Dec 11, 2018 4:19 PM
تحليل سياسي

الحزب في بعبدا "حاسما" وعون: نجاح المبادرة او الكارثـــة
"التشاوري" يرفض تمثيله من حصة الرئيس ولا موعد في بعبدا
نفق حدودي ثالث...ولقاء بوتين- نتنياهو بعد "العســـكري"!

المركزية- باب المشاورات الذي لا يزال مفتوحا في قصر بعبدا منذ يوم امس، أعطى  دليلا اضافيا الى ان ولادة الحكومة العتيدة لا تزال مؤجلة لكنها ليست مستعصية. فاستعادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زمام مبادرة التأليف بمحاولة ازالة الالغام الحائلة دونه، اوحى بمدى حراجة ما بلغته الاوضاع وهو لم يتوانَ عن القول ان الكارثة هي البديل عن نجاح المبادرة. هذه المبادرة يفترض ان يتحدد مصيرها سلبا او ايجابا في اللقاء الحاسم بين عون ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي زار بعبدا بعد الظهر، حاملا الخبر اليقين، فإما يُكتب لها النجاح بالحبر الرئاسي ليثبت ان الازمة داخلية بحت ولا ارتباطات لها بالخارج، او يزول كل شك يحيط باقترانها باللعبة الاقليمية واقحام لبنان في النفق الاسود، فيما انفاق الحدود بين لبنان واسرائيل تتكاثر وقد بلغ عددها بحسب الادعاءات الاسرائيلية حتى الساعة ثلاثة.

نجاح او كارثة!: على الضفة الحكومية، يواصل الرئيس عون اتصالاته في اطار المبادرة التي أطلقها لمحاولة الخروج من مستنقع التأليف، من خلال استقباله النائب محمد رعد في الرابعة. وفي انتظار ما يمكن ان تسفر عنه مفاوضاته مع حزب الله، صاحب التأثير الاقوى في العقدة السنية، دق عون جرس انذار قويا اليوم من مغبة استمرار التخبط اذ قال خلال استقباله الرئيس النمساوي في بعبدا، "موضوع الحكومة تعثر ووجدنا انه من الواجب أن نوفق بين جميع الأطراف ونأخذ المبادرة من اجل تأليف الحكومة، لا سيما وان الاخطار اكبر من ان نتحمل ويجب ان تنجح. وإذا لم تنجح فستكون هناك كارثة".

مخارج: وفي وقت أحيطت المحادثات والاقتراحات التي تقدم بها عون لكسر الجمود الحكومي بكتمان شديد، فيما سقطت نهائيا فكرة توجيه رسالة الى المجلس النيابي، اشارت مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية" الى ان من الخيارات المطروحة، ان يكون الوزير السني من حصة عون ولكن من خارج "اللقاء التشاوري" ومن خلال شخصية غير استفزازية يسمّيها أعضاؤه. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يستبعد تكرار ما حصل إبان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عندما كان للسنّة 7 مقاعد وللشيعة 5 بدلا من 6 ، أي أن يُقدم على مقايضة بين وزير شيعي من حصته، والوزير السني الموجود في حصة الرئيس عون، فيذهب المقعد لصالح ممثل سنّة 8 آذار والمرجح ان يكون النائب قاسم هاشم. في الموازاة، أفادت معطيات صحافية بأن الرئيس الحريري رفض صيغة الـ32 المقترحة وأبلغ عون بأنه يقبل بصيغة من 24 وزيراً إلا أنّ عون رفض هذا الأمر وكرر الحريري رفضه تمثيل سنة 8 آذار.

بين الحريري وباسيل: في الاثناء، سيشكّل وجود الرئيس الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل غدا في لندن للمشاركة في المنتدى الاقتصادي اللبناني – البريطاني، مناسبة للبحث في المستجدات حكوميا.

"التشاوري" يرفض: وكان النائب الوليد سكرية جدد في حديث اذاعي "التأكيد على إصرار "اللقاء التشاوري بتمثيله بنواب من اللقاء"، نافيا "تحديد أي موعد مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون". ورفض سكرية "أن يتمثل اللقاء التشاوري في الحكومة من حصة الرئيس عون، انما أن يكون له وزير مستقل".

ومراد... لا موعد بعد: من جهته،. اوضح النائب عبد الرحيم مراد لـ"المركزية" "ان الدوائر المعنية في قصر بعبدا لم تتصل بنا بعد، متسائلاً "عن فحوى المبادرة التي تحدّث عنها خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس النمساوي"؟ ومشيراً الى ان "الرئيس عون ابلغنا عبر باسيل بانه يرفض التخلّي عن الوزير السنّي لمصلحة "اللقاء التشاوري" وبأن الحل عند الرئيس المكلّف"، وشدد على "ان المسألة ليست مرتبطة بحصّة من سنتمثّل في الحكومة؟ فهناك 5 وزارء سنّة (باعتبار ان الوزير السنّي السادس محسوم من حصّة رئيس الجمهورية) نطالب بان يكون واحداً منهم لـ"اللقاء التشاوري".  

