Dec 13, 2018 3:26 PM
أخبار محلية

الحريري:نحن في الامتارالاخيرة قبل التشكيل

امل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان يتم تشكيل الحكومة قبل نهاية العام الحالي مشيرا الى ان معظم العقد التي كانت تؤخر التشكيل قد ذللت باستثناء عقدة واحدة نعمل على حلها.

واعرب الرئيس الحريري عن امله في تحسن الوضع الاقتصادي في لبنان بعد تشكيل الحكومة وتسريع الخطى لتنفيذ مقررات مؤتمر سيدر والبدء بورشة النهوض الاقتصادي وتطوير البنى التحتية وخلق فرص العمل للشباب والاستعداد للمرحلة المقبلة في المنطقة.

واكد الرئيس الحريري تمسك لبنان بتنفيذ القرار 1701 بحذافيره مستبعدا حدوث اي تصعيد في الوضع في جنوب لبنان لافتا الى ان الجيش اللبناني  يتعاطى مع ما اثير حول موضوع الانفاق على الحدود الجنوبية،  مشددا على استمرار الخروقات الاسرائيلية للقرار المذكور باستباحة الاجواء والمياه الاقليمية اللبنانية.

 

كلام الرئيس الحريري جاء خلال حوار اجراه بعد ظهر اليوم في مركز شاتهام هاوس في لندن تحت عنوان "لبنان رؤية نحو المستقبل" حضره الوزير غطاس خوري والنائب باسم السبع والسفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ واعضاء الوفد اللبناني.

استهل الحوار بكلمة لمدير المركز روبين نيبليت رحب فيها بالرئيس الحريري وتحدث فيها عن دور لبنان في المنطقة في المستقبل والجهود المبذولة لاعادة النهوض باقتصاده من جديد.

ثم تحدث الرئيس الحريري فقال: انه من دواعي سروري ان اكون بين هذا الحضور المميز واشكر شاتهام هاوس والدكتور نيبليت لاستضافتي .انا هنا في وقت معقد جدا في لبنان والمنطقة. لقد أجرينا الانتخابات النيابية في أيار الماضي، وهي الأولى منذ تسع سنوات. وقد اتفقنا، الرئيس ميشال عون وأنا، على أهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي، عبر تقوية مؤسساتنا والإصلاح في المؤسسات، ضمن احترام دستورنا وديمقراطينا. ومنذ شهر أيار، وأنا لم اوفر جهدا من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، واجريت مشاورات من أجل التأكد من تمثيل عادل في الحكومة. أنا رجل صبور، ومستعد للانتظار لإيجاد الحل، والبعض لا يعجبه هذا الأمر، لكن الأمر لا يتعلق بي أنا بل يتعلق بلبنان.

بلدنا لا يتحمل أن يبقى من دون حكومة تستطيع أن تحميه من الاضطرابات الإقليمية ومن الانهيار الاقتصادي. أنا متأكد من أننا سنصل إلى تشكيل حكومة قريبا، لأن الجميع يعني أن الحاجة إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية.

ان لبنان لا يزال واحة من السلام والاستقرار. لقد اختبرنا وعشنا الحرب الأهلية، قبل كل الدول في المنطقة بكثير، وتعلمنا العديد من الدروس منها. أنا شخصيا أعمل بجهد على عدم عودة النزاعات بين المكونات المختلفة. وعلى الرغم من أن الاتفاق الذي توصلنا إليه قد يكون صعبا ومعقدا، لكننا يجب أن نتذكر أنه الاتفاق الذي تطمح للوصول اليه أكثرية دول المنطقة اليوم.

لنصل إلى الجزئية الصعبة. لبنان يعيش اليوم في منطقة صعبة جدا ومعقدة للغاية. علينا أن نعمل جاهدين من أجل أن نتفادى توسع النزاعات في سوريا لكي لا تصل إلى لبنان، وأن نتفادى التصعيد الذي يبدو أن حكومة نتنياهو مصرة عليه. هذه المهمة يصعبها وجود 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، وأكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني، والاتهامات التي أطلقتها إسرائيل مؤخرا ضد لبنان.

ولكي أعطيكم فكرة عن حجم الأزمة، فهي  وكأن المملكة المتحدة تستضيف  33 مليون لاجئ على أراضيها اليوم. فنحن في لبنان لدينا 4 ملايين لبناني وحوالي مليوني لاجئ. هذا الأمر احدث ضغطا كبيرا على بنانا التحتية وخدماتنا الأساسية ووضعنا المالي. نحن نتلقى المساعدة الإنسانية التي نرحب بها، ولكنها ما زالت غير كافية، كما أننا نعمل بجهد من أجل تعبئة الأسرة الدولية لتقوم بدورها  باعتبار أن لبنان يؤمن خدمة عامة للمجتمع الدولي والعالم.

جيشنا وقوانا الأمنية في حالة تأهب دائم لمنع أي تسلل للإرهابيين، ونحن نقف بقوة أمام المتطرفين والتطرف و نواجه التصعيد الإسرائيلي عبر التزامنا بالقرارات الدولية، ومنها أساسا القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة. نحن نعتبر أن الجيش اللبناني هو المدافع الوحيد عن سيادة لبنان، ونحن في عملية حوار ثنائية لنتفق على استراتيجية وطنية للدفاع في لبنان، ما إن تتشكل الحكومة الجديدة.

