Dec 15, 2018 3:40 PM
تحليل سياسي

بصيص أمل في الأفق الحكومي عشية اجتماع عون والرئيس المكلّف
لقاء الحريري-التشاوري يفتح باب الحل:انعقاده في بعبدا "إخراجٌ" مقبول؟
قطرتعوّل على الكويت..ماكرون يجمع سفراءه استثنائيا..وطهران قادرة على الصمود

المركزية- ينقضي أسبوع سياسي جديد دونما خرق في جدار أزمة التأليف. غير ان المتفائلين من المراقبين يرفضون الاستسلام للمعطيات والمواقف التي تؤكد استمرار المراوحة السلبية، ويعوّلون على نجاح المبادرة الرئاسية التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في إخراج عملية التشكيل من عنق الزجاجة، في الايام القليلة الفاصلة عن نهاية العام، بفعل قناعة لا بدّ ان تتولّد لدى المعنيين بالعقدة السنية جميعهم، بضرورة تقديم تنازلات إنقاذا للبلاد الواقفة على شفير انهيار اقتصادي وأمام تحديات أمنية ضاغطة أبرزها ماثل على حدودها الجنوبية...

عون – الحريري: بعد ان التقى الرئيس عون في قصر بعبدا تباعا رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ووفد حزب الله فنواب اللقاء التشاوري، عارضا معهم سبل الخروج من مأزق التأليف، تتجه الانظار الى لقاء سيجمعه في الساعات المقبلة الى الحريري مجددا، بعيد عودة الاخير من لندن. فالرجلان سيجوجلان المواقف التي سمعها الرئيس عون تمهيدا لبلورة صيغة حلّ للعقدة السنية.

"الاجتماع" أوّلا: وفي السياق، تكشف مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية" عن خريطة طريق لتفكيك العقبة هذه، تبدأ بتأمين لقاء بين الرئيس المكلف والنواب الستة، وفق "إخراج" لا يحرج أو "يكسر" أحدا، لا سيما الحريري، حيث قد تكون "بعبدا" مكانا صالحا للاجتماع بين الطرفين برعاية وحضور رئيس الجمهورية. وفي مقابل هذه الخطوة "الحريريّة"، سيتعين على النواب السنّة الـ6، القبول باختيار شخصية من خارجهم، لتمثيلهم في مجلس الوزراء.

الكل ينتظر الكلّ!: الا ان نجاح هذه الصيغة، يحتاج أيضا الى تراجع من قِبل التيار الوطني الحر، عن حصة الـ11 وزيرا التي يتمسك بها رئيسه الوزير جبران باسيل. فبحسب المصادر، لا تحبّذ "الضاحية" ذهاب الثلث المعطل الى "البرتقالي" وتعمل لأن يُحتسب الوزير السني الذي سيمثّل "التشاوري" من حصتها الوزارية لا من الحصة الرئاسية. فمتى كفل حزب الله تخلي التيار عن الـ11، شغّل محرّكاته على خط السنّة حلفائه، لتليين موقفهم والتنازل عن مطلب تمثيلهم بنائب منهم في الحكومة. المعادلة اذا معقدة، تضيف المصادر، ويبدو ان الجميع ينتظر الجميع...

لاتراجع عن 11:غير ان "لبنان القوي" لا يبدو حتى الساعة في وارد التراجع. فقد أكد النائب روجيه عازار لـ"المركزية" أن "رئيس الجمهورية لا يسعى الى امتلاك الثلث المعطل، لكن الـــ11 وزيرا هم حق له ولكتلته"، موضحا أن "المطالبة بالــــ11 وزيرا ليست بهدف الحصول على الثلث المعطل، إذ صودف أن حصتنا نظرا الى عدد نواب تكتل "لبنان القوي" مع حصة الرئيس تبلغ 11 وزيرا، وبالتالي لن نقبل بأقل من ذلك ونحن بحاجة لهذا العدد للمباشرة بنتفيذ مشروع الرئيس الاصلاحي للنهضة بالبلاد وبناء الدولة".

لكل حادث حديث: وفي وقت يعقد نواب اللقاء التشاوري اجتماعا الاثنين المقبل، أدلى النائب عبدالرحيم مراد لـ"المركزية" بموقف يعكس وجود بصيص أمل ولو بسيط بكسر المراوحة. فردا على سؤال حول ما اذا كان اجتماعهم المنتظر سيمهّد لولادة الحكومة، قال مراد "ننتظر عودة الحريري من السفر، وبعد ان نلتقيه ويسمع لنا ونسمع له، لكل حادث حديث. اقتراحنا المبدئي هو ان يتوزر احدنا. والوزير لا نريده لا من حصة رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة"، مضيفا "نقبل أن يسميه الرئيس عون انما من حصة اللقاء التشاوري. نحن اسياد انفسنا ولدينا كتلة هي كتلة اللقاء التشاوري، والحصة تكون من حصة اللقاء والاجتماعات الدورية ستكون مع التشاوري".

