Dec 17, 2018 3:38 PM
خاص

ماذا وراء زيارة البشير الى دمشق؟

المركزية- في تطور بارز، حطّ الرئيس السوداني عمر البشير أمس في دمشق في أول زيارة لرئيس عربي الى سوريا منذ اندلاع الحرب عام 2011. هذه الزيارة اللافتة في توقيتها، تأتي وسط دعوات عربية لتطبيع العلاقات مع سوريا وإعادة مقعدها في جامعة الدول العربية، وفي ظل إقرار الدول الغربية-بعد التدخل الروسي- ببقاء الاسد على رأس النظام حتى موعد الانتخابات المقبلة.

وبالتزامن مع زيارة البشير، برز تصريح لافت لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يقول فيه إنه "في حال جرت انتخابات ديمقراطية ونزيهة في سوريا وفاز فيها الرئيس السوري بشار الأسد، فإنه قد يكون على الجميع النظر في العمل معه". فهل نشهد بداية إنعاش للنظام السوري تمهيدا لعودته للجامعة العربية من بوابة التطبيع الاقتصادي؟ وأي رسائل يحمل الرئيس السوداني خصوصا وأنه وصل الى دمشق على متن طائرة  روسية، في ظل كلام أن الخرطوم ستكون الوجهة التالية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد مسقط؟

المحلل السياسي العميد المتقاعد الياس حنا أشار عبر "المركزية" الى أن "الزيارة إشارة ذات أبعاد عدة وتحمل رسائل متبادلة بين الدول المتخاصمة حول سوريا ولكن لا يجب تحميلها أكثر من حجمها، فالسودان ليس لاعبا أساسيا في الازمة".

وأوضح ان "الخرطوم تتبع سياسة براغماتية، فمن جهة تشكل أراضيها معبرا  للسلاح الايراني باتجاه غزة، ومن جهة أخرى هي عضو في التحالف الاسلامي في اليمن"، مشيرا الى أن "هذه السياسة تجنبها التموضع في محور إقليمي معين قد يضعها بمواجهة مع المحور الآخر، كما انها تحيّد الانظار عن المشاكل الداخلية التي يعاني منها الرئيس السوداني المتهم بجرائم إبادة".

واعتبر أن "النظام السوري يحاول أن يسترد مشروعيته العربية والدولية من خلال العودة الى جامعة الدول العربية، ولكنه سيصطدم بفيتوين أميركي وسعودي. فاستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه سوريا تقوم بشكل أساس على إخراج إيران و"حزب الله"، وبالتالي أي حل للأزمة لن يظهر في المدى المنظور، خصوصا وأن استراتيجيتي  روسيا وأميركيا للحل لا تزالان متباعدتين، فالأولى تطالب بإعادة الاعمار وعودة النازحين قبل الحل السياسي، فيما  الثانية ترفض فصل المسارين عن بعضهما، وتعرقل الخطط الروسية بهذا الشأن".

وأضاف أن "الاعتراف الدولي ببقاء الاسد، يعود لاعتبارات داخلية، إذ لا يمكن اليوم خلق صراع على السلطة بين العلويين الذين يشكلون مركز الثقل في سوريا، في ظل غياب أي بديل علوي من الاسد"، مشيرا الى أن "النظام أُنقذ من السقوط بفعل تدخل موسكو ولكن ما هو الدور الاقليمي الذي سيلعبه في ظل الوجود الروسي الذي يتولى المفاوضات نيابة عنه وأحيانا من دون تمثيله. من هنا، صحيح أن النظام لم يسقط ولكنه يعاني الكثير من المشاكل ولا يمارس نفوذه على كامل أراضيه".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o