Jan 08, 2019 4:24 PM
تحليل سياسي

تداعيات "نورما" تتوسع: لبنان عائم والثلوج علــى 500 متر
اتصالات التشكيل معطّلة وبكركي تحاول كسر الجليد بدعوة القادة
بومبيو يبدأ جولته العربية وزيارة بولتون لتركيـا توتّر العلاقات

المركزية- احتلت العاصفة العاتية "نورما" صدارة اهتمامات اللبنانيين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتنظيم حياتهم على إيقاع امطارها ورياحها وثلوجها وصقيعها. وإذا كانت "نورما" حملت معها دفق خيرات السماء ، إلا أن خير الطبيعة  في دولة كلبنان يتحول مصيبة. انقطاع في الكهرباء التي لطالما تحل ضيفة على اللبنانيين، الا عبر المولدات وعداداتها، إغلاق للجامعات والمدارس غير المجهزة للبرد والصقيع، أضرار في الممتلكات وفيضان للانهار.

اما للطرقات، فقصة اخرى مع الشتاء في لبنان، سيول وبحيرات  وتجمعات للمياه  تغرق فيها السيارات ويعوم المارّة بفعل التقصير المزمن في الصيانة، على رغم الدعوات المتكررة لتنظيف المجاري قبل حلول الشتاء، لكن "على من تقرأ مزاميرك يا داوود".

الاتصالات مشلولة: وفي وقت ستقفل العاصفة التي تشتد عصرا لتلامس ثلوجها الـ500 متر، ابواب كل المدارس والحضانات والجامعات غدا بقرار وزاري، يبدو ان برودتها شلّت أيضا الحركة السياسية في البلاد عموما وعلى خط التأليف خصوصا.

الحكومة في خبر كان: وفي دليل الى غياب اي تقدّم على هذا الصعيد، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيد استقباله رئيس مجلس النواب الغيني بيساو سيبريانو كاساما في عين التينة، إن الحكومة لا تزال في خبر كان.

في الموازاة، اسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، خلال استقباله في بكركي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. "لأن الدستور قد وضع جانبا".

بكركي تبادر؟ لكن، يبدو ان بكركي لن تقف مكتوفة الايدي امام التعثر الحاصل. اذ كشف رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض من الصرح اليوم، عن اتجاه لدى البطريرك بدعوة القيادات المسيحية المارونية الى الاجتماع في بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة. وعلمت "المركزية" "ان البطريرك سيبدأ قريباً بإجراء اتصالات مع القادة الموارنة لدعوتهم الى طاولة الحوار في بكركي لمناقشة جدول اعمال من بند وحيد: كيفية الخروج من مأزق الحكومة والذهاب نحو تأليف سريع، لان البلد لم يعد يحتمل ترف التأخير والشروط والمطالب التعجيزية. ويُرجّح بحسب المعلومات ان يُعقد الاجتماع قبل توجّه البطريرك الى الولايات المتحدة الاميركية في 21 الجاري، في زيارة ببعدين راعوي وسياسي ستكون حافلة بجدول لقاءات روحية وسياسية مع مسؤولين في الادارة الاميركية.

بيان مهم: وفي السياق، اشارت المعلومات الى "ان بيانا  مهما جدا سيصدر بعد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة غداً، بحيث سيُكمل بلجهة "العتب" نفسها التي بدأها الراعي تجاه المعنيين بالتشكيل منذ وصول المشاورات الى مكان غير مقبول، لا سياسياً ولا اقتصادياً وحتى امنياً، اذ ان الراعي وانطلاقاً من نتائج لقاءاته واتّصالاته يستشعر بالخطر الداهم الاتي على البلد اذا ما استمر "الدلع" الحكومي.

فنيانوس: وكان الراعي استقبل ايضا وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس الذي جزم من الصرح "بأن الموضوع الحكومي داخليّ فقط وعلى الناس التواضع من أجل تأليفها والجميع يعرف عند أي نقطة تقف الحكومة". واثر لقائه البطريرك الماروني، قال "عملي الان منصب على الطرقات وسلامة الناس اما من يؤلّف الحكومة فمعروف".

