Dec 20, 2018 4:18 PM
تحليل سياسي

الحكومة غدا على "ذمة حزب الله" وجواد عدرا وزير "التشــاوري"
البيان الوزاري على قاعدة السابق.. وماكرون: نضمن استقرار لبنان
غصن الى الحرية غدا... وترامب: لن نكون شرطي الشرق الاوسط

المركزية- بدت التطورات المتسارعة في الساعات الاخيرة  بمثابة "كاسحة ألغام" امام تأليف حكومة "العهد الاولى" ازالت من طريقها العقبات المزمنة منها والمستجدة، فيما استمرت االمواقف المفعمة بالايجابيات تضخ جرعات تفاؤل زائدة بخصوص تشكيل الحكومة خلال يومين او ثلاثة في الحد الاقصى، وسط ترقب لموعد زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا، تزامنا مع معلومات راجت عن الطلب الى الشخصيات التي ستدخل "الجنّة الحكومية"والموجودة في الخارج العودة الى لبنان لان الحكومة ستولد، بعد انتهاء اللمسات الاخيرة الجاري وضعها على آخر التفاصيل راهنا.

حُسمت لعدرا: ولفتت مصادر مطلعة على مسار التأليف الى ان "من المتوقع ان يحصل لقاء غدا بين الرئيس عون واللقاء التشاوري قد ينضم اليه الرئيس الحريري. وقد حسمت اليوم في شكل شبه نهائي هوية الوزير الذي سيمثل اللقاء في الحكومة لصالح جواد عدرا، بعد تدخّل مباشر من حزب الله. وافادت المصادر ان اجتماعا عقد بين معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل وخمسة من أعضاء اللقاء التشاوري تم خلاله الاتفاق على تبني ترشيح عدرا لتمثيل التشاوري. واشارت الى ان الاجتماع غاب عنه النائبان قاسم هاشم وعمر كرامي وحضره كل الاعضاء الآخرين بالاضافة الى الشخصيات التي طرحوها للتوزير. وأكّدت مصادر النائب فيصل كرامي ان اللقاء التشاوري تبنى توزير عدرا ممثلاً عنه وينتظر تحديد الموعد في قصر بعبدا غداً لإعلان الاتفاق. وكان النائب جهاد الصمد أوضح أنّ عدرا هو احد الاسماء التي طرحها اللقاء التشاوري وفق التسوية، وقال "اذا كان عدرا هو صاحب الحظ السعيد فسيكون هو وزير اللقاء التشاوري".في الموازاة افيد ان "الحقيبة التي سينالها ممثل "التشاوري" لن تكون خدماتية بل وزارة دولة".

البيان الوزاري: وبعد تجاوز مطبّ تباينات "التشاوري"، بدا ان البحث انتقل الى مضمون البيان الوزاري. وفي السياق، قالت المصادر ان البيان الوزاري سيكون ككرجة مياه. وقد كان اليوم مدار بحث في بيت الوسط بين الرئيس المكلف ووزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل الذي قال بعد اللقاء "ولادة الحكومة باتت اقرب من لمح البصر"، مضيفا "البيان الوزاري سيبنى على قواعد بيان الحكومة السابقة وهناك تفاهم في شأنه، والجديد فيه ما يتعلق بإصلاحات سيدر".

حزب الله: اما "حزب الله"، فاعلنت مصادره لـ"المركزية" "ان اللمسات الاخيرة على التشكيلة الحكومية باتت شبه مُنجزة على ان تكون الولادة غداً"، واشارت الى "ان الحزب سيتمثّل بثلاثة وزارء هم: محمد فنيش وزير دولة لشؤون مجلس النواب، محمود قماطي وزير الشباب والرياضة وجميل جبق (من البقاع) وزير الصحة وهو كان لفترة معيّنة الطبيب الخاص للامين العام السيد حسن نصرالله ومتخصص بالامراض الداخلية والقلب". وتطرّقت المصادر الى مسألة التموضع السياسي في المستقبل للوزير السنّي الممثل لـ"اللقاء التشاوري" واتّجاه بوصلة تصويته داخل مجلس الوزراء، فاوضحت "ان هذا الوزير الذي  سيكون من حصّة رئيس الجمهورية ميشال عون لن يكون بعيداً من خياراته، باعتبار انه "يمون" على صوته داخل الحكومة، لكن في المقابل هناك توجّه بـ"المحافظة" على حيثيته التي يُمثّلها اي "اللقاء التشاوري" وعلى هامش حريته".  وفي ما خص البيان الوزاري اشارت المصادر الى "ابقاء القديم على قدمه كما ورد في البيان الوزاري للحكومة المستقيلة، لان هناك اتّفاقاً بين معظم السياسية على الاستعجال في صياغته وعدم اضاعة المزيد من الوقت.

