Dec 13, 2018 3:22 PM
خاص

اسـتفاقة "السترات الصفراء" في أكثر من دولة تثير الريبة والتساؤلات!
هل مِن قوى تسعى الى فرط الاتحاد الاوروبي لمنعه من التوسع دوليا؟

المركزية- يعتزم محتجو "السترات الصفراء" في فرنسا مواصلة تحركاتهم في الشارع وهم يعدّون العدة لجولة خامسة من التظاهرات السبت المقبل تحت شعار "ارحل ماكرون"، بعدما لم تقنعهم "التنازلات" التي قدّمها في خطابه المتلفز الاثنين الماضي. في المقابل، دعا الناطق باسم الحكومة الفرنسية، اليوم، المحتجين إلى الامتناع عن التظاهر، نهاية الاسبوع، بينما طلب منهم رئيس الجمعية الوطنية ووزير الانتقال البيئي وقف حركتهم بالكامل. وقال الناطق باسم الحكومة بنجامين غريفو لموقع "سينيوز" متوجهاً إلى هؤلاء، إن بعدما تمكنت "السترات الصفر" من "التعبير عن غضبهم الذي سمعته الحكومة، ما نطلبه منكم بمسؤولية هو التعقل السبت وعدم الذهاب للتظاهر".

وأضاف "في هذه المرحلة، لم نقرر حظر التظاهرات التي تجري السبت" في جميع أنحاء فرنسا، لكن "ليس من الحكمة التظاهر" نظراً للاعتداء الذي حدث في ستراسبورغ، الثلثاء، في إشارة إلى انشغال الشرطة في ضبط التظاهرات مما يشتت تركيزها على الأمن.

بدوره، قال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران "أعتقد فعلا أن الحركة يجب أن تتوقف الآن للانتقال إلى بناء نموذج فرنسي جديد". وأضاف في تصريحات اذاعية "بشأن المسألة المؤسسة للحركة وهي القدرة الشرائية الأساسية، قُدمت ردود واسعة بصدق.. ووضعت أمور على الأمد القصير على الطاولة"، مؤكداً أنه يجب الآن أن "نعود إلى طريق الحوار". ورأى أيضا أن الفرنسيين يجب أن "يستعيدوا حريتهم الكاملة في التنقل" بينما "تعوق هذه الحركة عمل الكثير من التجار والحرفيين". ودعا إلى عدم السماح "بوقوع التظاهرات في العنف أو بأيدي ناشطين سياسيين يعتقدون أنهم يحققون أغراضهم على حساب السترات الصفر". أما وزير الانتقال البيئي فرنسوا دو روجي فعبّر عن أمله في وقف التظاهرات. وقال "حان الوقت لوقف هذه التظاهرات، التجمعات اليومية عند المستديرات وخصوصا السبت في باريس والمدن الأخرى في فرنسا. هناك جانب من المسؤولية يجب التحلي به"، بعد خطاب ماكرون واعتداء ستراسبورغ.

وفيما لا شيء يدل الى ان النداءات الرسمية هذه ستلقى آذانا "صفراء" صاغية، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن توسّع الحراك الاحتجاجي الى أكثر من دولة أوروبية حيث شهدت كل من بلجيكا وهولندا، نهاية الاسبوع الماضي تحركات مماثلة، قد لا يكون صدفة، وهو يثير الريبة ويطرح تساؤلات عدة نظرا الى توقيت التظاهرات واستفاقتها دفعة واحدة.

المصادر لا تستبعد ان تكون جهات دولية كبرى استفادت من الوضع الاقتصادي الضاغط، لتغذية نار الاحتجاجات الشعبية. أما هدفها، فاضعاف الاتحاد الاوروبي وإلهاء حكوماته بحلحلة أزماتها الداخلية، وذلك بعد ان أعرب رؤساء الدول عن تطلعهم الى توسيع دورهم السياسي والعسكري والدبلوماسي على الساحة الدولية، مذكرة في السياق باقتراح ماكرون "إنشاء جيش أوروبي موحد وحقيقي للدفاع عن القارة التي قد تضطر لمواجهة قوى كبرى، مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة".

فهل تكون احدى هذه القوى الثلاث قررت اليوم اغتنام "النقمة" المعيشية للاوروبيين، لتأليب هؤلاء اكثر على حكوماتهم، بما يمنع ازدهار "الاتحاد" ونجاحه، ويقطع الطريق امام تحقيق تطلعاته التوسعية"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o