Feb 17, 2018 6:52 PM
خاص

مرجع قانوني دولي: سلاح المقاومة بتصرف "الأعلى للدفاع" تشويش واستباق لـ "المواجهة الأقوى" بين جيشين نظاميين

المركزية- رحبت اوساط سياسية وحزبية تدور في فلك ما كان يسمى بـ "قوى 14 آذار" بما اعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس عندما وضع سلاح المقاومة وصواريخها بتصرف المجلس الأعلى للدفاع في حال طٌلب منه ايقاف العمل في منصات استخراج النفط والغاز الإسرائيلية في المياه الإقليمية، مشككا بقدرات الجيش اللبناني الذي لا يملك صواريخ يمكن ان تقوم بهذه المهمة.

وفيما رحبت اكثر من شخصية "سيادية" بالدعوة التي وجهت الى السيد نصرالله لوضع سلاحه في تصرف القيادة الشرعية حيث يجب ان يكون قرار الحرب او السلم ، توقف مرجع قانوني دولي امام المعادلة الجديدة التي طرحها نصرالله على هذا المستوى فوضعها في شكلها وتوقيتها في خانة المزايدات السياسية المحلية والإقليمية التي يتقنها الأمين العام ، ووجد في مضمونها مسا بأهمية المواجهة المحتملة إذا ما وقعت بين لبنان واسرائيل على مستوى جيشي البلدين النظاميين ومحاولة لنزع الصفة الشرعية عن اي مواجهة محتملة  شبيهة بتلك التي حرم الجيش منها في مواجهة الإرهابيين لصالح "حزب الله".

وسجل عبر "المركزية" سلسلة ملاحظات ابرزها:

- على مستوى الشكل وضع الخبير المبادرة في سياق الحملات الإعلامية التي تهلل لدور المقاومة والترويج لسلاحها الذي تجاوز اللعبة الداخلية ولم تعد بحاجة اليه ، لوضعه في إطار اللعبة الإقٌليمية.

- على مستوى التوقيت قرأ الخبير المعادلة من زاوية أخرى وربطها بحجم انحسار دور هذا السلاح على الساحة السورية وبات من الواجب البحث عن دور له يبرر انسحاب الحزب من سوريا تحت شعار التفرغ للمواجهة المحتملة في الجنوب اللبناني برا وبحرا، بما في ذلك الجو الذي لفت اليه نصرالله النظر موجها الملامة الى من يتجاهل الخروقات الجوية الإسرائيلية شبه اليومية.

 - في المضمون، توقف الخبير بكثير من القلق امام ما قرأه من أهداف لهذه المبادرة، مستذكرا محطات سابقة تم تجريب المعادلة نفسها فيها. وتوقف امام حدث بالغ الأهمية يتمثل بانتصار الجيش اللبناني في حرب "فجر الجرود"  وما واجه هذا الإنتصار من افخاخ دمرته. وهنا استذكر الخبير مسلسل الخطوات التي نفذت باتقان  وتوجت بتواطؤ من بعض اهل السلطة لمنع الإحتفال الشرعي بهذه المناسبة التي اشاد بها العالم الغربي ولم يتمكن لبنان وجيشه من إحيائها.

وعليه، اضاف الخبير يمكن قراءة مبادرة نصرالله استباقا لأي انتصار يمكن ان يحرزه الجيش اللبناني في المواجهة المحتملة مع الجيش الإسرائيلي على الحدود البرية إذا ما تجرأت اسرائيل واقدمت على بناء الجدار الإسمنتي على اي شبر من الأراضي التي يتحفظ لبنان عليها على طول الخط الأزرق.

وقال الخبير ان مواجهة بين جيشين نظاميين ايا كان حجمهما في القوة والعتاد وايا كانت الفوارق بينهما سينظر اليها العالم بمنظار مغاير لأي مواجهة اخرى بين ميليشيا غير شرعية ايا كانت قوتها وجيش نظامي، فكيف والأمر يتعلق بالنظرة الدولية الى "حزب الله" التي تعتبره  "مجموعة ارهابية" تخضع لكل انواع واشكال العقوبات المالية والعسكرية من مختلف زوايا العالم.

وختم بالقول ان العالم أجمع تطلع الى حادثة "شجرة العديسة" التي قتل فيها ضابطان اسرائيليان بسلاح الجيش اللبناني بمنطق لا سابق له، فكل القوانين الدولية تعطي للجيوش النظامية لوحدها الحق في مهمة الدفاع عن الأرض والسيادة والشعب  في آن.  وهو امر إذا ما قام به الجيش اللبناني مرة أخرى سيكون موضع تأييد وعطف دولي، ليس فيه منة من احد. لأن وبكل بساطة يشكل التزاما لبنانيا بالمهمة الموكلة الى كل الجيوش النظامية الوطنية في الدفاع عن الأرض، وهي مهمة لا لبس فيها، وتطبيقا لكل الاتفاقيات والمعاهدات والأنظمة الدولية التي ترعى مثل هذه الحالات بمعزل عن موازين القوى بين الدولتين والجيشين الصديقين أو العدوين لا فرق.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o