Dec 12, 2018 11:02 PM
منوعات

مع اقتراب عيد الميلاد.. الناصرة تتمسك بتقاليدها

 في الوقت الذي تتزين فيه الناصرة لعيد الميلاد، اجتمعت مجموعة من النساجين في الشوارع والأزقة المرصوفة بالحصى في أكبر مدينة عربية في إسرائيل، عازمين على الحفاظ على تراثهم الفلسطيني في وقت تشعر فيه مجتمعاتهم بالضغط.

 وفي الوقت الذي تقوم فيه النساء المسلمات والمسيحيات بتنسيق أكشاك التطريز، يضع العمال الأضواء الموسمية على كنيسة القديس جبريال. ووفقا لتقاليد الروم الأرثوذكس فإن النبع الذي في باطن الكنيسة هو المكان الذي كانت تسحب عنده السيدة العذراء الماء أثناء البشارة عندما قال لها الملاك جبريل إنها ستلد السيد المسيح.

 والشكل الأكثر شيوعاً للتطريز هو شكل من أشكال الغرز المتقاطعة والمتشابكة يعود إلى قرون ماضية، على قماش أبيض وهو عمل من أعمال التطريز الذي تمارسه المجتمعات العربية في جميع أنحاء إسرائيل، وفي المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة.

 وقالت فيوليت خوري مديرة جمعية نسيجنا وهي رابطة نسائية تقيم ورش عمل في عيد الميلاد لتعليم التطريز للأجيال الشابة ”في داخل البلاد هون الفلسطينيين مواطنين إسرائيليين.. إللي مع الوقت صار عنا ضياع.. ضياع الهوية.. ضياع اللغة.. ضياع العلاقة مع بعض.. ضياع التراث والنتيجة لهذا صار فيه شوية تخلخل في العلاقات الاجتماعية اللي هي كانت أساس كياننا هون“.

وأضافت أن الأطفال لا يتعلمون هذه التقاليد أو تاريخهم في المدارس لذا فقد قررت الجمعية استقدام جيل الكبار الذين ولد كثير منهم قبل قيام دولة إسرائيل لورشة العمل لتعليم العمل التقليدي للشبان.

 وتقول النساء إن الحفاظ على تقاليد الكبار أمر مهم ولا سيما في عام يشعر فيه الكثيرون أن مجتمعاتهم قد تأثرت بالسلب بالتشريعات الإسرائيلية الجديدة.

  وفي عام 2018، أصدرت إسرائيل قانون ”الدولة القومية“، معلنة أن اليهود وحدهم هم من يحق لهم تقرير المصير في ”الوطن التاريخي للشعب اليهودي“ وألغت وضع اللغة العربية كلغة رسمية إلى جانب العبرية.

    ويقول المدافعون عن القانون إنه رمزي إلى حد كبير، وصدر بمناسبة الذكرى السبعين لاستقلال الدولة. وعند إقراره في يوليو تموز قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبرلمان إنها ”لحظة حاسمة في تاريخ الصهيونية وتاريخ دولة إسرائيل“.

    لكن المنتقدين وصفوه بأنه إجراء عنصري. ويقول كثيرون من الأقلية العربية التي تمثل 20 في المئة من سكان إسرائيل إن مجتمعاتهم تواجه تمييزًا في مجالات مثل التعليم والصحة والإسكان.

    وتمثل الناصرة النقطة المحورية للأقلية العربية في إسرائيل، والتي تضم في الأساس أحفاد الفلسطينيين الذين بقوا بعد حرب عام 1948 التي أفضت إلى إقامة دولة إسرائيل.

    ويمثل اندماج هؤلاء الذين بقوا فيما أصبح دولة إسرائيل -وبعضهم يجاهرون علانية بأنهم فلسطينيون- محور جدل في البلاد.

    وتصبح الناصرة نفسها نقطة جذب لجميع الطوائف مع اقتراب عيد الميلاد، حيث تكتظ الساحات الرئيسية في المدينة بالعائلات ومجموعات السائحين والزوار الراغبين في مشاهدة إضاءة شجرة عيد الميلاد والزينات والزخارف.

    وقالت عفاف توما، رئيسة مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة إن شجرة عيد الميلاد علامة على السلام ولها أهمية كبيرة بالنسبة للمسيحيين والمقيمين في الناصرة ومنطقة الجليل واصفة إياها بأنها رمز وجود بالنسبة لهم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o