في الكثير من النزاعات العربية، اعتمدت الحكومة المستقيلة سياسة النأي بالنفس، وهذه السياسة سيتم الإبقاء عليها في الحكومة المقبلة. ان لبنان ما زال مصدر استقرار في المنطقة، وموقفنا تجاه القضية الفلسطينية هو موقف الإجماع العربي الذي تم اتخذ في مبادرة السلام العربية لعام 2002. نحن لا نرى حلا سوى حل الدولتين، والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وضمان حق العودة للفلسطينيين.

هذه النقطة الأخيرة تهمنا إلى حد كبير، لأن دستور لبنان يمنع توطين اللاجئين الدائم في بلدنا، وهذا سيبقى أمرا نتمسك به. ان لبنان لديه دور أساسي في المنطقة كنموذج من التعايش والتسامح، وهو جدار دفاعي بوجه التطرف. لطالما كان لبنان مختبر الابتكار في العالم العربي. وفي هذه المرحلة من التكنولوجيات المدمرة والانتقال إلى الاقتصاديات الجديدة، من المهم أن نحافظ على هذا الدور.

ان حكومتي السابقة بدأت منذ سنتين بوضع الأسس الجديدة في مجال الاتصالات، والحكومة الجديدة سوف تستمر على هذا المسار. وأنا متأكد من القدرة اللبنانية على الابتكار، ومن أن الرأس المال البشري في لبنان سيتولى هذه المهمة بنجاح".

حوار

ثم دار الحوار التالي  بين الرئيس الحريري والحضور:

سئل: هل يمكنك أن تقول لنا بعض الأمور عن الوضع الحالي للبنان في مجال الاقتصاد؟ وكم من المهم أن تكون لديكم حكومة تعمل بشكل طبيعي من أجل جذب الاستثمارات ومواجهة التحديات الاقتصادية؟

أجاب: ما قمنا به هو التالي: نحو نعيش ظروفا فريدة من نوعها  لزيادة النمو  في ظل وجود مليون لاجئ سوري، وقد حققنا نموا بنسبة واحد في عامي 2014-2015 والوضع مستقر. ولزيادة النمو ومواجهة البطالة بين الشباب اللبناني، كان علينا أن نفكر بشكل ابتكاري وأن نرى أين يمكننا أن نستثمر الأموال ونخلق فرص العمل بسرعة لكي ننتقل بالاقتصاد إلى مكان أفضل ونؤمن النمو الاقتصادي الذي سوف يؤثر على نسبة الدين العام مقابل إجمالي الناتج المحلي، وبالتالي يحسن الاقتصاد بشكل عام.

أردت أيضا أن أخبركم أن لبنان لطالما استخدم تاريخيا اليد العاملة السورية في عمل البنى التحتية التي قمنا بها بداية التسعينيات، حيث كان هناك ما بين  600 إلى 800 ألف عامل سوري يعملون في لبنان في مجال الزراعة والبنى التحتية. فكرتنا هي أن نحقق الاستقرار الاجتماعي في لبنان، خاصة مع وجود 1.5 مليون لاجئ سوري، لنتأكد من أن الشباب اللبناني يستفيد من فرص العمل.

في مؤتمر سيدر، قدمنا عددا كبيرا من المشاريع والإصلاحات، وقد عملنا مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وجلسنا مع هذه المنظمات ودرسنا كل مشروع، وأخذنا بمشورة صندوق النقد الدولي حول الإصلاحات الضريبية والمالية، واتفقنا قبل الذهاب إلى سيدر على كل الإصلاحات والمشاريع التي سنطبقها، والحمد لله حصلنا على الأموال التي طالبنا بها.

ومنذ الانتخابات وحتى اليوم، ونحن نعمل على الأرض. صحيح أن الانتخابات حصلت لكن العمل لم يتوقف. فعلى سبيل المثال، وبما أننا ظننا أن بعض الإصلاحات كان لا بد من اقرارها والموافقة عليها بعد سيدر، احلنا عددا من القوانين الى البرلمان، حتى في ظل حكومة تصريف الأعمال، وتم اقرار 14 قانونا تقريبا، وذلك بفضل الاتفاق بين مختلف الأطراف المختلفة على تسريع الاصلاح . وأعطيكم مثالا  على ذلك، بسبب البيروقراطية في لبنان، عندما نحصل على قرض من البنك الدولي، كان الأمر يستغرق سنة أو سنتين لوصول هذا القرض والاستفادة منه. أما اليوم فبات الأمر يستغرق شهرا أو 3 أسابيع. و الجميع بات يعرف في لبنان أننا لن نستطيع تحمل العبء الاقتصادي إن لم نخلق فرص عمل جديدة للبنانيين، ولبنان لا يمكن أن يستمر العمل بالطريقة التي كانت سائدة قبل عشر سنوات أو أكثر. بالأمس، في البرلمان وفي اللجان المشتركة، اتفقنا أخيرا على تعديل القوانين التجارية التي تعود إلى العام 1958، وذلك بعد ستين عاما على وضعها.