ماكرون يغرّد: وليس بعيدا، وفي خطوة لافتة، غرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حسابه عبر تويتر باللغة العربية، كاتبا "فرنسا تعمل على ضمان استقرار لبنان واستقلاله". وأعلن أنّه أجرى محادثات مع الرئيسين عون والحريري، آملاً تشكيل حكومة لبنانية في أقرب وقت من أجل تعزيز التعاون بين البلدين.

عون-خوري: وكان رئيس الجمهورية تابع الاتصالات المتعلقة بالتشكيل في ضوء التطورات الاخيرة التي سجلت خلال الايام الماضية واسفرت عن اقتراب موعد ولادتها. وفي هذا الاطار، التقى الرئيس عون وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غطاس خوري الذي شكره على حضوره افتتاح المكتبة الوطنية، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية ومسار تشكيل الحكومة في ضوء المواقف الاخيرة.

اجراءات العيد: في غضون ذلك، وفي ما بدأت البلاد تدخل مدار عطلة الاعياد، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق، بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، "ان الموضوع الأساسي الذي تابعناه هو زحمة السير الخانقة بسبب الأحوال الجوية، ومنذ صباح الغد سيتم اتخاذ إجراءات استثنائية لتوقيف الاختناق المروري". وأشار الى "ان كل الإجراءات الأمنية اللازمة ستتخذ لمنع حصول أي عمل أمني يهدد أي من دور العبادة، وذلك بالتعاون بين الجيش وقوى الأمن الداخلي والاستعانة عند الضرورة بعناصر الأمن العام، وهذه التجربة اثبتت نجاحها السنوات الماضية".ورأى أن "تشكيل الحكومة أهم من كل التنازلات والمهم النتيجة".

غصن الى الحرية: في مجال آخر، وبعد شهر على توقيفه، رفضت محكمة يابانية طلب الادّعاء العام تمديد فترة توقيف رئيس شركة "نيسان" السابق كارلوس غصن بعد احتجازه بسبب مخالفات مالية، فيما ذكرت وسائل إعلام يابانية انه قد يُطلق سراحه بكفالة بحلول غد.

ترامب والانسحاب: دوليا، بقي القرار الاميركي بالانسحاب من سوريا في الواجهة. وقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تغريدة "الانسحاب من سوريا ليس مفاجأة. أنا أقوم بحملة من أجل هذا الأمر منذ سنوات" مضيفا "هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الاوسط؟ وألا تحصل على شيء غير خسارة أرواح غالية وإنفاق آلاف ترليونات الدولارات لحماية أشخاص، لا يثمنون في مطلق الاحوال تقريبا ما نقوم به؟ هل نريد أن نبقى هناك الى الأبد؟ حان الوقت أخيرا لكي يقاتل الآخرون". واذ اشار الى "انني تحدثت عن الموضوع قبل سنوات وخاصة قبل 6 أشهر، وروسيا وايران وسوريا وغيرهم هم العدو المحلي لتنظيم "داعش"، قال "روسيا وايران سوريا وغيرهم غير راضين عن انسحاب القوات الاميركية من سوريا على عكس ما تقوله وسائل الاعلام لان عليهم الآن محاربة "داعش" من دوننا والآن أبني أقوى جيش في العالم وفي حال ضربتنا "داعش" فهم سيسحقون".

بوتين: في المقابل، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار ترامب بأنه خطوة صحيحة، مضيفا أنه لا يفهم ماذا يعني هذا الإعلان بالضبط، مشيرا الى انه يتفق إلى حد بعيد مع ترامب على أن داعش هزم في سوريا. وقال خلال مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو إن الوجود العسكري الأميركي في سوريا غير شرعي، وسحب الولايات المتحدة قواتها خطوة صحيحة"، مستدركاً الأمر بالقول: "حتى الآن لا أرى مؤشرات على انسحاب القوات الأميركية من سوريا، لكننا نفترض أن هذا أمر ممكن، لاسيما وأننا نسير في طريق التسوية السياسية". وأضاف: "فيما يتعلق بانسحاب القوات الأميركية، لا أعرف ماذا يعني ذلك. للولايات المتحدة حضور في أفغانستان منذ 17 عاما، وكل عام يتحدثون عن الانسحاب من هناك، لكنهم ما زالوا موجودين هناك".

روحاني-اردوغان: في الاثناء، أجرى الرئيسان الايراني حسن روحاني والتركي رجب اردوغان مباحثات في أنقرة تركز على النزاع في سوريا غداة قرار واشنطن وعلى خلفية تهديدات تركية بتنفيذ هجوم جديد في شمال سوريا ضد مسلحين اكراد سوريين متحالفين مع واشنطن في مكافحة الجهاديين، لكن انقرة تصفهم بالارهابيين. وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده تعمل بشكل مكثف على ملف انتشار "وحدات حماية الشعب" الكردية في شمال سوريا خصوصا في مدينة منبج والمنطقة الواقعة شرق الفرات كما نقلت عنه وكالة أنباء الاناضول الحكومية قوله "في التوقيت والمكان المناسبين، سيتم دفنهم في الخنادق التي يحفرونها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o