Feb 17, 2018 7:18 PM
خاص

النظام السـوري لا يحبذ المفاوضات بعد الانتصارات.. وتباينـات مع موسـكو هل تتمكن ايران من عرقلة التسوية ام ينجح المجتمع الدولي في لجم التصعيد؟

المركزية- في وقت انتهى مؤتمر سوتشي الى شبه "لا شيء" وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ويعتزم رعاة "أستانة" العمل على انعاشه عبر مؤتمر مشابه يعقد في اسطنبول في الاسابيع المقبلة، يسعى المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا في المقابل الى استنهاض مسار جنيف التفاوضي، وجمع الاطراف السوريين كافة الى الطاولة التي تحظى بدعم دولي وغربي وعربي، مجددا.

في الاثناء، وبهدف تحسين الشروط والمواقع، تصاعدت وتيرة المواجهات العسكرية في الميدان السوري في شكل دراماتيكي، كاد ان يؤدي الاسبوع الفائت الى حرب بين سوريا واسرائيل على اثر اسقاط الدفاعات السورية طائرة اف 16 خصوصا بعد ان تبين ان صاروخا روسيا( اس 200 ) زودت به روسيا سوريا، استخدم لاستهداف المقاتلة الاسرائيلية.

وسط هذه الاجواء غير المطمئنة، حيث تستمر المعارك في الشمال السوري ويمضي النظام السوري وحلفاؤه قدما في حصارهم للغوطة الشرقية، لا تبدي المصادر تفاؤلا كبيرا بانفراج قريب على خط التسوية السياسية المنتظرة، لأكثر من اعتبار.

ففي رأيها، لا يبدي النظام السوري حماسة لتقديم اي تنازلات لصالح خصومه خصوصا في ظل موازين القوى الجديدة على الارض حيث حقق مع حلفائه، الحرس الثوري الايراني وحزب الله، تقدما ملحوظا واستعاد السيطرة على مناطق عديدة منتزعا اياها من يد المعارضة المسلحة. وبحسب المصادر، فإن دمشق باتت تراودها فكرة الانسحاب من المنصات التفاوضية كلها، أكانت في جنيف او حتى في استانة، والدفع نحو نقل اي مشاورات الى سوريا، فيرعاها النظام بنفسه.

وتقول المصادر ان موسكو وإن كانت تساند النظام في توجهاته السياسية وحتى الميدانية، فإنها تتباعد معه في خيارات كثيرة، ولو كانت حتى الساعة تغض النظر عنها، لزكزكة واشنطن. وفي خانة هذه التباينات يمكن وضع المواقف المتباعدة بين الحليفين من الدستور الجديد في سوريا. فروسيا كلفت مجموعة من الخبراء انجاز صياغة دستور جديد لسوريا وقد وضعت مسودته، بينما يتحدث الرئيس بشار الاسد عن ادخال تعديلات على الدستور القائم، لا اكثر، رافضا فكرة وضع دستور جديد.

أما ثاني العوامل التي تدفع بالمصادر الى التشاؤم ازاء قرب نضوج التسوية السورية، فيتمثل في موقف ايران المتشدد. فهي حتى الساعة، تؤكد انها باقية في سوريا على لسان مسؤوليها جميعهم وآخرهم مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي الذي قال ان "وجود إيران في سوريا سيستمر للدفاع عن جبهة المقاومة وفق التوافق الحاصل بين إيران وسوريا.. ونحن لا نقبل الشروط الخارجية كموضوع قوتنا الدفاعية أو تواجدنا في المنطقة".

وبحسب المصادر، فإن ايران لن تسهّل الحل السياسي وستواصل تدعيم وجودها في سوريا ولا سيما على جبهة الجنوب السوري على مقربة من اسرائيل، مستخدمة هذه الورقة لتضمن لنفسها حصة من التسوية المرتقبة، خصوصا وان الولايات المتحدة ومعها الدول الاوروبية والخليجية والعربية، ليست في وارد القبول بأي هدايا تقدّم لايران في المنطقة، بل يكثفون ضغوطهم لتقليم اظافرها وتقليص نفوذها الى الحدود القصوى. فهل ينتصر خيار التصعيد والمواجهات في سوريا في المرحلة المقبلة، أم ينجح المجتمع الدولي في إعادة السوريين الى خط المفاوضات السياسية؟ 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o