سئل:كيف سينعكس ايجاد حل للازمة السورية على اعادة اطلاق الاقتصاد في لبنان ؟

أجاب:  سوريا تشكل ممرا لنا نحو العراق والأردن ودول الخليج، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة إلينا. لكن 1.5 مليون لاجئ يشكلون عبء كبيرا على اقتصادنا وبيئتنا ونسيجنا الاجتماعي. وقد قضت استراتيجيتنا بالاستثمار في البنى التحتية وتجهيز لبنان كمنصة لكي تأتي الشركات الكبيرة، من بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي، لتستثمر في لبنان أو تحوله إلى مركز لها من أجل أن تقوم هي بعملية إعادة الإعمار في سوريا أو العراق أو حتى ليبيا. فلبنان بلد متعدد الثقافات، ونحن نطمح لتسهيل العمل وبيئة الأعمال في لبنان. لذلك نريد أن نحوّل لبنان إلى مركز خدمات للشركات الدولية، ونحرص على أن يتحول إلى منصة تؤمن كل الحاجات المطلوبة من إنترنت إلى طاقة إلى أي شيء تحتاج إليه هذه الشركات الكبرى. وسوريا تشكل سوقا كبيرا بالنسبة إلينا، كما هو الحال مع العراق أيضا، فهناك الكثير من الأعمال التجارية بين لبنان والعراق ونريد أن نعزز ذلك أثر فأكثر.

سئل: داخليا، بمنظورك كيف تفسر تراجع تمثيل تياركم في الانتخابات الأخيرة، ما سمح لحزب الله التدخل أكثر في عملية تشكيل الحكومة المستقبلية، فما هي احتمالات تشكيل الحكومة بشكل قريب وما هي التنازلات الممكن تقديمها؟

أجاب: أظن أنه بعد هذا الحديث سوف نشكل الحكومة قريبا جدا، خاصة إن لم أخطئ في الإجابة على أسئلتك. طبعا، الحكومة مهمة جدا، ولكن بالنسبة إلي التركيز هو على كيفية تفعيل مؤتمر سيدر. تشكيل الحكومة سيشكل دفعا مهما جدا إلى الأمام، لكنني اليوم جئت إلى لندن والتقيت عددا من السياسيين والمؤسسات المالية والتجارية، وبالتالي يمكن  العمل حتى في ظل حكومة تصريف أعمال، وقد اتفقنا مع البرلمان على صيغة معينة لتمرير القوانين، في ظل حكومة تصريف الأعمال.أظن أن الأمر بات قريبا، وقد وصلنا إلى المائة متر الأخيرة قبل تشكيل الحكومة.

سئل: من هو المسؤول عن جبال النفايات التي تلوث البيئة اللبنانية وتسرب المجارير إلى الشوارع والبحر ومن هو المسؤول عن تحسين هذا الوضع ومكافحة الفساد؟

أجاب: بعد اغتيال والدي، انقسم البلد بشكل كبير، الناس توقفوا عن الإصغاء إلى بعضهم البعض، وباتوا يتواجهون مع بعضهم البعض، حتى قررنا في العام 2016 القيام بمبادرتين من أجل وضع حد لهذا الانقسام العامودي في البلد، حيث سميت مرشحا لرئاسة الجمهورية ، وفشلت المبادرة الأولى لكننا نجحنا في المبادرة الثانية مع الرئيس ميشال عون، ما أدى إلى خلط الأوراق على الساحة السياسية.

المشكلة هي أنك إذا أردت أن تلوم شخصا معينا، يجب أن تلوم الجميع، لأننا سياسيا كنا ضد بعضنا البعض، وكلما تم تقديم مشروع من طرف  كان الطرف الآخر يرفضه، وكلما عمل طرف على قانون ما كان الطرف الآخر يسعى جاهدا لإفشاله. ولكن بعد انتخاب الرئيس عون، قررنا جميعا أن نضع خلافاتنا جانبا، خاصة في ما يتعلق بالمسائل الإقليمية. حزب الله لم يغير رأيي بإيران، وأنا لم أغير رأيه بالمملكة العربية السعودية أو دول الخليج وأهمية علاقاتنا مع بريطانيا أو الولايات المتحدة وكل هذه الدول، وأنا لم أغير رأيي بشأن طريقة حزب الله بالتعامل مع الأمور في المنطقة، لذلك قررنا أن نضع الخلافات الإقليمية جانبا وأن نركز على ما هو مفيد للبلد. لذلك تمكنا من اقرار الموازنة، بعد عدم التمكن من القيام بذلك على مدى 11 سنة، كما اتفقنا على قانون انتخاب، علما أنني عندما قبلت بهذا القانون لم أفعل كما يفعل كل طرف حين يوافق على قانون انتخابي يفيده، أنا وافقت على قانون الانتخاب هذا مع علمي أنه سيجعلنا نخسر بعض المقاعد.

إذا توقفنا في مكاننا فلن نتقدم إلى الأمام، علينا أن نقدم التنازلات. ما حصل في ملف النفايات وملف الكهرباء وغيرهما يعود كله إلى أخطائنا الماضية، أما الآن فقط اعتمدنا خطة جديدة للطاقة ولإدارة النفايات الصلبة وإستراتيجية جديدة للاتصالات، وكان علينا أن ننفق أموالا وصلت إلى 600 مليون دولار عام 2010 على ألياف الفايبر أوبتيكس والاتصالات، ولكن كان يجب أن نقوم بذلك منذ سنوات وأن نتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد لمساعدتنا في تطوير كل هذه الخطط. لقد تأخرنا، ولكننا نقوم بذلك الآن. وعلى أمل أنه مع تشكيل الحكومة الجديدة، سيتم حل الكثير من هذه المشاكل، لأنه باتت لدينا الآن استراتيجية لحلها.

