Dec 31, 2018 4:32 PM
تحليل سياسي

2018 ترحل "على زغل": لا حكومة وجولة اتصالات جديدة لبلورة صيغة حل
"التطبيع" مجددا: خشية من تداعيات سلبية للتطورات السورية على الاوضاع المحلية
لقاء تبريد بين التيار والحزب..الهيئات تطالب بوقفة ضمير..وواشنطن تنسحب ببطء من سوريا

المركزية- يطوي العام 2018 آخر صفحاته في لبنان، "على زغل". فالازمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ ايار الماضي عقب الانتخابات النيابية، ستجرجر ذيولها الى السنة الجديدة، بعد ان فشلت الاتصالات والوساطات والمبادرات الكثيرة التي حاولت اخراج التأليف من عنق الزجاجة، وآخرها المبادرة الرئاسية، في تحقيق خرق في جدار الشروط والشروط المضادة الذي يحول دون التشكيل منذ اشهر.

"التطبيع" مجددا: وفي وقت يعوَّل على مفاوضات جديدة يضطلع بها "وسيط الجمهورية" المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بتكليف من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لايجاد صيغة سحرية مرضية للجميع لتذليل عقدة تمثيل "اللقاء التشاوري" في الحكومة، ستشهد تزخيما مع انقضاء عطلة رأس السنة، تعرب مصادر سياسية متابعة عبر "المركزية" عن خشيتها من ان تؤثر التطورات الجديدة التي تشهدها سوريا، لناحية الانفتاح العربي عليها من جديد، سلبا، على ملف التشكيل خصوصا والاوضاع السياسية عموما، فتزيدها تعقيدا، في ظل الشرخ العمودي بين اللبنانيين، في النظرة الى العلاقات مع دمشق. المصادر تشير الى ان المستجدات الاقليمية قد تدفع مكونات فريق 8 آذار الى رفع لواء "التطبيع مع سوريا" مجددا، والمطالبة بادخاله الى البيان الوزاري وبدعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى القمة التنموية الاقتصادية العربية التي تستضيفها بيروت في 20 كانون الثاني المقبل، ايضا. وتلفت الى ان ممارسات من هذا القبيل، ستزيد حكما الاجواء المحلية الملبّدة، تلبّدا، نظرا الى رفض مكونات فريق 14 آذار لاي انفتاح على النظام السوري.

تباشير شرخ؟:وقد بدأت فعليا تباشر الازمة القديمة – الجديدة هذه، بالظهور في المواقف. فوزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل اشار امس من تولين الى "ان اي تاخير في تشكيل الحكومة سينعكس سلبا على الوضع والإستقرار في البلد"، داعيا إلى "إعادة النظر في قرار دعوة سوريا إلى القمة العربية الإقتصادية التي تنعقد في بيروت الشهر المقبل لان اي قمة بدون سوريا لا معنى لها". واكد "ضرورة التعاطي بوعي مع ما يجري في سوريا الشقيقة وان يعيد لبنان تصويب وتصحيح موقفه الرسمي معها"... في المقابل، تفاعلت داخليا، مسألة ادراج النظام السوري شخصيات لبنانية على لائحة الارهاب. وفي وقت طالبت قوى سيادية وزارةَ الخارجية باستدعاء السفير السوري، شدد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط على ان "لن نسمح لمن مارس الاحتلال والوصاية والتنكيل واستباح لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات ، ولمن اغتال خيرة قياداتنا وشبابنا ، ولمن أرسل المتفجّرات والأسلحة ، وفجّر الجوامع والكنائس ، أن يتّهم قادة لبنانيين أحراراً شرفاء ، ويضعهم أهدافاً جديدة". وقال في تغريدة عبر "تويتر": "زمن الماضي ولّى إلى غير رجعة".

لقاء تبريد: على اي حال، تستمر المباحثات بعيدا من الاضواء لانعاش المبادرة الرئاسية ومحاولة استيلاد حكومة في اقرب وقت، وربما قبل القمة العربية كي لا تؤثر صورةُ الدولة اللبنانية "المبتورة"، سلبا على مستوى الحضور في القمة. وفي خطوة يُفترض ان تساعد في ايجاد الحل الحكومي المرجو، اشارت معلومات الى اجتماع خُصص لاحتواء التصعيد الذي عرفته علاقات التيار الوطني الحر – حزب الله في الايام الماضية وتبريد الاحتقان بينهما، عُقد اليوم في مقر عام التيار في ميرنا الشالوحي بين مسؤولي الاعلام في التيار والحزب.

