Dec 14, 2018 10:07 AM
أخبار محلية

عون تلقى رسالة من نظيره البرازيلي واكد الالتـــــزام بالدفاع عن القدس
الراعي: التعامل مع التأليف ليس صحيحاً والمسؤولية لا تقع على الرئيس وحده

 

المركزية- اكد اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا "أن مسؤولية الجمهورية لا تقع على عاتق رئيس الجمهورية وحده، بل على عاتق كل مواطن لبناني كل من موقعه، وكلنا إذاً مسؤولون". وقال البطريرك الراعي: "نحن إلى جانب الرئيس عون دائماً لأن رئيس الجمهورية في حاجة إلى شعبه لا سيما أننا وصلنا إلى مرحلة لا يمكننا فيها إلا القول أن هذا التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحاً". وشدد البطريرك الراعي على "لا يمكننا القيام بأي عمل سياسي ونهمل الأمور كافة من أجل مواقف شخصية، وعلى كل من اراد أن يتعاطى السياسية سواء أكان فرداً أم حزباً أن يضع نصب عينيه الخير العام".

وكان الرئيس عون استقبل البطريرك الراعي قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة والأوضاع العامة في البلاد، ونتائج الزيارة التي قام بها البطريرك إلى روما واللقاء مع البابا فرنسيس.

وبعد اللقاء، قال البطريرك الراعي: "تشّرفت اليوم بزيارة فخامة رئيس الجمهورية، لدعوته الى حضور قدّاس عيد الميلاد، الذي درجت العادة ان يحضره كل عام، وكذلك لتبادل الرأي في خصوص القضايا والاخطار التي نعيشها جميعا. وما يمكنني التأكيد عليه انّ فخامة الرئيس يتحمّل هذه المسؤولية مع كافة الفئات اللبنانية، كون مسؤولية الجمهورية لا تقع على عاتق رئيس الجمهورية فحسب، بل على عاتق كل مواطن لبناني، كلٌّ من موقعه. كلّنا اذاً مسؤولون، ولا سيما من بيننا من هو معني بشؤون تأليف الحكومة."

اضاف: "نحن الى جانب الرئيس دائما، لأن رئيس الجمهورية بحاجة الى شعبه، ومكوّنات وطنه لكي يتمكّن من الحكم. وهذا ما سمعته من فخامته. وقد اسمعته من جهتي القلق الذي لدى شعبنا، وهو يعرفه تماما. نحن وصلنا الى مرحلة لا يمكننا فيها الا القول انّ التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحاً، وكأنّ كلّ احد بات متشبّثا بموقفه ومتمسكّا بمطلبه، وانتهى الامر. فماذا يحلّ اذا ذاك بالشعب؟ وبالدولة؟ والمؤسسات؟ والاقتصاد المنهار؟ والاخطار المالية؟ بمعنى انّ من هو المسؤول تالياً عن كلّ ذلك؟"

 وقال: "لا يمكننا القيام بأيّ عمل سياسي، ونهمل كافة هذه الامور من اجل مواقف شخصية. علينا قبل اي شيء ان نفكّر بالمسؤولية المشتركة، فغاية السياسة هي الخير العام، وعلى كلّ من اراد ان يتعاطى السياسة، سواء أكان فردا ام حزبا، ان يضع نصب عينيه الخير العام، بذلك يصبح من الممكن بلوغ النتيجة المرجوة. وبكل تأكيد فإن فخامة الرئيس يصغي الى الجميع. ولكن لا يكفي ان يأتي احدهم الى هنا ويقول له: هذا ما اريده. هذا ليس بحوار حيث كل احد يحمل فقط ما يريده ويتمسّك به. ففي الحوار، على كل احد ان يخرج من ذاته ومصالحه، ويضع نصب عينيه مصلحة الوطن، مقتنعاً انّ هذه المصلحة تقتضي التباحث في كيفية انقاذ البلد والمحافظة على الخير العام فيه."

 وختم بالقول: "لقد تكلمت بهذه الامور مع فخامة الرئيس، المسؤول الاول في لبنان، والذي يحمل صليب الوطن. ولكن ليس في امكاننا ان نكتفي بالتفرج عليه، كما لا يمكن لأحد ان يكتفي بالتعنت في موقفه، فهكذا لا يمكن للبلد ان يسير بشكل صحيح."

واذا كان البحث تطّرق الى المبادرة التي يقوم بها الرئيس عون راهنا، فاجاب: "لا. فخامة الرئيس حاليا في انتظار عودة الرئيس المكلّف لمتابعة الحديث معه في الشؤون المطروحة. فلا يمكن لرئيس الجمهورية بلوغ الحلول من دون وجود الرئيس المكلّف، واذ لم تتحمّل جميع الجهات والمكوّنات السياسية في لبنان مسؤولياتها."