أنفاق جديدة؟: على صعيد آخر، بقيت التطورات على الحدود الجنوبية في الواجهة اليوم، وقد حضرت في لقاءات عسكرية اسرائيلية روسية، يتوقع ان تتوج بلقاء يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو.وفيما أكدت قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) وجود نفق ثانٍ قرب الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، معلنة في بيان إن قوة اليونيفيل "مستمرة في متابعة هذه القضية بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية"، قال الجيش الاسرائيلي انه اكتشف نفقا ثالثا يمتد من لبنان الى اسرائيل.

عون لدل كول:  هذا الملف حضر ايضا في قصر بعبدا خلال استقبال عون لقائد القوات الدولية الجنرال ستيفان دل كول. فقد اكد عون لضيفه تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 انطلاقا من حرصه على المحافظة على الامن والاستقرار في الجنوب  ورفضه اي ممارسات يمكن ان تؤدي الى توتير الوضع على الحدود. وشدد على ان لبنان بلد محب للسلام ويعمل من اجل ترسيخه على رغم الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للقرارات الدولية ذات الصلة وعلى التعاون والتنسيق القائمين بين الجيش اللبناني والقوات الدولية في الجنوب، وعلى اهمية الاجراءات المتخذة من الجانبين اللبناني والدولي لمواجهة اي محاولات تستهدف امن الجنوبيين وسلامتهم. واكد عون للجنرال دل كول ان لبنان ينتظر نتائج التحقيقات الميدانية الجارية في موضوع الانفاق والتي تتولاها القيادتان اللبنانية والدولية ليبنى على الشيء مقتضاه.

لا نوايا عدوانية: والقضية ذاتها شكلت محور بحث بين الرئيس عون والسفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، كشف رئيس الجمهورية خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره النمساوي أن " اسرائيل ابلغتنا بواسطة الولايات المتحدة أن ليس لدى اسرائيل نوايا عدوانية من عملية "درع الشمال""، قائلا: "ونحن ليس لدينا نوايا عدوانية ولا خطر على السلام بالتالي". وأضاف: "يجب أن نتخذ بعض التدابير لإزالة اسباب الخلاف ونحن مستعدون للامر لكن بعد الحصول على تقرير نهائي للتحقيقات".

الحدود الشرقية: أمنيا أيضا، كان أمن الحدود اللبنانية والسورية محور زيارة السفيرين البريطاني كريس رامبلنغ والأميركية اليزابيث ريتشارد لقائد الجيش العماد جوزيف عون. وأشار بيان للسفارة البريطانية الى "ان اجتماع لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرية كان فرصة لتهنئة الجيش اللبناني في عيد الاستقلال الخامس والسبعين، وجهوده في تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية بحلول العام 2019". بعد الاجتماع، قال رامبلنغ: "شرفني لقاء قائد الجيش ومناقشة التقدم في مشروع الحدود البرية الذي خصصت المملكة المتحدة له في السنوات الأخيرة أكثر من 69 مليون جنيه إسترليني ، إلى جانب مساهمات كبيرة من الولايات المتحدة والمانحين الدوليين الآخرين. كما أننا فخورون أن بحلول آذار 2019، سيتم تدريب أكثر من 11000 جندي، وهذا يمثل أكثر من ثلث القوة المقاتلة للجيش اللبناني. لقد تطور الجيش اللبناني خلال السنوات العشر الماضية ليصبح جيشا محترما ومهنيا قادرا على مواجهة التهديدات داخليا وعلى حدوده. يبقى الجيش اللبناني المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان في منطقة مضطربة من العالم. ستبقى المملكة المتحدة شريكا قويا للبنان وهو يواجه التحديات المقبلة في استقراره وأمنه وازدهاره".

اقرار ايراني: اقليميا، أقر العميد أمير علي حاجي زادة، قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، بأن قواته اختبرت اخيرا صاروخا باليستيا، ورأى أن الموقف الأميركي منها دليل الى أهميتها. ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن زادة قوله إن "الرد الأميركي على التجربة يثبت أن هذا الاختبار الصاروخي مهم للغاية بالنسبة لهم وتسبب في علو صراخهم".

تبادل أسرى:أما يمنياً، فأعلن مندوبون في محادثات السلام اليمنية في السويد ان حركة الحوثي اليمنية

والحكومة المدعومة من السعودية تبادلتا اليوم قائمتين بأسماء الأسرى لمبادلتهم.وذكروا أن قائمتي الطرفين المتحاربين في اليمن تضمنتا حوالي 15 ألف اسم.  وقال وزير الخارجية اليمني: قدمنا قائمة بـ 8576 أسيرا ومعتقلا لدى الحوثيين. من جهتها، رحبت إيران بالاتفاق المبدئي بين الأطراف اليمنية في مشاورات السويد وأعلنت انها تدعم استمرارها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o