Dec 21, 2018 4:44 PM
تحليل سياسي

الحكومة على مشارف الولادة وروتشة اخيرة في توزيع الحقائب
اجتماعات متتالية للتشاوري وموعد زيارة بعبدا لـم يحدد بعـد
اسـتقالة ماتيس رسالة احتجاج علـى الانسـحاب من سـوريا

المركزية- في تفاصيل ربع الساعة الاخير، تدور لعبة التشكيل، بعدما ذُللت العقد الكأداء وسلّم الافرقاء بوجوب التنازل عن شجرة المطالب والشروط العالية بصيغة توفيقية أمكن عبرها الانتقال الى المرحلة النهائية الجاري خلالها وضع اللمسات الاخيرة على توزيع بعض الحقائب بين القوى السياسية لارضائها. ووسط ترقب للحظة

تصاعد الدخان الابيض من بعبدا ايذاناً بولادة الحكومة المُنتظرة منذ اكثر من سبعة اشهر، بعدما صبت التوقعات في خانة اعلان مراسيمها مساء اليوم، لم تسجل في دوائر قصر بعبدا اي مواعيد حتى ساعات ما بعد الظهر لا للقاء التشاوري المفترض وفق الاخراج المعمول به ان يتوجه الى القصر الجمهوري للاجتماع بالرئيس ميشال عون في حضور الرئيس المكلف سعد الحريري اذا امكن، ولا للرئيس الحريري الذي يستكمل المشاورات في بيت الوسط، في حين قد يجتمع "التشاوري" للمرة الثانية عصرا في حضور "مشروع وزيره" جواد عدرا، بعدما اجتمع صباحا اثر عودة الوزير فيصل كرامي من الخارج.

توزيع حقائب: وفي انتظار انتهاء مهمة توزيع الحقائب، على امل الا يكمن اي شيطان في تفاصيلها،  عقد الرئيس الحريري لقاءً مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في بيت الوسط الذي رجحت اوساطه  الا يتم اليوم تشكيل الحكومة بانتظار توزيع الحقائب التي لا يزال بعضها قيد الاخذ والرد لا سيما البيئة والزراعة والصناعة والاعلام. وتردد في السياق "ان الرئيس الحريري طرح على الحزب "التقدمي الاشتراكي" استبدال حقيبة الصناعة بالبيئة لكن الاخير رفض الطرح وتمسك بحقيبة الصناعة".

التشاوري لم يحسم:  في الاثناء، لم يحسم "اللقاء التشاوري" خياره الحكومي بتحديد اسم من بين الاربعة التي سلّمها للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المُكلّف من رئيس الجمهورية، كما كان متوقّعاً، بل ربط ولادة تشكيل الحكومة بصفاء النيّات لدى المعنيين بولادتها، معتبراً ان من الحكمة استكمال اللمسات الاخيرة بعيداً من الاعلام، قاطعاً الطريق على من صوّب باتّجاه "تفككه" عند اوّل امتحان، بتأكيده "ان اللقاء وخلافا لكل ما اُشيع في اليومين الماضيين موحد باعضائه الستة وموقفه موحد. وعقب اجتماع عقده نواب "اللقاء" في دارة النائب فيصل كرامي، اشار الاخير في بيان مُقتضب الى "ان اللقاء وخلافا لكل ما اُشيع في اليومين الماضيين موحد باعضائه الستة وموقفه موحد"، مطمئناً الى "اننا ملتزمون بمبادرة عون والتي تتضمن ان يتمثل اللقاء في حكومة الوحدة الوطنية بوزير حصراً من حصته"، معتبراً "ان الحكومة يمكن ان تولد بعد ساعة واحدة اذا صفت النيّات لدى جميع المعنيين بولادتها، واؤكد لكم هنا ان نيّة اللقاء التشاوري صافية مئة بالمئة".

الموعد غير جاهز: ووقت تردد ان اللقاء سيجتمع مجددا عصرا في حضور عدرا، اكد النائب عبد الرحيم مراد لـ"المركزية" ان موعد الاجتماع الثاني اليوم لم يحسم بعد في انتظار انتهاء عملية "روتشة" تخضع لها بعض الحقائب، مؤكداً "انه سيكون لعدرا موقف اثر الاجتماع"، ولافتاً الى "ان لقاءنا بالرئيس عون لا يبدو انه جاهز حتى الان بانتظار حسم مسألة توزيع الحقائب".واكد مراد "اننا سنلتقي بالرئيس الحريري".

تشكيل اسرع من المتوقع: وفي السياق، اكد رئيس الجمهورية ان تشكيل الحكومة بات اسرع من المتوقع، موضحا "ان هذا التشكيل يتطلّب في لبنان بعض الوقت لأن النظام اللبناني توافقي ويوجب اشراك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة". وشدد في خلال استقباله وفدا برلمانيا فرنسيا برئاسة النائب جان كريستوف لاغارد رئيس المجموعة البرلمانية لاتحاد الديمقراطيين والمستقلين في الجمعية الوطنية الفرنسية على "ان مسار الاصلاح سيستكمل، بعد اقرار عدد من القوانين الضرورية، و"ان المشاريع الكبرى التي اعتمدتها خطة النهوض الاقتصادي سيتم الانطلاق بها فور تشكيل الحكومة".

