Dec 17, 2018 3:28 PM
خاص

عشية دخوله حيز التنفيذ..اتفاق السويد يتعرّض لخروق..ولا يسقط؟
الحديدة مؤشر الى مسار النزاع اليمني وسط اصرار دولي على إنهائه

المركزية- يفترض ان تدخل هدنة "الحديدة" التي توصلت اليها الحكومة اليمنية والحوثيون، في السويد الاسبوع الماضي، حيز التنفيذ الاربعاء المقبل على أبعد تقدير. في الوقت المستقطع، تدور في المنطقة الاستراتيجية  هذه مواجهات محدودة، حيث أفاد سكان أن الحديدة تشهد اشتباكات متقطعة تسمع عند الاطراف الشرقية والجنوبية للمدينة المطلة على البحر الاحمر، وأن القوات الموالية للحكومة والحوثيين يتبادلون القصف المدفعي، وقد تسبب القصف مساء الاحد في اشتعال النيران في أحد المصانع في شرق المدينة.

رغم هذه المستجدات، تشير مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان هذه العمليات العسكرية من المستبعد ان تؤثر على مسار ومصير اتفاق السويد الذي بات تحوّله أمرا واقعا مسألةً ساعات لا أكثر، وسط توافق دولي أممي اقليمي على ضرورة وقف التدهور الذي تعيشه الحديدة في شكل خاص واليمن في شكل عام.

وفي حين تحذّر الحكومة اليمنية من استغلال الحوثيين الفترة الزمنية الفاصلة عن دخول وقف النار حيز التنفيذ لـ"نهب" الحديدة على حد تعبير مسؤوليها الذين تحدثوا عن "عملية نهب واسعة لمؤسسات المدينة ومرافقها الحكومية ومنشآتها التجارية"، مشيرين الى ان "جماعة انصار الله نقلوا كل ما تم سلبه ونهبه إلى صنعاء الواقعة تحت سيطرتهم، وذلك غداة استيلائهم على معدات ووثائق في ميناء الحديدة، بالإضافة إلى مصادرة بضائع يملكها تجار ومستثمرون"، تقول المصادر ان ضغوطا كبيرة تمارس من قبل الامم المتحدة والعواصم الكبرى وأهمها واشنطن، على الفاعلين في النزاع اليمني أي السعودية وايران، لفرض التزام الجميع بالهدنة.

وفي قابل الايام، ستنسحب الأطراف المتحاربة من ميناء الحديدة إلى مواقع خارج المحافظة، وستتولى السلطات المحلية فيها حفظ الأمن والاستقرار بإشراف مباشر من الأمم المتحدة حيث سيصل مراقبون دوليون الى اليمن خلال ساعات لمراقبة وقف النار.

وبحسب المصادر، سيشكل اتفاق السويد اختبارا لنيات الاطراف المحلية ورعاتهم الاقليميين بانهاء الحرب في اليمن. فاذا صمدت الهدنة في الحديدة، ستشكل هذه الخطوة بادرة ايجابية ونقطة تحول في اليمن، اذ يمكن أن تكون الخطوة الأولى في الطريق إلى السلام. أما اذا استمر خرق وقف النار ولم يتم تطبيق بنود الاتفاق وأبرزها يتعلق بوقف الاعمال العسكرية في محافظة ومدينة الحديدة وموانئها، وتبادل نحو 15 ألف أسير وهي تشمل ايضا الوضع في تعز، فذلك سيعني ان موعد التسوية المنتظرة لوقف الحرب التي دمّرت البلاد وأدخلت شعبها في أبشع مجاعة عرفها العالم منذ عقود، لا يزال بعيد المنال. السيناريو الاوّل هو المرجّح حتى الساعة بحسب المصادر، في ظل اصرار أميركي على ان يكون عام 2019 عام الحلول والتسويات لنزاعات المنطقة كلّها، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o