Feb 16, 2018 4:29 PM
تحليل سياسي

ساترفيلد يستكمل مشاوراته "النفطية" في اسرائيل.. وبيــروت ترفض خط هوف بحث عن مخارج جديدة للنزاع...وموازنة 2018 توضع رسميا على السكـــة بري يعلن مرشحيه الاثنين والتيار في 24 آذار..وواشنطن: لتحرك دولي ضد ايران

المركزية- بقي الحضور الاميركي الأقوى على الساحة اللبنانية، لليوم الثاني على التوالي. فغداة جولة وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون على الرؤساء الثلاثة، سُجّل اليوم حراك لافت لنائبه دايفيد ساترفيلد الذي تنقّل بين قصر بسترس فعين التينة ثم بيت الوسط. أما محور اتصالاته، فالنزاع النفطي بين بيروت وتل أبيب، الذي تحاول بلاده جاهدة ايجاد تسوية له تكون مرضية للطرفين.

ساترفيلد يجول: تماما كما ذكرت "المركزية" أمس، ترك تيلرسون ملف "الاشتباك الحدودي بين لبنان واسرائيل"، في عهدة مساعده ساترفيلد وأوكل اليه مهمة استكمال المحادثات في شأنه. فكان ان استهل اليوم مباحثاته من وزارة الخارجية مع الوزير جبران باسيل، فرئيس مجلس النواب نبيه بري وأخيرا رئيس الحكومة سعد الحريري.

الى اسرائيل: وفي وقت لم يدل الدبلوماسي الاميركي بأية تصاريح، أفادت معلومات صحافية انه وبعد ان استكمل مشاوراته لبنانيا، سيتوجه الى إسرائيل خلال الـساعات الثماني والاربعين المقبلة، للوقوف عند موقف الكيان العبري من القضية، على ان يُكوّن صورة عن الحلول الممكنة، في ضوء ما سيسمعه.

طرح جديد؟: وليس بعيدا، أشارت مصادر الخارجية اللبنانية الى ان "ما يحكى عن اقتراح اميركي لتقاسم المنطقة النفطية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على 60% من ثرواتها مقابل 40% لاسرائيل، وفقا لما بات يعرف بطرح "هوف"، غير دقيق والمسألة معقّدة اكثر من ذلك"، كاشفة ان "الجانب الاميركي يحاول اليوم بلورة طرح جديد يتعلق بالمنطقة التي تدعي اسرائيل ان لها حقوقا فيها، بعدما اقتنع ان لبنان متمسّك برفض خط هوف".

لا حل قريبا؟: وكان برّي أبلغ ساترفيلد ان الطرح الاميركي غير مقبول وأصرّ على الموقف لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996. كما نُقل عن مصادر في بيت الوسط قولها ان "الاميركيين ما زالوا يطرحون اقتراح هوف في المنطقة التي تدعي اسرائيل ان لديها حقوقا فيها وأنها لا ترى حلا قريبا لهذه المشكلة".

خياران للحل: ودائما على الخط الحدودي – النفطي، تتحدث مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" عن خيارين يتجاذبان معالجة الكباش الدائر حاليا: الاول تدفع نحوه واشنطن وهو اجراء مفاوضات رباعية مباشرة يشارك فيها لبنان واسرائيل والولايات المتحدة والامم المتحدة، على غرار مفاوضات "الناقورة" لكن على مستوى دبلوماسي لا عسكري، وهو خيار ترفضه بيروت تماما. أما الثاني، فيتمثل في الذهاب الى خيار "التحكيم" الدولي فيحمل لبنان ملفه وأوراقه ومستنداته كاملة الى الجهات الاممية والدولية المعنية، لبت النزاع حول الاراضي، لصالحه. 

في البروتوكول: في غضون ذلك، وفي وقت استمرت التحاليل الصحافية والسياسية لما رافق زيارة تيلرسون بروتوكوليا، أفادت مصادر مطلعة "المركزية" أن انتظار الاخير دقائق في بعبدا لم يكن أبدا رد فعل من باسيل، مشيرة ايضا الى ان غياب قائد الجيش العماد جوزيف عون عن الاستقبال لا ابعاد او خلفيات له خصوصا ان ساترفيلد سبق ان التقاه في اليرزة قبل ايام، موضحة ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم كان حاضرا في بعبدا كونه معنيا بمتابعة ملف النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل. 

الموازنة: على صعيد آخر، وفي خطوة ايجابية على طريق تحضير لبنان لمؤتمرات الدعم الدولية المرتقبة، أفيد اليوم ان جلسة خاصة لمجلس الوزراء ستعقد قبل ظهر الاثنين المقبل للبدء في بحث مشروع الموازنة لعام 2018.