القائد في الشراونة: في مجال آخر، وبعد اسبوع على الاشتباكات التي شهدها بين عناصر من الجيش ومسلّحين استشهد بنتيجتها المجنّد رؤوف يزبك بعد التعرّض لدورية عسكرية، حط  قائد الجيش العماد جوزيف عون في حي الشراونة في بعلبك، بعدما زار بلدة نحلة التي وصلها على متن طوافة عسكرية لتأدية واجب العزاء بالجندي الشهيد.

اسمنت الانفاق: وليس بعيدا من المجال الامني، قامت القوات الاسرائيلية بصب الاسمنت في المكان الذي حصلت فيها اعمال الحفر بحثا عن انفاق في الجهة المقابلة للطريق الداخلية التي تربط بوابة فاطمة بسهل الخيام قرب الجدار الاسمنتي، وذلك من خلال شاحنات محمّلة عملت لغاية الخامسة فجراً، حيث تم تفريغ نحو 40 جرة باطون. كما اُفيد ان القوات الاسرائيلية  سحبت حفارة الآبار من الجهة المقابلة للمحلة المذكورة ولم تعد تسجل اي اعمال حفر في هذه الجهة، كما توقفت الاعمال في ميس الجبل وبليدا والوزاني. وكان اهالي بلدة كفركلا تلقوا ليل امس إتصالات من ارقام غير معروفة يطلبون فيها منهم الابتعاد عن مداخل الإنفاق، لأن جيش العدو الاسرائيلي سيقوم بتفجير هذه الانفاق في الساعات القليلة المقبلة. وهددوا بالرد بقوة على اي محاولة لعرقلة هذا التفجير.

آلية تخليص البضائع: في مجال آخر، اطلق المدير العام للجمارك بدري ضاهر آلية تخليص الامتعة في مطار رفيق الحريري"، معلناً عن "اننا احدثنا تغييراً جذرياً في تخليص الأمتعة الشخصية الواردة عبر الشحن". واوضح في مؤتمر صحفي "ان البيروقراطية لم تعد تعني سوى الروتين والهدر والفساد"، مشدداً على "اننا حققنا انجازات باقل من عامين ومنها: تبسيط اكثر من نوع معاملة، توفير اكثر من 61 رسوم عمل، وقف هدر المال العام، الغاء للعديد من الاجراءات، وتوفير في الاوراق".

اعادة توقيف غصن: من جهة ثانية، وفيما كان يؤمل ان يتم اليوم اطلاق سراح  رئيس شركة نيسان السابق كارلوس غصن اثر رفض المحكمة طلب الادعاء بتمديد فترة اعتقاله لمخالفته القوانين المالية.أفادت وسائل اعلام يابانية عن اعادة توقيفه بناء على طلب الادعاء العام الياباني الذي قدم اتهامات جديدة بحقه. وذكرت اذاعة "أن أتش كاي" الرسمية ووكالة "جيجي برس" للأنباء أن غصن تم توقيفه مجددا بشبهة ارتكابه "اساءة كبيرة للأمانة"، ما يلقي بمزيد من الغموض حول احتمال اطلاق سراحه بكفالة .

الاستقالة الرسالة: في المقلب الدولي، تركزت الاهتمامات على نبأ استقالة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من منصبه، في رسالة وجهها إلى الرئيس دونالد ترامب، تشرح الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ القرار، الذي بدا مفاجئا. وفي خطاب مكتوب صريح إلى ترامب، تحدث ماتيس عن تزايد الشقاق واختلاف الرؤى بينهما، منتقدا ضمنيا عدم اكتراث الرئيس بأقرب حلفاء الولايات المتحدة. وكتب ماتيس في الخطاب "ولأنه من حقكم أن يكون لديكم وزير دفاع له رؤى أكثر تقاربا مع رؤاكم في هذه الموضوعات وغيرها، أعتقد أن من المناسب لي التنحي عن منصبي". وجاءت استقالة ماتيس بعد يوم من قرار ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، وقال مسؤولون أميركيون إنها لم تكن بإملاء من الرئيس ترامب، لكنها فهمت على أنها احتجاج على هذه الخطوة المفاجئة، اذ ان ماتيس كان نصح الرئيس ترامب بعدم الانسحاب من سوريا، بحسب أحد المسؤولين الأميركيين، الذي أشار إلى إنه كان من العوامل التي ساهمت في استقالته من منصبه.

عملية مؤجلة: تركياً، اشار الرئيس التركي رجب طيّب اردوغان خلال كلمة في اسطنبول الى "اننا لا نريد ان نسيطر على اي قطعة ارض سورية"، مشدداً على "اننا مستعدون للتعاون مع ​روسيا​ وإيران من اجل إرساء ​الأمن​ في المنطقة"، ولفت إلى "اننا لا نريد ان تكون ​سوريا​ منطلقا لأي هجمات إرهابية ضدنا، وكل المشكلات التي تعيشها سوريا والعراق​ تؤثر علينا بصفة مباشرة"، جازماً "بان ليست لدينا مطامع في ​الأراضي السورية،​ لكن لن نخاطر بالأمن". واعلن "ان انقرة ستؤجل عملية عسكرية مقررة في شمال شرق سوريا"، موضحاً "ان الحملة ستبدأ في الشهور المقبلة"، ومرحباً بقرار واشنطن سحب قواتها من هناك".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o