Dec 11, 2018 4:11 PM
خاص

أزمة تشكيل الحكومة العراقية تتفاقم
وإصرار على توزير الفياض في "الداخلية"

المركزية - في تشرين الاول الماضي، نال أربعة عشر وزيراً من حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الثقة، بينما بقيت ثماني وزارات شاغرة حتى الآن، هي الدفاع، الداخلية، التخطيط، الهجرة، العدل التربية، التعليم العالي والثقافة، بسبب خلافات بين الكتل السياسية على أسماء المرشحين لها. لكن الخلاف الاكبر يدور حول المرشح لمنصب وزير الداخلية فالح الفياض، وسط إصرار البعض على تسميته كوزير للداخلية وبين معترض عليه. فهل يتمكن عبد المهدي من تخطي العراقيل وإتمام تشكيلته الحكومية بعيدا من التدخلات السياسية؟

مصادر متابعة للملف العراقي تؤكد لـ"المركزية" "ان مسألة تشكيل الحكومة العراقية تحركت مجدداً في ظل التخوّف من إقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إذا لم يتمكن من إتمام تشكيل حكومته. والجديد هو الإصرار على ضرورة توزير فالح الفياض رئيس الحشد الشعبي في وزارة الداخلية رغم انه لم ينل الثقة، بسبب توجهه الإيراني".

وأضافت المصادر: "الرافض الاكبر لتوزير الفياض هو مقتدى الصدر، احد ابرز القيادات الشيعية وزعيم كتلة "البناء"، والكتلة البرلمانية الاساسية. يحاول عرقلة وصول الفياض ويطالب بآخر لا يكون ايراني الهوى".

وقضية الفياض ابعد من قضية توزير، بحسب المصادر، بل هي صراع بين إرادتين داخل الكتل السياسية الشيعية: الاولى إيرانية التوجه، والثانية عراقية وتتمثل بمقتدى الصدر ومن حوله زعامات ائتلاف "الاصلاح" الذي يرأسه عمار الحكيم والتي ترغب في إجراء اصلاحات تلبية لإرادة الشعب العراقي الناقم على سلطة الاحزاب والعمل على استبعاد الفاسدين عن المقاعد الوزارية".

وأكدت المصادر "أن هذا الامر خلق أزمة لعبد المهدي لأنه عاجز عن إتمام حكومته، كما يشعر بالإحراج، لأنه سيضطر الى اعادة طرح اسم فالح الفياض مجددا لمنصب وزارة الداخلية. كما أن مهلة الشهر المعطاة له لتشكيل حكومته انتهت، واذا استمرت الازمة طويلا، قد تسقط حكومته، خصوصا مع الحديث عن وزراء جرت إقالتهم لأسباب تتعلق بالفساد او بعلاقتهم بالنظام السابق. ولكن، لا شيء في البلدان العربية يخضع للدستور انما للتوازنات القائمة، لذلك غير محسوم ما اذا اذا كان عبد المهدي سيبقى في منصبه ام لا".

وتلفت المصادر الى "أن الازمة التي يعاني منها العراق سببها الصراع الايراني السعودي الاميركي، وخصوصا الاميركي لأن اميركا تتمتع بنفوذ قوي في العراق، وقادرة على تغيير المعادلة السياسية، ولها مصالح اقتصادية وشركات، حتى رئيس الحكومة عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح الكردي مقربان من أميركا، وهي التي ساهمت في وصولهما الى الحكم، وكان لها دور اساسي في التوافق عليهما لأن لا احد يصل الى الحكم في العراق الا بالتوافق، كما في لبنان".

فهل وصول فالح الفياض الى وزارة الداخلية يفك أسر الحكومة العراقية، الايام القليلة المقبلة كفيلة بالاجابة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o