سئل: لبنان ينعم بنظام مصرفي متين تاريخيا، وهو أكبر من القطاع الموجود في اليونان والأرجنتين، ولكن رأينا بعض التباطؤ بالإيداعات من 7.3 مليون إلى 2.5 مليار، وهذا يؤدي إلى تراجع في الاقتصاد. فما هي التدابير التي ستعتمدونها من أجل زيادة ثقة المودعين على المدى المتوسط؟ كما أن حاكم مصرف لبنان يعتزم إطلاق عملة لبنانية رقمية عام 2019، فإلى أي مدى ترون أن اعتماد العملات المشفرة سيساعد في تحسين الوضع الاقتصادي في لبنان؟

أجاب: هناك عدة أسباب أدت إلى انخفاض الودائع في البنوك اللبنانية. أولا الحوالات التي كانت تصلنا من دول الخليج انخفضت لأن دول الخليج نفسها تعاني اقتصاديا. هناك عدد أقل من اللبنانيين اليوم يعمل في الخليج، حتى الرواتب باتت أقل، وهي كانت ما بين 8 أو 9 مليارات من هذه المنطقة، فيما أصبحت اليوم 5 مليارات فقط. هذا جزء من السبب الذي يفسر تراجع الودائع في المصارف اللبنانية.

والسبب الآخر هو ارتفاع أسعار الفائدة في العالم. الولايات المتحدة زادت من نسبة الفائدة إلى 3.5 % الآن، وبالتالي ليس لبنان فقط من يعاني بل كل من يستخدم الدولار ، والنقد في المنطقة قد تراجع. ما نريد اليوم أن نقوم به هو مزيد من الانفتاح على  القطاع الخاص، لا سيما مع اعتماد قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص عام 2017، وهذا الانفتاح هو ما نسعى إليه في مجال الكهرباء وإدارة النفايات الصلبة، كما نريد أن نوسع أيضا المطار لكي يستقبل 15 مليون مسافرا، علما أنه يستقبل الآن 6 ملايين مسافر. هذه المشاريع مهمة جدا لضخ الأموال في البلاد.  بالإضافة إلى المشاريع التي تم اعتمادها في مؤتمر سيدر، وتمت دراستها من قبل البنك الدولي، وكل ذلك سوف يأتي بالأموال إلى البلد. كما أننا نتحدث مع عدد من الدول العربية وبعض الأصدقاء في أوروبا لنرى ما إذا كان يمكننا جذب بعض الودائع إلى مصرف لبنان. هذا المجهود الأخير بدأناه منذ أسبوع فقط، ولكن كل الخطط التي تحدثت عنها هي خطط سابقة.أما عن العملات الرقمية، فالحاكم رياض سلامة يجيب عن السؤال.

سئل: لماذا استغرق تشكيل الحكومة كل هذا الوقت؟ وكيف ستطبقون الرؤية والسياسة الخاصة بكم إذا ما عانيتم إلى هذا الحد لتشكيل الحكومة؟

أجاب: لقد اجرينا  للتو انتخابات تطلب وضع قانون لها عشر سنوات، فإذا قارنا عشر سنوات بفترة الستة أشهر لتشكيل الحكومة نجد ان الامر مقبولا وأنا متأكد من أن الحكومة سوف تتشكل قبل نهاية السنة أو عند بداية السنة الجديدة، لأنه لدينا بعض الوجوه الجديدة في البرلمان اللبناني وبعض الكتل الجديدة، وقد تغيرت الأمور ويجب أن نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار. البعض يظن أن هذه مسألة إقليمية أو غير ذلك. لكن إذا ما نظرنا إلى بعض الدول الديمقراطية مثل بلجيكا وألمانيا وغيرهما، فقد استغرق تشكيل الحكومة فيهما احيانا وقتا طويلا. أظن أننا اقتربنا من الحل. لا أعتقد أن المسألة إقليمية بل هي داخلية، لأن المعادلة تغيرت في البرلمان اللبناني وبات البعض يطلب المزيد، وأكثرية العوائق تم حلها وبقي هناك عائق واحد فقط.

سئل: هل تضع الجهات المانحة ضغطا من أجل تسريع تشكيل الحكومة؟

أجاب: طبعا، لا يختلف اثنان على ضرورة تشكيل الحكومة في لبنان، هذا أمر مفروغ منه. لذلك أظن أنه عندما يدفعنا البنك الدولي وتضغط علينا المنظمات الأخرى من أجل تشكيل حكومة فهذا لخير لبنان وصالحه. إن الضغط الذي نعاني منه جراء الأزمة الاقتصادية في لبنان يدفع الناس أكثر نحو المطالبة بتشكيل الحكومة بشكل أسرع. أكثرية الناس اليوم يؤمنون بالإصلاحات التي تم إقرارها في سيدر لأن الجميع بات يفهم أن الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه بل يجب أن نغير.

سئل: إسرائيل ليست بحاجة إلى ذريعة مثل موضوع الأنفاق لشن هجوم على لبنان. فهل ناقشتم هذا الاحتمال مع المسؤولين البريطانيين؟

أجاب: نعم، بما أن إسرائيل تهددنا. وبما أننا في تشاتام هاوس، فإذا سمعتم الأخبار اليوم وقرأتم بعض العناوين، سيسمعون بعض الادعاءات بأن حزب الله يحفر الأنفاق وانتهك القوانين الدولية. ولكن هل سمعنا يوما عن عدد الانتهاكات الدولية التي قامت بها إسرائيل؟ كم اعتداء قامت به على مياهنا الإقليمية وأجوائنا؟ هل تظنون أنه من العدل أن نسمع فقط الأمور من جهة واحدة؟ هل تظنون أنه من العدل ألا يتم تغطية انتهاكات إسرائيل في الإعلام في وقت يتم فيه انتهاك سيادة مياهنا الإقليمية من 10 إلى 12 مرة كل شهر؟ وأنه لدينا أراض ما زالت محتلة من قبل إسرائيل في مزارع شبعا؟