ثم استقبل الرئيس عون، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في البرازيل كارلوس ادواردو كزافييه مارون Carlos Eduardo Xavier Marun، على رأس وفد يمثل رئيس جمهورية البرازيل ميشال تامر، وفي حضور سفير البرازيل في لبنان باولو كورديرو دو اندراد بينتو Paulo Cordeiro de Andrade Pinto .

 وحمل الوزير مارون الى الرئيس عون، رسالة من رئيس جمهورية بلاده المنتهية ولايته ميشال تامر شكره في مستهلها على "التعاون المثمر بينهما خلال ولايته الرئاسية، على رأس جمهورية البرازيل الاتحادية". وقال: "لقد كانت هذه المرحلة حافلة بمحطات مهمة على طريق توطيد العلاقات الثنائية بين البرازيل ولبنان، حيث استضافت في خلالها مدينة ساو باولو قمة دول اميركا اللاتينية تحت عنوان "الطاقات الاغترابية اللبنانية"، التي نظّمتها الحكومة اللبنانية، وكان لي شرف المشاركة فيها. كما عملنا على توطيد علاقاتنا الثنائية في مجال السلام والأمن، من خلال الوحدة البرازيلية العاملة في قوات "اليونيفيل"، اضافة الى الدفع الذي اعطيناه معا للمفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين دول "مركوسور" ولبنان."

 وختم الرئيس البرازيلي رسالته، بتوجيه اطيب التحيات الى الشعب اللبناني، مؤكدا على "عمق العلاقات الانسانية القوية التي تجمع البرازيل بلبنان، ارض اجدادي."

في بداية اللقاء، لفت الوزير مارون إلى أصوله اللبنانية، حيث ينتمي جده الى بلدة غزير، وقال :" هذا يجعلني سعيدا جدا اليوم بلقاء رئيس جمهورية لبنان، الذي هو البلد الأم لعدد كبير من البرازيليين من أصل لبناني". وتطرق إلى "العلاقات التاريخية والمهمة بين لبنان والبرازيل، والتي تعود الى القرن التاسع عشر حين زار الامبراطور دون بيدرو الثاني لبنان، مؤسساً بذلك العلاقات بين البلدين". واشار الى وجود نائب من اصل لبناني في عداد الوفد هو جورج مودالين Jorge Mudalen، "المقرب جداً من الرئيس البرازيلي المنتخب، وسيكون سنداً لنا عند تسلمه السلطة". متمنياً أن يتمكن الرئيس عون شخصياً من حضور حفل التسلم برفقة وفد يمثل لبنان.

ولفت الوزير مارون الى دعم بلاده لاتفاقية التجارة الحرة بين دول اميركا الجنوبية ولبنان، والتي سيتم التوقيع عليها في شهر آذار المقبل في خلال اجتماع دول اميركا الجنوبية. وتناول ايضاً في كلمته موضوع التعاون العسكري بين البرازيل ولبنان، مشيراً الى وجود اتفاقية دفاعية بين البلدين تم التوقيع عليها من قبل وزير دفاع البرازيل. واضاف : "سنتوجه مباشرة بعد زيارتكم الى وزارة الدفاع للحصول على توقيع وزير الدفاع اللبناني عليها"، لافتاً الى وجود فرقاطة برازيلية ضمن عداد قوات الطوارىء الدولية في الجنوب "اليونيفيل". وتطرق اخيراً الى قضية توقيف السيد كارلوس غصن في اليابان، فأكد ان القنصلية البرازيلية في طوكيو تحاول تقديم المساعدة والدعم له.

ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، "وخصوصا انكم تمثلون رئيس الجمهورية الذي هو من اصل لبناني، والذي التقيت به في خلال زيارته الى لبنان، وكنت اتمنى ان يقوم بزيارة اخرى للقاء به مجددا". وشدد على وفاء البرازيليين من أصل لبناني للبلد الذي استقبلهم بعدما باتوا جزءاً من شعبه، لافتاً الى نجاحهم وتبؤهم مراكز مهمة، وصولاً الى رئاسة الجمهورية. واكد انه سيكلف احد الوزراء لتمثيله في حفل توقيع الاتفاقية مع دول اميركا الجنوبية.

وعن مشكلة توقيف كارلوس غصن، اكد اهتمامه ومتابعته الشخصية للموضوع،  كاشفاً عن اتصاله بالرئيس الفرنسي في هذا الخصوص، كون غصن يحمل الجنسية الفرنسية اضافة الى الجنسيتين اللبنانية والبرازيلية، حيث اوضح له الرئيس ماكرون أنه كلف  ثلاثة محامين للدفاع عنه عند  صدور القرار الاتهامي.