الحزب والحوار: وفي انتظار تبيان نتائج هذا المسار كلّه، دعا حزب الله الى الحوار للخروج من الازمة. فقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض خلال زيارته على رأس وفد من "حزب الله" راعي أبرشية مرجعيون وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت الياس كفوري، مهنئا بالاعياد "ان الاهتراء بات سمة تخيم على الواقع المؤسساتي والمعيشي والاقتصادي والحياتي في هذا البلد.ونحتاج لأن نتعاون كي نخرج من هذه الحال في أسرع وقت ممكن، والمعبر الضروري لمعالجة هذه القضايا هو أن يكون هناك حكومة، وعليه فإننا نشجع على حوار وإعادة الاتصال بين المعنيين بهدف إخراج الأزمة من عنق الزجاجة، وهذا مصلحة للجميع من دون شك، وعليه ليس هناك من خيار إلا الحوار والتفاهم، وبالتالي نستطيع أن نوفر الجهد والوقت والمعاناة، وأن نصل إلى حلول ترضي الجميع دون استثناء، وهذا ما يتطلع إليه اللبنانيون في هذه الأيام".

وقفةضمير: وتنتظر الحكومة العتيدة جملة تحديات امنية واقتصادية ومالية كبيرة.  وفي السياق، عقدت الهيئات الاقتصادية اللبنانية، اجتماعا، اليوم في مقرها برئاسة رئيسها محمد شقير، أملت في ختامه "ان يتم تشكيل الحكومة في بداية العام 2019 كي تباشر باتخاذ الخطوات المناسبة لانقاذ البلد ووضعه على طريق التعافي والنهوض". وعبرت الهيئات الاقتصادية عن "الحزن الشديد لعدم تشكيل الحكومة بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري"، مبدية "أسفها العميق لاستمرار المراوحة والتعطيل في حين البلاد تنزلق من سيء الى اسوأ". وأكدت الهيئات "ان دقة الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية تستدعي من جميع القيادات السياسية وقفة ضمير واتخاذ المبادرات المسؤولة لانقاذ لبنان من شر مستطير". وعن الدعوة للاضراب العام الجمعة المقبل، أكدت الهيئات الاقتصادية "ان المطالبة بتشكيل الحكومة كان ولا يزال مطلبها الأول، وان وجع الناس وتردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية كان لسان حالها على الدوام، لكن الهيئات الاقتصادية تؤكد ان لا علاقة لها على الاطلاق بالدعوة الى الاضراب، لأنها على قناعة تامة بأن الاضراب قد يأتي بمزيد من الخسائر، خصوصا قبل انعقاد القمة الاقتصادية العربية، ولطالما كانت الهيئات سباقة ومبادرة في اتخاذ المواقف والمبادرات الجريئة مع مراعاة التوقيت المناسب وتوافر شروط النجاح".

انسحاب بطيء: خارجيا، اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان "تنظيم داعش زال تقريبا وسوف نعيد قواتنا من سوريا بوتيرة بطيئة إلى الوطن"... وليس بعيدا، اعلن  رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أمس، إن مسؤولين أمنيين كبارا من بغداد التقوا الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، ملمحا إلى "دور عراقي كبير في محاربة تنظيم "داعش"، مع استعداد القوات الأميركية للانسحاب من سوريا. وأضاف أنه إذا حدثت أي تطورات سلبية في سوريا فإن "ذلك سيؤثر علينا"، مشيرا إلى أن تنظيم "داعش" لا يزال موجودا هناك". وأوضح أن العراق "سعى إلى اتخاذ خطوة أخرى أوسع في إطار ترتيباته الحالية مع سوريا والتي شنت بموجبها ضربات جوية على التنظيم هناك".

منبج: في الموازاة، وفي حين يؤمل ان يكون عام 2019 عام تسوية النزاع السوري خصوصا ونزاعات المنطقة ككل، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان  زهاء 20 ألف قتيل سقطوا في سوريا في 2018 في أدنى حصيلة سنوية منذ بدء الحرب. اما ميدانيا، فتقرع طبول الحرب في منبج الكردية الواقعة على الحدود الشمالية السورية مع تركيا. فقد أدخل الجيش التركي، خلال الساعات الأخيرة، آليات عسكرية إلى المنطقة التي يسيطر عليها شمالي سوريا، في إطار استعداداته لشن عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد في منبج وشرقي الفرات. وقال صحفيون أتراك إن مقاتلات "F16" ومروحيات تابعة للجيش التركي حلقت، صباح الاثنين، فوق منبج في إطار عمليات استكشافية للمدينة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o