نحن في الحكومة نرى انه يجب تطبيق القرار 1701 بحذافيره، و لن نقبل أي شيء سوى ذلك. بالنسبة للأنفاق الجيش اللبناني سوف يعالج هذه المسألة ونقطة على السطر. أما أن نقول بكل وقاحة أن لبنان هو المسؤول عن كل ذلك، فأظن أن إسرائيل يجب أن تحاسب على الكثير من الانتهاكات التي قامت بها منذ صدور القرار 1701. فإذا قمنا بتعداد الشكاوى المقدمة من قبل لبنان إلى الأمم المتحدة ضد إسرائيل فلا يمكن أن نحصيها، ولكن ماذا حصل بكل هذه الشكاوى وما كان مآلها؟ لا شيء.

سئل: لبنان يشكل حالة فريدة، فهو لديه جيش ولديه بالمقابل جهة لا أعرف ماذا يمكن أن تسمى، هل هي حزب أو ميليشيا. فنحن نتساءل هل نتعامل مع دولة أو دولة داخل الدولة؟ هل تفهمون وجهة النظر هذه؟

أجاب: نعم أنا أفهم وجهة النظر هذه، لكن كم حربا شنتها إسرائيل ضد لبنان؟ لقد انسحبت إسرائيل عام 2000، ولكنها شنت حربا جديدة عام 2006 ونرى دائما بعض الاعتداءات  وهناك اغتيالات ايضا. لكن هل أضعف ذلك حزب الله؟ في الواقع، عام 2006 كان حزب الله يقول أن لديه 10 آلاف صاروخ، وكانت إسرائيل تقول للعالم أنظروا لديه 10 آلاف صارخ، أما اليوم لا أعرف كم صاروخا لديه، ولكنه يقول أن لديه مائة ألف. إذا ماذا حققت  الحرب في العام 2006 ؟ هل أضعفت حزب الله؟ إذا أردتم أن تحلوا هذه المسألة فهي مسألة إقليمية. أنا أقول دائما ، ان حزب الله مسألة إقليمية وليست لبنانية، هذه مسألة إيرانية، وإذا أردنا أن نعالجها فيجب أن نجلس إلى الطاولة ونرى كيف نحل مشاكل المنطقة. إذا أردنا أن نصنع السلام مع إسرائيل فهناك القرار الصادر عن جامعة الدول العربية، لكن نتنياهو لا يريد السلام. هذا ما أعتقده. نتنياهو يريد قطعة صغيرة من لبنان وقطعة من الجولان وقطعة من فلسطين وقطعة من الأردن . الجميع ذهب الى اوسلو وكان هناك اتفاق  بين الحكومات  ولكنه لم يُحترم هذا الاتفاق.لقد صدر عن القمة العربية عام 2002 مبادرة للسلام ولكن لم يتحقق شيئ، نحن نريد السلام ولا نريد الحرب، ولا أظن أن أحدا في المنطقة يريد الحرب، وأنا شخصيا، كشخص عانى من الحروب على بلده ومن الحرب الأهلية لا أريد الحرب. لكن ما الذي تريده إسرائيل؟

سئل: هل يمكنكم التحدث عما يحصل في حوض البحر المتوسط في ما يتعلق بالطاقة؟ وما هو رأيكم بالشركات التي تتعاملون معها من أجل المضي قدما بموضوع تطوير الطاقة والاستفادة منها؟

أجاب: أنت تتحدث عن النفط والغاز. أظن أن هذا العنصر سيغير اللعبة بالنسبة للكثير من الدول في البحر الأبيض المتوسط كلبنان وقبرص. فنحن دول لم ننعم يوما بالموارد الطبيعية، ودخولنا في هذا المجال اليوم لا بد أن يساعد الشعب اللبناني وشعوب المنطقة لتنتقل من مستوى إلى آخر. لكن يجب أن نكون حذرين من التوقعات التي قد نضعها في هذا الملف، يمكننا أن نتعلم من التجربة النروجية، حيث ظنوا في البداية أن لديهم نفط وغاز وتسرعوا في الاستثمارات وكادوا يفلسون دولتهم. لكن ما أنقذهم هو زيادة أسعار النفط في السبعينيات. علينا أن نكون حذرين ويجب أن نستثمر في المواقع المناسبة. لقد فتح لبنان بعض البلوكات للاستثمار ورأينا شركة توتال وغيرها تستثمر، وهذا أمر جيد ونحن نستعد لجولة جديدة من المناقصات. كل هذا جيد جدا بالنسبة للبنان، وفي  المؤتمر بالأمس في بريطانيا، تحدثنا للمرة الأولى إلى شركة  BP وراينا أنها مهتمة بالاستثمار في هذه البلوكات، كما نرى اهتماما من الشركات الأخرى كالأميركية وغيرها وهي تريد أن تستثمر في هذا المجال أيضا.

سئل: قلتم سابقا أن نسبة مشاركة المرأة في الاقتصاد اللبناني تصل إلى 54% ولكن في الحقيقة أن نسبة تمثيلها في البرلمان لا تصل إلى 5%، فما هي نظرتكم لهذا الموضوع؟

أجاب: أن نصف النساء اللواتي يشكلن الـ5% هن من كتلتي النيابية. هذا أولا، وثانيا، سأقول لك أمرا مضحكا: عندما  عرضنا إقرار قانون الكوتا النسائية في المجلس النيابي، رئيس مجلس النواب نبيه بري وأنا، وكما تعرفون ان الرئيس بري شيعي وأنا سني،  كنا الكتلتين الوحيدتين اللتين صوتتا من أجل هذه الكوتا ، فيما الكتل المسيحية صوتت ضد هذا القانون.