"الداخلية" تعمل: وكانت مؤتمرات روما 2 وباريس 4 وبروكسل، مدار بحث اليوم بين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ورئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آشيم ستاينر. وخلال اجتماع شارك فيه المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني ومديرة مكتب برنامج الأمم المتحدة في لبنان سيلين مويرود، أكد ستاينر للمشنوق "تقدير المجتمع الدولي لحسن ضيافة لبنان"، لافتا إلى أن "هذه المؤتمرات فرصة لإبراز دعم هذه الدول للبنان". أما المشنوق فأكد أمام ضيوفه "ضرورة دعم الحكومة اللبنانية والبلديات التي استضافت النازحين السوريين"، مشددا على أن "كل الفرقاء في لبنان يعملون لإنجاح هذه المؤتمرات"، وأن "الوزارة تعمل ليلا ونهارا لإنجاز التحضيرات اللوجيستية والإدارية لإجراء الانتخابات". 

حركة انتخابية: وفي السياق، يعقد الرئيس بري مؤتمرا صحافيا، في الثانية عشرة والنصف الإثنين المقبل، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سيخصّصه لاعلان اسماء مرشحي حركة "أمل" وكتلة "التنمية والتحرير" الى الانتخابات النيابية. أما المجلس السياسي للتيار الوطني الحر، فأشار اليوم الى أنه سيعقد مؤتمرا لاعلان لوائح "التيار" الانتخابية ومرشحيه النهائيين، في 24 اذار المقبل.

مواقف لجنبلاط: في المقابل، وفي وقت قدّم الحزب التقدمي الاشتراكي اليوم طلبات الترشيح للانتخابات النيابية الخاصة بأعضاء اللقاء الديمقراطي في وزارة "الداخلية"، علمت "المركزية" ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ستكون له غدا، مواقف انتخابية، خلال مؤتمر "نحو رؤية اصلاحية علمية لقطاع الكهرباء" الذي يعقد في فندق الرفييرا في عين المريسة.

نصرالله: الى ذلك، يفترض ان تكون التطورات المحلية كلها، تماما كما المستجدات اقليميا ودوليا، حاضرة في الكلمة التي يلقيها عصرا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى العاشرة لاغتيال عماد مغنيه.

حان الوقت: اقليميا، وفي جديد المواجهة الاميركية – الايرانية، رأت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي ان "الوقت حان لكي يتحرك مجلس الامن ضد ايران" بعد نشر تقرير لخبراء من الامم المتحدة افاد ان ايران انتهكت الحظر المفروض على ارسال اسلحة الى اليمن. وأوضح التقرير الذي عرض على مجلس الامن الدولي في كانون الثاني ان "الخبراء تعرفوا على مخلفات صواريخ مرتبطة بتجهيزات عسكرية وآليات عسكرية جوية مسيرة من منشأ ايراني ادخلت الى اليمن بعد فرض الحظر على الاسلحة عام 2015".  وقالت هايلي في بيان "هذا التقرير يؤكد ما نقوله منذ اشهر: ايران نقلت اسلحة بشكل غير شرعي، في انتهاك لقرارات مجلس الامن". ولفتت الى "انه لا يمكن للعالم أن يستمر في ترك هذه الانتهاكات الصارخة بدون رد"، مشيرة إلى أن "على طهران أن تتحمل العواقب"، مضيفة "حان الوقت ليتحرك مجلس الامن الدولي".

آليات للتطبيع: من جهة ثانية، بعد مصر والكويت والاردن ولبنان، حط اليوم تيلرسون في تركيا، آخر محططات جولته في المنطقة والاكثر دقة. وفي أنقرة، قال تيلرسون إن "بلاده تقر بحق تركيا المشروع في تأمين حدودها"، لكنه دعا أنقرة للتحلي بضبط النفس في العملية التي تشنها في منطقة عفرين في سوريا، وتجنب الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر. أما نظيره التركي مولود غاويش أوغلو فأشار الى ان "تركيا والولايات المتحدة قررتا "وضع آليات" لإعادة العلاقات بينهما إلى مسارها، وذلك بعد أسابيع شهدت تصاعدا في حدة اللهجة التركية إزاء واشنطن. وكان تيلرسون أجرى محادثات مطولة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مساء الخميس، في محاولة لتهدئة العلاقات المتوترة على خلفية العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا ضد الأكراد المتحالفين مع واشنطن. في الاثناء، اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن "أميركا تعتزم اقتطاع جزء كبير من سوريا وتأسيس حكم ذاتي هناك يرتكز على الأكراد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o