واستقبل رئيس الجمهورية وفداً من الائتلاف العالمي لنقابات نصرة القدس وفلسطين والنقابات والاتحادات المهنية برئاسة رئيس الائتلاف محمد ارسلان الذي القى كلمة شكر فيها الرئيس عون على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وللائتلاف العالمي لنقابات نصرة القدس وفلسطين والنقابات والاتحادات المهنية، مقدراً حضور رئيس الجمهورية الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الاسلامي الذي انعقد في اسطنبول لدعم قضية القدس، وتنديده بنقل السفارة الاميركية الى القدس. ولفت الى أن الائتلاف يمثّل حوالي 860 منظمة نقابية عالمية، ويبذل جهده لتحريك القضية الفلسطينية عند هؤلاء المنظمات، شاكراً في هذا السياق دعم النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني في لبنان للحقوق الفلسطينية.

من جهته رحّب الرئيس عون  بالوفد وقال:" إن قضية فلسطين هي قضيتنا. وفي القدس توجد المعالم الدينية المسيحية والاسلامية، ولا يجوز أن تهوّد، وللشعب الفلسطيني الحق بأن يكون له وطناً. ومن غير المقبول أن ينام الفلسطيني ومن ثم يصحو ليجد نفسه من دون هوية ووطن، وأن يموت حق شعب ويهجّر."

واشار الى أن الفلسطينيين الباقون اليوم في فلسطين يُهجّرون، ولا تريد اسرائيل عودة هؤلاء الى بلادهم، وتحاول أن تجعل من البقية سكانا وليس مواطنين، مؤكداً أنه "من غير المقبول في مطلع الالف الثالث أن تحدث هذه الوقائع وأن يوافق عليها العالم لأن الاعلان العالمي لحقوق الانسان لم يعد له معنى. لذلك نحن ملتزمون الدفاع عن القدس وعن الارض الفلسطينية والشعب الفلسطيني."

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير السياحة أواديس كيدانيان، وفد الإعلاميات العربيات اللواتي شاركن في إطلاق "مركز الإعلاميات العربيات في لبنان" الذي ترأسه الإعلامية زينة فياض. وضم الوفد إعلاميات من الأردن والسعودية ومصر والعراق والمغرب.

في مستهل اللقاء، شكر الوزير كيدانيان رئيس الجمهورية على استقباله الوفد، عارضا له اهمية العمل من اجل التذكير بلبنان ودوره خصوصا لدى الدول العربية "التي كان وعد من قبل المسؤولين فيها بالمجيء الى لبنان وباعداد وافرة"، اضافة الى اهمية تنظيم وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الاعلام لمشروع اطلاق "مركز الاعلاميات العربيات في لبنان"، مشددا على اهمية "ان تصبح كبار الاعلاميات العربيات المدعوات الى لبنان لهذه الغاية، بمثابة "سفيرات للبنان"، كل منهنّ في دولتها، لدعم هذا التوجه."

بعد ذلك، تحدّثت رئيسة "مركز الاعلاميات العربيات في لبنان"، الاعلامية السيدة زينة فياض، فاشارت الى اهمية الايمان بدور السيدات العربيات في المجال الاعلامي، شاكرة للرئيس عون العناية التي يوليها لهذا الدور. وعرضت لدور المركز منذ تأسيسه في الاردن في العام 1999، مشيرة الى ما يمكن للبنان ان يلعبه "في جمع شمل الاعلاميات العربيات من المحيط الى الخليج". وعرضت لبعض نشاطات المركز، معرّفة رئيس الجمهورية على عضوات الوفد المرافق، وعمل كل منهنّ في المجال المكتوب والمرئي والمسموع.

ثم تحدّثت الإعلاميات المشاركات في المناسبة وعبّرن عن سعادتهن لوجودهن في لبنان، ولإنشاء المركز في بيروت، كما شكرن الرئيس عون على دعمه لنشاطات المركز.

 ورد الرئيس عون بكلمة رحّب فيها باعضاء الوفد في لبنان، معربا عن سعادته باللقاء مع الاعلاميات العربيات، وقال: "اعرف جيدا معاناة المرأة في الدول العربية وفي لبنان، ولذلك فإننا نقوم في هذه السنة بنشاطات خاصة بهدف الغاء الفروقات بين المرأة والرجل، وحماية المرأة من العنف الاسري وصون كافة حقوقها"، مؤكدا "ان لبنان لم ينسى ايّا من اشقائه العرب، ولا اشقاءه العرب نسوه، الا انّ الحروب القائمة وبعض الخلافات السياسية حالت دون التلاقي الدائم في ما بيننا"، آملا "ان تتحسن الامور نحو الخير، فتعود الدول العربية الى بعضها البعض قريبا، بعدما كانت الامثولة قاسية للجميع."

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o