نحن نسعى جاهدين لدفع الجميع لإقرار قانون الكوتا النسائية. لكن ما قمنا به في الحكومة هو أننا وضعنا قاعدة بأن أي تعيينات تتم، أكانت في المؤسسات العامة أو في أي تعيينات تقوم بها الحكومة فيجب أن تراعي الكوتا النسائية بنسبة 30% وحتى 40 و50% في بعض الحالات.

في بعض الأحيان الناس في لبنان يقللون من أهمية انتخاب المواطنين للنساء، وهذه مشكلة لدى  الأحزاب على ما أظن. فعلى سبيل المثال، عندما اجرينا الانتخابات في تيار المستقبل، كانت لدينا بعض المراكز في عكار والضنية، وهي مناطق تعتقد أنها أكثر تشددا في مجال انتخاب المرأة، ولكن ما فاجأني هو أنه عندما انتخبوا راعوا الكوتا المطلوبة، أما في بيروت فلم نتمكن من تحقيق هذه الكوتا، حيث كان علي أن أعين النساء بنفسي لتحقيق الكوتا. لذلك يجب أن ندفع باتجاه هذا القانون الذي سيجبر الناس على انتخاب النساء بشكل أكبر.

سئل: ما هي مجالات التعاون الممكنة مع العراق، خاصة في المجال التجاري؟

أجاب: نحن نريد أن نفتح أسواقنا لكل أصدقائنا العرب. أنا ذكرت العراق بشكل خاص لأنني أحمل أيضا جزءا من الهوية العراقية واعرف أن العراق سوق مهم جدا ويمكننا أن نستفيد من تجربتهم لأنهم مروا بنفس التجارب التي مررنا بها في الماضي. نحن لم نركز على العلاقات الاقتصادية بما فيه الكفاية مع العراق، أما الآن فقد حان الوقت لأن نركز على دول مثل العراق ومصر والمغرب ولا بد للبنان أن يفتح أسواقه لكي تدخل إليها دولا أخرى وشركاء جددا.

سئل: كيف ستكون ردة فعلكم إذا نفذ نتنياهو تهديداته؟ وكيف هي علاقتكم مع المملكة العربية السعودية وكيف تطورت في الأشهر الثلاثة الماضية؟

أجاب: إذا حصل اي اعتداء فلا بد من القيام بردة فعل مناسبة. كنت آمل أن يعدنا بأمر جيد أو إيجابي مثل السلام مع الفلسطينيين بدل التوجه إلى الحرب، لكن إذا ما قررت إسرائيل أن تشن حربا على لبنان، فسوف أقول لكم أمرا واحدا: الحرب لم تجد نفعا من قبل، الطريق الوحيد لحل ازمة  المنطقة هو الحوار والسلام . في الماضي كان هناك رجل يريد السلام في إسرائيل وهو إسحاق رابين لكنه قتل، فيما نتياهو لا يريد السلام. هو يتحدث عن السلام ويتوعد بأمور خطيرة وسيئة وهذه هي المشكلة.

بالنسبة للمملكة العربية السعودية فقد كنت متواجدا هناك منذ فترة وجيزة، وطبعا نحن ندين ما حصل مع الصحافي جمال خاشقجي، والحكومة السعودية تدين أيضا ما حصل وكذلك العالم بأسره أدان هذا الأمر. وقد ألقت المملكة القبض على  الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجريمة، وقاموا بما يجب عليهم القيام به ولكن الآن اخذت طريقها الى العدالة.

علاقتي اليوم جيدة جدا مع المملكة العربية السعودية، كما أن السوق السعودية مهمة جدا بالنسبة للبناني، وقد أعددنا عددا من الاتفاقيات التي سوف نوقعها مع المملكة ما إن تتشكل الحكومة اللبنانية، وسترون خطوات جدية من قبل المملكة لمساعدة لبنان اقتصاديا. ففي مؤتمر سيدر خصصت المملكة مليار من أجل لبنان، ولا أعتقد أن العلاقة يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه اليوم.

سئل:هل تظنون انه بعد مقتل جمال خاشقجي حدث تحول في سيطرة بعض الدول على المنطقة وهل حصل تغيير في السياسة الخارجية السعودية وهل هناك تغييرا في الديناميكيات الاقليمية بعد مقتل الخاشقجي  واعادة فرض العقوبات الاميركية على ايران؟

اجاب:اظن ان انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي الايراني هو قرار اميركي وترون تداعيات ذلك على المنطقة بشكل واضح فاسرائيل تعاني اقتصاديا وبعض الصادرات التي كانت تصلنا من ايران توقفت . ايران لديها تحد كبير لتواجهه ولكن في الوقت نفسه نرى المحادثات لحل الازمة اليمنية وانهاء الحرب فيها وهذا لخير المنطقة.

