Jan 11, 2019 3:17 PM
خاص

الانسحاب الاميركي من سوريا يترافق وضغط دبلوماسي لاخراج ايران واطلاق الحل
ترامب يرى في الأسد حاجة لمواجهة مخططات تركيا التي لا تراعي مصالح واشنطن

المركزية- "عملية الانسحاب من سوريا بدأت"، هذا ما أكده اليوم الناطق باسم التحالف الدولي ضد "داعش" الذي تقوده واشنطن شون راين أن، من دون أن يوضح إن كان يتحدث عن القوات الأميركية وحدها أم عن جميع قوات التحالف. وقال راين "بدأت قوة المهام المشتركة، عملية "العزم الصلب"، عملية انسحابنا المدروسة من سوريا"، رافضا إعطاء تفاصيل تتعلق بالجدول الزمني للعملية والمواقع أو تحركات الجنود لأسباب أمنية. بدوره، اشار المرصد السوري الى ان القوات الأميركية سحبت 10 آليات من قاعدة الرميلان باتجاه العراق.

وتعليقا على هذه التطورات، قالت الخارجية الروسية ان المناطق التي تخليها القوات الأميركية من سوريا يجب أن تعود لسيطرة الجيش السوري. الا انها أعلنت في المقابل ان لديها انطباعا بأن الولايات المتحدة تريد البقاء في سوريا رغم إعلانها سحب جنودها من هناك.

وسط هذه الاجواء، اشارت مصادر دبلوماسية غربية مطّلعة عبر "المركزية" الى ان خروج الاميركيين من سوريا انطلق، الا انه لن يحصل بوتيرة سريعة بل على مراحل، وهو ما اكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب حين قال إنه لم يَعِد قط بـ"سحب سريع" للقوات الأميركية من سوريا. وتوضح ان من المرجح اعادة جنود الولايات المتحدة، أولاً، من الجزء الشمالي لسوريا، على ان تستغرق هذه العملية اشهرا سيتم خلالها استخدام السفن والطائرات والمروحيات والمركبات البرية.

لكن الاهم أن هذا المسار الميداني سيترافق مع ضغط دبلوماسي – سياسي أميركي مضاعف، لاخراج القوات الايرانية وتلك الموالية للجمهورية الاسلامية، من سوريا، تمهيدا لاطلاق قطار الحل السياسي للنزاع. وما الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو في المنطقة الا جزء من الخطة الاميركية هذه. فهو اعلن من مصر أمس "أننا سنعمل على اخراج الميليشيات الايرانية من سوريا، وواشنطن ستعمل بالدبلوماسية على طرد آخر جندي ايراني من سوريا"، لافتا الى "اننا ندعم جهود إسرائيل لمنع إيران من تحويل سوريا للبنان جديد". قبل ان يكشف اليوم بالتزامن مع وصوله الى البحرين ان الولايات المتحدة تعتزم استضافة قمة دولية تركز على الشرق الأوسط، وتحديدا إيران في 13 و14 شباط المقبل في بولندا.

واذا كان الاجندة الاميركية الجديدة في سوريا لا تلحظ استبدالا سريعا للرئيس بشار الاسد، فإن لذلك اكثر من مبرر، أبرزها غياب البديل والحاجة الاميركية اليه في الوقت الراهن، لمواجهة تركيا ومخططاتها شمالي سوريا. والحال بحسب المصادر، ان واشنطن تلمس رغبة تركية بتنفيذ ما تراه مناسبا لها ولمصالحها في شمال سوريا، من دون مراعاة مطالب وشروط الولايات المتحدة والاولوية التي تعطيها لحماية حلفائها الاكراد في المنطقة. فكما رأت عدد من الدول العربية والغربية في الماضي، في حافظ الاسد، وسيلة لمحاربة الرئيس صدام حسين في العراق، يبدو ان السيناريو نفسه يتكرر اليوم حيث تلجأ واشنطن الى ورقة بشار الاسد لمواجهة أطماع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان...

من هنا، قد يكون من المبكر لأوانه، القولُ ان النظام السوري انتصر في الحرب والمسارعة الى "تطبيع" العلاقات معه، تختم المصادر...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o