Jan 10, 2019 2:28 PM
خاص

في زمن القحط السياسي... قلق غربي من استهداف الامن
خلايا ارهابية تسعى لهز الاستقرار خدمة لاهداف اقليمية

المركزية- في مسار انحداري سريع تسير اوضاع البلاد على المستويات كافة. في السياسة، ازمات متراكمة ليس اقلها العجز عن تشكيل حكومة منذ اكثر من ثمانية اشهر وانعكاساته الكارثية على تنوعها. في الاقتصاد انهيار شبه كامل لهيكل المؤسسات وتصنيفات مخيفة للبنان من الشركات العالمية. في الاجتماع، صراخ وانين يقود جزءا واسعا من اللبنانيين الى رفع الصوت في الشارع وسط عقم تام في المعالجات. اما الامن، فيكاد يكون الوحيد المتماسك حتى اللحظة يواجه تداعيات الخلافات السياسية بأثقالها المرهقة عليه. بيد ان استمرار الوضع على حاله من الاهتراء، لا بد الا ان ينعكس على الاستقرار خصوصا اذا ما انفجر الاحتقان السياسي والاجتماعي شعبيا في الشارع.

في السياق، لا تخفي اوساط دبلوماسية غربية قلقها ازاء احتمال تعرض الاستقرار الامني لخضات، ولو موضعية، اذ ان الخلايا الارهابية النائمة قد تُحرك في اي لحظة مستفيدة من المناخ السياسي المتشنج والاحتقان الاجتماعي لبث سمومها ومحاولة اللعب بالورقة الامنية لمصالح خبيثة تتصل بالتحولات الكبرى الجاري نسج خيوطها بمغازل دولية تمهيدا للتسوية الشاملة.

وتكشف الاوساط في هذا المجال عن نصائح وجهتها دول غربية الى الراغبين في السفر الى لبنان بوجوب اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر، مستندة الى معلومات حصلت عليها من جهات استخباراتية عن امكان تحرك خلايا نائمة لتنظيمات ارهابية تتخذ من المخيمات الفلسطينية وبعض المناطق ذات الحساسية الامنية ملجأ لها. وتشير في معرض تعزيز معطياتها الى توقيف المديرية العامة للأمن العام امس ثلاثة اعضاء في خلية ارهابية في منطقة عرسال بايعوا تنظيم "داعش" وانشأوا مجموعات مؤيدة للتنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد اشخاص بهدف تشكيل خلية امنية تعمل داخل الاراضي اللبنانية، وعملوا على نشر تسجيلات مصورة حول كيفية اعداد المتفجرات وصناعة السموم القاتلة من مواد متوفرة، وأجروا أكثر من تجربة لتصنيع المتفجرات بهدف اغتيال شخص من بلدة عرسال وتنفيذ عمليات ضد مراكز ودوريات الجيش اللبناني في البلدة المذكورة.
وتقول الاوساط ان العين الامنية الساهرة التي تمكنت من كشف الخلية واوقفت بعض اعضائها فيما تواصل العمل على توقيف باقي الارهابيين ولئن كانت في اعلى درجات الجهوزية لمنع هؤلاء من العبث بالامن والنفاذ من بوابة العجز السياسي الى ساحة ضرب الاستقرار، تحتاج الى دعم وحصانة من السلطة السياسية المشغولة بأزماتها وعلاتها اللامتناهية، الى درجة عدم التنبه لمخططات استهداف الاستقرار باعتباره خطا احمر دوليا، غافلين عن ان الساحة اللبنانية هي "الاكثر اغراء" في مجال استخدامها صندوق بريد في لحظة التسويات السياسية الاقليمية لتحصين بعض المواقع وتحصيل الحد الاقصى من المكاسب في اطار شد الحبال، من هنا اهمية التنبه الى استخدام اكثر اوراقها دقة، الاستقرار الامني.

في المقابل، تؤكد اوساط امنية لبنانية لـ"المركزية" انها تملك معطيات في هذا الشأن تتعاطى معها ببالغ الجدية والدقة، وما توقيف خلية عرسال الا الدليل الى نوعية التعامل معها، غير انها تحرص على عدم اشاعة مناخات قلق وخوف لدى اللبنانيين بالكشف عنها، مذكرة بأن جهازا امنيا واحدا تمكن خلال عام من رصد واحباط ما يفوق ثلاثة الاف عملية امنية كان يعدها ارهابيون، لم يتم كشف النقاب عنها لكنها وضعت في عهدة المسؤولين السياسيين للاطلاع والاتعاظ. وتطمئن الى ان الامن ممسوك بإحكام برعاية الاجهزة وسهر قادتها، لافتة الى عدم تسجيل حوادث امنية خلال فترة الاعياد وقبلها على مدى اكثر من عام ، فالوضع تحت السيطرة ولا يمكن لاحد تعريض الاستقرار للاهتزاز "فنحن له بالمرصاد" . وتشير الى ان الاجهزة الامنية اللبنانية لا تنفك تتلقى تهاني من البعثات الدبلوماسية في لبنان التي تشيد بدور الجيش والقوى الامنية في ضبط الامن ومراقبة الحدود واتمام المهام المنوطة بها على اكمل وجه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o