ليسمِ الحريري احدنا: في غضون ذلك، عَلق عضو اللقاء التشاوري السني النائب عبد الرحيم مراد، على ما قاله نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي عن "أن الحل اليوم هو أن يكون الوزير السني للقاء التشاوري ضمن مكونه وبكنف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، وأن الوزير المسيحي يعود إلى رئيس الجمهورية، معربا عن "اعتقاده أن ما يطرحه الفرزلي هو أكثر إقتراح موضوعي". وعما إذا كان هذا الطرح قابلا للتطبيق، شدد مراد على ضرورة أن يقتنع به الرئيس المكلف سعد الحريري، فهذا مطلبنا منذ البداية". وأضاف: "ليتفضل الرئيس المكلف ويسم أي أحد منا، وبذلك نكون قد تمثلنا جميعا وينتهي الموضوع". وتساءل مراد: "لماذا يفتشون عن تسمية الوزير الذي يمثل اللقاء التشاوري من قبل رئيس الجمهورية أو الوزير جبران باسيل، فليسمه الرئيس المكلف ويكون من حصة اللقاء التشاوري لا من حصة أحد، المهم أن يعترفوا بوجود قوة ثانية خارج تيار المستقبل".

غصن في المحكمة: على صعيد آخر، دافع رئيس مجلس إدارة "رينو" والرئيس السابق لشركة " نيسان موتور كومباني ليمتد" كارلوس غصن عن نفسه ضد مزاعم بسوء السلوك المالي، وأصرّ على براءته، مؤكدا انه "اتُّهم خطأ واحتُجز ظلما". وخلال مثوله للمرة الأولى أمام القضاء في طوكيو في جلسة علنية، أدلى بما لديه خلال توقيت لا يتعدّى الدقائق العشر ، بعدما تم توقيفه في 19 تشرين الثاني 2018 بتهمة التهرب الضريبي. وقال غصن الذي بدا نحيلا عند دخوله الى المحكمة،  وكان مقيد اليدين بالاصفاد ويوجد حبل حول خصره ، ومرتديا بزّة داكنة من دون ربطة عنق، لمحكمة طوكيو الجزائية في بيان بالإنكليزية: "لقد اتهمت بشكل خاطئ واعتقلت بطريقة غير عادلة بناء على اتهامات لا أساس لها". أضاف:"خلافا للاتهامات التي وجهها الي ممثلو الادعاء، لم أتلق أي تعويض من شركة نيسان لم يتم الكشف عنه، ولم أدخل في أي عقد ملزم مع "نيسان" ليتم دفع مبلغ ثابت لي لم يتم الكشف عنه". وتابع "لقد تصرّفت بنزاهة، ووفقاً للقانون وبعِلم مسؤولي مجموعة نيسان وموافقتهم". من جهته، أعلن قاضي محكمة طوكيو، أنّ غصن الذي أوقف بشبهة التهرّب الضريبي، لا يزال موقوفاً بسبب وجود خطر بفراره. وأنّ من أسباب عدم موافقته على الإفراج بكفالة عن رجل الأعمال اللبناني-الفرنسي-البرازيلي، هو إمكانية أن يؤدي ذلك إلى العبث بالأدلّة.

جولة بومبيو: اقليميا، يصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى العاصمة الأردنية عمان في مستهل جولة عربية ستقوده إلى ثماني دول عربية لإجراء محادثات تركز بشكل خاص على ملفات اليمن وسوريا وإيران. واعلن بيان صادر عن وزارة الخارجية الاردنية ان "وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره الاميركي سيعقدان مؤتمرا صحفيا بعد ظهر اليوم في مقر الوزارة في عمان". ومن المفترض أن يستقبل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بومبيو عصر اليوم بحسب برنامج الزيارة.

توتر اميركي- تركي: من جهة أخرى، وغداة مباحثات أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في المجمع الرئاسي في أنقرة، حيث التقى إبراهيم كالين، المستشار الأقدم للرئيس التركي، شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هجوما على بولتون حيث أعلن أن تركيا لا يمكنها قبول تصريحاته بأن على أنقرة الموافقة على حماية الأكراد في سوريا. ولفت أردوغان، الذي كان يتحدث أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، الى أن بولتون ارتكب "خطأ فادحا" بالمطالبة بشرط جديد للانسحاب الأميركي من سوريا موضحاً أن تركيا لا يمكن أن تتنازل في قضية وحدات حماية الشعب الكردية السورية. واعتبر الرئيس التركي أن قتال وحدات الشعب السورية الكردية لتنظيم الدولة الإسلامية ليس سوى "كذبة كبيرة".

عقوبات على ايران: اوروبيا، أعلن وزير الخارجية الدنمركي أندرسن سامويلسن أن الاتحاد الأوروبي أقر عقوبات على جهاز الاستخبارات الإيراني لتخطيطه لاغتيالات في أوروبا. وقال سامويلسن على تويتر : "اتفق الاتحاد الأوروبي لتوه على فرض عقوبات على جهاز الاستخبارات الإيراني لتخطيطه لاغتيالات على الأراضي الأوروبية. هذه إشارة قوية من الاتحاد الأوروبي إلى أننا لن نقبل مثل هذا السلوك في أوروبا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o