قبل رأس السنة: في الموازاة، أمل الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري في أن يتم تشكيل الحكومة قبل رأس السنة، داعيا الى عدم الاصغاء للأصوات العالية، وفتح الأبواب للوصول إلى حكومة في نهاية المطاف، تضم فريق عمل متجانسا، يؤمن استفادة لبنان من مشاريع "سيدر".

موفد روسي: في غضون ذلك، أفيد ان ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيوفد مبعوثاً خاصاً إلى بيروت، للقاء كبار المسؤولين، في الايام المقبلة. وعلمت "المركزية" أن الاخير سيعرض للشأن الحكومي، حيث سيحث لبنان على الاسراع في التشكيل لمواكبة التطورات والتحديات الداخلية والاقليمية ولعدم تضييع المساعدات الدولية التي جناها في مؤتمرات الدعم وأهمّها في "سيدر". الا انه سيعرض ايضا للواقع على الحدود الجنوبية ولمسألة الانفاق التي تزعم تل ابيب ان حزب الله حفرها على الحدود مع الاراضي المحتلة. فغداة زيارة قام بها وفد عسكري اسرائيلي الى موسكو شارحا "الانتهاك الذي تعرض له القرار 1701"، سيشدد الموفد الروسي على ضرورة اعلان بيروت تقيّدها بالقرار الدولي وبرفض خرقه من أي طرف.

في مجلس الامن: على أي حال، وغداة جلسة مغلقة عقدت في مجلس الامن بطلب من فرنسا، توافقت خلالها الدول الاعضاء على إجراء المزيد من التحقيقات في شأن اتهامات إسرائيل لـ"حزب الله"، يحضر ملف "الأنفاق" في جلسة علنية لمجلس الامن الاربعاء المقبل بطلب من الولايات المتحدة، يتوقع ان يطالِب خلالها لبنان، بوثائق ومستندات تؤكد حفر الانفاق ومكانه وزمانه، لتحديد خطواته المقبلة.

الجيش بالمرصاد: على صعيد أمني آخر، شيع الجيش اللبناني وبلدة نحلة المجند الشهيد رؤوف حسن يزبك، الذي استشهد في مواجهات في حي الشراونة في بعلبك مع آل جعفر. وفي المناسبة، اكد ممثل قائد الجيش العميد خالد زيدان في كلمة ان "الجيش كعادته لن يسكت على استهدافه وسيبقى بالمرصاد لهؤلاء القتلة حتى توقيفهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، تماما كما سيستمر في تنفيذ العمليات الأمنية الاستباقية لملاحقة عصابات الجريمة التي تمارس الخطف والسرقة والقتل وتجارة المخدرات وتسعى إلى بث سمومها بين المواطنين".

تظاهرات فرنسا: خارجيا، استخدمت الشرطة في باريس، الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجي "السترات الصفراء" الذين خرجوا إلى شوارع المدينة للسبت الخامس على التوالي. ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن دائرة الشرطة أن عدد المعتقلين أثناء احتجاجات اليوم تجاوز الـ100 شخص. وفي وقت رفع المتظاهرون شعار "فريكست" على غرار "بريكست" مطالبين بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وتمدَّد تحرّكهم الى الطرقات الضيقة في ضواحي باريس، علمت "المركزية" ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيعقد اجتماعا استثنائيا طارئا لسفراء فرنسا المعتمدين في الخارج، في18 الجاري يف بييريتس، يلقي خلاله كلمة ويعطيهم توجيهاته في ضوء المستجدات التي تشهدها البلاد.

قطر تعوّل: خليجيا، كشف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر أن بلاده ما زالت تعول على الكويت وقوى إقليمية أخرى في المساعدة على حل الأزمة الخليجية وإحياء مجلس التعاون الخليجي. ولفت الشيخ محمد في كلمة خلال منتدى الدوحة السنوي الى أن "أمير الكويت يلعب دورا قياديا كبيرا في تهدئة الموقف وهو أمر تقدره قطر بشدة مشددًا على التعويل على دور الكويت ودول المنطقة لإعادة لم الشمل".وليس بعيدا، أعلن وزير خارجية رومانيا تيودور فيوريل ميليشكانو في كلمة خلال المنتدى إن الاتحاد الأوروبي يعمل على تنظيم مؤتمر قد يساعد في حل الأزمة الخليجية.

40 عاما أخرى: اقليميا، اعلن وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ان بلاده يمكن ان تحييا 40 عاما أخرى تحت العقوبات. وقال "السعوديون والإماراتيون يحولون بالقذائف الأميركية اليمن إلى جحيم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o