Jan 10, 2019 3:42 PM
خاص

التشكيل علـــى حـــبال التسوية السورية
محور الممانعة "عاتب" على عون لعدم زيارته طهران ودمشق

المركزية- تحفل الساحة العربية بمحطات عدة لن يكون لبنان بمنأى عن تداعياتها، وستلفح الرياح الساخنة التي تهب من سوريا مروراً بالعراق وصولاً الى اليمن، حكومته المُحتجزة تحت جليد سيبيريا.

ولعل تطورات الملف السوري تحديداً سيكون لها النصيب الاكبر لبنانياً، لا سيما من بوّابة القمة العربية التنموية التي ستُعقد في 19 و20 الجاري في بيروت، حيث دخلت دعوة سوريا الى القمة السجال السياسي وفرزت المواقف بين مؤيّد (حلفاء النظام) على رأسهم الرئيس نبيه بري وهو نصح امس بتأجيلها اذا غابت سوريا عنها، ورافض لمشاركتها (قوى "14آذار سابقاً) التزاماً بقرار الجامعة العربية.

واعتبرت اوساط سياسية مراقبة عبر "المركزية" "ان حسم هذا الجدل "البيزنطي" سيكون له بالغ التأثير على تطورات ملف تشكيل الحكومة، والتباين في وجهات النظر بشأنه بدأ يطل برأسه على خط بعبدا-عين التينة، باعتبار رئيس الجمهورية ميشال عون ان لا مشكلة بعقدها في ظل حكومة تصريف اعمال بالتزامن مع استكمال التحضيرات اللوجستية لعقدها، ودعوة الرئيس بري الى تأجيلها وعدم انعقادها بغياب سوريا".

واشارت الى "ان هذا الملف بابعاده وتشعباته ستكون له تداعيات ومضاعفات على لبنان والمنطقة، خصوصاً مع ما يُحكى عن شروط عربية على دمشق لعودتها الى الحضن العربي ابرزها فكّ ارتباطها بايران و"حزب الله".

اما الملف الاخر الاكثر اثارة للاهتمام ولن يكون لبنان بمنأى عن تداعياته بحسب الاوساط، هو قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، وتداعيات هذا القرار على العلاقات الاميركية-التركية مع حرص واشنطن على حماية الاكراد في شمال سوريا الذين تعتبرهم تركيا ارهابيين، والمضاعفات التي تركها على العلاقات الاميركية- الروسية، بعدما كانت موسكو تفضّل ان تبقى القوات الاميركية للقضاء نهائياً على "داعش" والاتفاق على التسوية في سوريا.

ويُشكّل مستقبل العلاقات الروسية- الايرانية- التركية اي الدول الراعية لمنصة "استانة" الملف الثالث سورياً، في ظل الكباش الاقليمي الدولي حول النفوذ والتزام روسيا تنفيذ وعدها بسحب ايران واذرعها العسكرية من الميدان السوري على رأسهم حزب الله، كما ابلغت بذلك واشنطن.

وامام هذه العوامل والمحطات السورية، تستبعد الاوساط السياسية المراقبة "ولادة الحكومة قبل جلاء المشهد السياسي والعسكري، لذلك لن يُقدم حلفاء النظام على تقديم تنازلات في الحكومة قبل ان تتبلور صورة الحل في سوريا وتنضج معالم المرحلة والتسوية التي تعمل من اجلها روسيا"، وتذكّر "بأن الفراغ الرئاسي الذي دام سنتين ونصفا لم يُملأ الا بموافقة سورية وقبول ايراني لانتخاب العماد ميشال عون". وفي السياق، تتحدّث اوساط سياسية قريبة من محور الممانعة عن "عتب" سوري وامتعاض ايراني من الرئيس عون الذي زار السعودية مرتين منذ انتخابه من دون ان يزور ايران او سوريا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o