبعة مدنيين على الأقل جراء تفجير انتحاري نفسه، داخل مطعم وسط مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة مقاتلين عرب وأكراد في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وكالة فرنس برس. وتسبّب التفجير، بحسب معلومات صحافية، بمقتل عنصر أميركي او أكثر، من قوات التحالف الدولي وإصابة عنصر آخر بجروح بليغة كانا داخل المطعم الذي استهدفه التفجير الانتحاري، الذي تبناه تنظيم داعش في وقت لاحق.

واذ سارعت اوساط كردية الى تحميل تركيا مسؤولية العملية بهدف تسريع الانسحاب الأميركي، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة ان هذا التصعيد يأتي فيما الكباش على أشدّه بين القوى الدولية الفاعلة في هذه البقعة الجغرافية، وأبرزها تركيا وروسيا والولايات المتحدة، حول الجهة التي ستؤول اليها السيطرة عليها بعد خروج الاميركيين.

ففيما يرفض الاكراد اي دخول تركي الى المنطقة، حتى ولو كان ذلك سيتطلّب منهم التعاون مع النظام السوري -وقد ردّوا اليوم على قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تنظر الى إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، باعلان رفضهم القاطع لهذا المقترح الذي أعاد طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث قال القيادي الكردي الدار خليل لوكالة "فرانس برس" "انه يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سوريا عبر استقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ الامن والسلام او الضغط على تركيا لعدم القيام بمهاجمة مناطقنا، اما الخيارات الأخرى فلا يمكن القبول بها لأنها تمس سيادة سوريا وسيادة إدارتنا الذاتية" – تواصل أنقرة الدفع في هذا الاتجاه. فموضوع الشمال السوري كان مدار بحث بين اردوغان وترامب في الساعات الماضية وسيعرض له الاول مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في لقاء سيجمعهما الاسبوع المقبل، وفق ما اعلن الكرملين اليوم.

غير ان للروس وجهة نظر مغايرة، تتابع المصادر. فوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قال اليوم ان الجيش السوري يجب أن يسيطر على شمال البلاد وذلك بعد مقترح من الولايات المتحدة لإقامة "منطقة آمنة" تحت سيطرة تركية. وقال لافروف للصحافيين "نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية"... فالى اي جهة سيُحسم الصراع؟ الصورة لا تزال ضبابية حتى الساعة، تقول المصادر.

الا انها ترجّح ان تثمر المشاورات "الشاقة" التركية – الاميركية التي ستتكثف في الايام المقبلة، تفاهما على تسلّم أنقرة الشمال السوري بعد ان تتعهّد بضمان سلامة الاكراد، حلفاء واشنطن، ولن تخرج واشنطن من المنطقة قبل الحصول على هذا الالتزام.

أما الأمر الثاني المؤكد، تتابع المصادر، فهو ان ترفض الولايات المتحدة اي توسّع نظامي سوري نحو الشمال، خاصة وان هذا الانفلاش سيترافق مع تمدد للقوات الايرانية، حليفة دمشق نحو هذه المنطقة، فيما الاولوية الاميركية هي لتطويق حضور ايران في سوريا وتقليصه وصولا الى انهائه تماما...وكان أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني أن إيران ستبقي على وجودها العسكري في سوريا، غداة مواقف اسرائيلية واميركية اكدت العزم على مواجهة ايران في سوريا. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن الميجر جنرال محمد علي جعفري قوله "ستبقي الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستشاريها العسكريين، وقواتها الثورية وأسلحتها في سوريا". الى ذلك، قال الحرس الثوري الإيراني ان على إسرائيل أن تقلق من اليوم الذي ستسقط فيه الصواريخ الإيرانية فوقها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o