انا اؤمن بالحوار وبالسلام والطريق الى الامام تمر عبرهما، ولكن يجب ان يكون لديك طرفان  جاهزان للتفاوض على الطاولة، اذ لا يمكن اجراء مفاوضات سلام من طرف واحد.ان مستوى التوتر عالي جدا وانا اخشى من ان اي خطأ يرتكب من قبل اي دولة في المنطقة اذ ستكون له تداعيات خطيرة. لبنان دولة صغيرة ولكنه استطاع ان يصنع معجزة صغيرة بعد سنوات من الحرب، فقد استطعنا ان نقاوم التوتر الذي تشهده سوريا منذ سبع سنوات. وفيما عدا مسالة حزب الله الذي قاتل الى جانب النظام السوري فان عدد المتطرفين الذي ذهبوا من لبنان الى سوريا بالمقارنة مع دول عربية واوروبية اخرى،  كان عددا قليلا جدا، فنحن نتحدث عن 150 مقاتلا تقريبا في السنوات السبع للنزاع، وهذا امر جيد. نحن لدينا البرامج المناسبة لتوعيبة الشباب ليعرفوا انه لا يجوز التدخل في هذا النزاع بشكل متطرف.

سئل:ما هي رسالتكم لملايين اللبنانيين الذي هاجروا من لبنان سعيا لمستقبل افضل؟

اجاب:اقول لهم ان لبنان منقسم داخليا على المستوى السياسي، ودعوتي للانتشار اللبناني هو ان ينسوا من هو الشخص الذي يتولى السلطة، ايا كان. فالانتشار اللبناني هو نقطة القوة في لبنان، واذا انقسم المغتربون فلن يتمكنوا من مساعدة بلدهم، يجب ان يركزوا على كيفية مساعدة لبنان ويجب ان نتعلم من دول اخرى .وساعطي مثالا على ذلك، ففي احد الايام كان الرئيس سليم الحص رئيسا للحكومة وكان ينوي زيارة السعودية فقلت لوالدي انني ساعمل على افشال زيارته فقال لي على العكس، يجب ان نساعده على ان يكون رئيس وزراء ناجح وان لا نعرقل عمله.

فعوضا عن ان نغرق في النزاعات بين الاحزاب اللبنانية، على المغتربين ان يتعاونوا  فيما بينهم. واعتقد ان لبنان يسلك الان الاتجاه الصحيح، فلدينا خطة سيدر وخطط اخرى واذا لم نطبق هذه الخطط يجب ان يعاقبنا الشعب بعدم التصويت لنا في المستقبل.

سئل:هل تعتقد ان الحكومة ستتشكل قريبا؟وهل سنواجه اي اعتداءات اسرائيلية على الجنوب؟

اجاب:بالنسبة للحكومة نامل  ان تتشكل قبل نهاية السنة  وبالنسبة للسؤال الثاني فلا اعتقد انه ستحصل اي مواجهات في الجنوب، فلا احد يريد الحرب في لبنان وهذه هي الرسالة التي اوصلناها الى الاميركيين والى الجميع. نحن لا نريد اية صدامات وكما قلت ان لبنان هو مكان جيد للاستثمار ولذلك اقول لكل من يريد الاستثمار فيه اننا منفتحون على ذلك.

سئل: كيف تنظرون  الى الازمة السورية وكيف ستؤمنون عودة حزب الله الى لبنان؟

اجاب:اعتقد ان عددا كبيرا من مقاتلي حزب الله قد عاد الى لبنان، فقد كانت لديهم قوة كبيرة في سوريا تصل الى 15 الف فرد ولكنهم خفضوها الى 3 الاف او الفين، وهذا ما يقوله الحزب وما نعرفه من استخباراتنا وبعض الاستخبارات الاجنبية.

اما بالنسبة لسوريا فوضع النظام السوري اليوم مشابه لوضع صدام حسين بعد حرب الخليج حيث اخرج من الكويت ووضع العراق تحت رعاية الامم المتحدة  واليوم سوريا هي تحت سلطة روسيا والاميركيين والايرانيين وتركيا وغيرهم ايضا، واسرائيل تحتل  هضبة الجولان. لذا اعتقد ان وضعه سيكون ضعيفا جدا، اذ عليه الاصغاء الى الروس وغيرهم، الا اذا تم وضع دستور جديد في سوريا كما وعد الجميع،  فيصار من خلاله الى تحقيق تمثيل صحيح للشعب السوري. ولكن الامر لا يزال غامضا ، لقد قتل اكثر من 700 الف مواطن سوري وهناك حاجة الى مصالحة كبيرة في سوريا فهل ستحصل ؟ وهل الاسد مستعد للمصالحة من دون الثأر؟ هذا  هو السؤال الكبير وانا لا املك الاجابة عنه.

 

سئل: لقد قدمتم نظرة جيدة جدا للمستقبل في لبنان،ولكن يبدو انه لا يتناسب مع الواقع اللبناني حيث نرى الكثير من الفساد في لبنان وقد غرقت بيروت بالمياه الاسنة منذ اسابيع هل ترون ان هذا المناخ مناسب لجذب الاستثمارات؟ والا تظن ان الشعب اللبناني له الحق بمعرفة ما حصل معكم حين اجبرتم على البقاء في المملكة العربية السعودية؟

اجاب: بالفعل مسالة الفساد مسالة خطيرة في لبنان ولذلك عندما ذهبنا الى مؤتمر سيدر حرصنا على ان يكون هناك لجنة للاشراف على المشاريع كلها كما ان طريقة المناقصات في هذه المشاريع ستكون شفافة جدا والبنك الدولي سيكون مشرفا عليها وعلى الصفقات في لبنان. انا اعلم ان للفساد تداعيات سيئة جدا على لبنان وقد بدأنا بورش عمل من اجل التاسيس للحكومة الالكترونية في لبنان، التي لا بد ان تقلص من نسب الفساد وما حصل في بيروت منذ اسبوعين هو امر معيب بالنسبة بيروت ولنا ايضا ، والمدعي العام التمييزي تحرك في هذا الملف و يجب معاقبة المسؤول عن هذا العمل  مهما كان، ولن نتردد في سجن اي شخص في هذا الموضوع. هاجسي هو التالي، فانا اريد العمل مع المجتمع المدين اكثر لانني اعتقد انهم يملكون الكثير من الافكار الجيدة ولكن يجب ان نستمع الى بعضنا البعض وان لا نختلف وان نجلس على طاولة واحدة ونتشاور.

عندما ذهبنا الى سيدر حرصنا على ان يكون المجتمع المدني ممثلا معنا من خلال اكير جمعيتين في المجتمع المدني لاننا اردنا ان نحرص على الشفافية بما نقوم به .

اما بالنسبة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية فقد قلت اكثر من مرة، لقد كانت هناك حاجة للدعوة الى صحوة في لبنان وكان يجب على اللبنانيين ان يفهموا اننا لا نستطيع ان نستمر في ذلك المنحى ولا يمكننا ان نطلب من دول الخليج ان تستثمر في لبنان في حين لدينا احزاب تشتمها، وانا لا يمكنني ان اطلق تصريحات تجاه ايران من دون ان اتوقع جوابا منها. يجب ان ننأى بانفسنا عن النزاعات الاقليمية. فلبنان دولة صغيرة جدا لا تتحمل ان تدفع ثمن هذه النزاعات ، الدول الكبرى يمكنها ذلك ولكن نحن لا نستطيع .

 

سئل: يبدو انكم مضطرون دائما الى تقديم التنازلات، فهل ستظلون كذلك حتى نهاية ولايتكم  فيما يبدو ان الاخرين ليسوا مستعدين للتنازل؟

اجاب: اذا كان هناك شخص متطرف في رايه لا يجوز ان اكون انا ايضا متطرفا برايي في المقابل، بل يجب ان ننظر الى مصلحة البلد. طموحاتي السياسية موجودة ولكنها من دون وجود البلد ومن دون تامين فرص عمل للشباب فهي ليست مجدية. بالنسبة لي وليس هذا الوضع الذي اريد ان اكون فيه. انا اؤمن ان قول الحقيقة هو الطريق الوحيد للسير قدما، والدي كان هكذا وهو عانى من ظروف صعبة جدا. اليوم هناك لبنانيون يتنازعون على الحكومة اللبنانية ولكن في الماضي واجه والدي قوة وصاية سورية كانت تقول له ما يجب ان يفعل، وهو كان عاجزا عن اجراء اية تعيينات في اي وزارة او غيرها اما اليوم فالامور مختلفة.لقد  استعدنا الحرية بعد انسحاب السوريين من لبنان.ونحن كلبنانيين تعلمنا من ذلك فهذه هي المرة الوحيدة التي نستطيع فيها بعد الحرب الاهلية وانسحاب النظام السوري من لبنان ادارة بلدنا بانفسنا. فنحن لم نقم بذلك في العام 2005  لغاية العام 2016 اذ قمنا في السابق بعكس ما يجب القيام به تماما، اذ كان بجب علينا ان نجلس معا ونتكلم مع بعضنا بغض النظر عن اختلافاتنا ولكنني في تلك المرحلة لم اكن ملما بالسياسة كانت لدي خلفية تجارية وعملية ولكننا الان بتنا نعلم كيف نمضي قدما واصبح لدينا خطة.

انا لن اتنازل كل الوقت ولكني اتنازل لمصلحة البلد، واذا تاخرنا في تشكيل الحكومة فلانني لم اشعر ان ما يطلب مني يصب في مصلحة البلد، بل على العكس انه امر سيء والان نحاول حل هذه المسالة.

سئل: ما الذي تتوقعونه من الشباب اللبناني وما هو دورهم في النمو المستقبلي؟

اجاب:ما نحاول القيام به هو التالي: هناك الكثير من المشاريع الناشئة في لبنان يقف خلفها الشباب وقد قمنا باعتماد القوانين التي تسهل عملهم مع بعض التحفيزات لجهة الضريبة على القيمة المضافة وبعض التسهيلات الجمركية. لدينا مشكلة ايضا مع قانون الافلاس اذ ان الكثير من الشركات الناشئة تعاني منه، فاليوم من اجل اعلان افلاس شركة نحن بحاجة لقرابة الاربع سنوات ونحن نحاول تخفيضها الى ستة اشهر.

اننا اليوم نعطي الشركات الجديدة حوافز كما ان مصرف لبنان اتخذ ايضا قرارا من اجل منحها القروض الميسرة. ونحن نعمل مع العديد من الجمعيات ك "لايف" و "ايدياز" وجميعها تزخر بالطاقات الشبابية  ونحن نطلب اليهم ان يعطونا الافكار والنصح المناسب حول ما يجب القيام به وقد عقدنا العديد من اللقاءات مع هذه الجمعيات وتبادلنا الافكار. انا لا املك عصا سحرية وليست لدي الاجوبة على كل الاسئلة وهذه الديناميكية بيننا وبين الشباب مهمة جدا لنفهم منهم ما هو مطلوب منا ايضا.

وكان الرئيس الحريري قد التقى في مقر اقامته وفدا من مجموعة لايف المصرفية.

     

 

 

 

 

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o