Dec 11, 2018 3:27 PM
خاص

"درع الشمال" محور محادثات عسكرية اسرائيلية-روسية في موسكو
العملية جزء من أوراق ضغط تل أبيب عشية التسويات الاقليمية الكبرى

المركزية- أبعد من الاعتبارات "الداخلية" التي دفعت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى لعب ورقة "أنفاق حزب الله" على الحدود الشمالية للاراضي المحتلة، في هذا التوقيت بالذات، والتي تتمثل من جهة بمحاولته اشاحة النظر عن تورّطه وزوجته في قضايا فساد، ومن جهة ثانية بموافقته على ابرام هدنة مع حركة حماس في غزة وعلى وقف العملية العسكرية التي كانت تشن على القطاع، وما تركته من تداعيات على حكومته وما ولّدته من دعوات الى تقريب موعد الانتخابات النيابية التي يخشى المسؤول العبري نتائجها، تتحدث مصادر دبلوماسية مطّلعة عبر "المركزية" عن عوامل أخرى قادت نتنياهو الى اثارة هذا الموضوع الحدودي اليوم، تتعلق بالتطورات المتسارعة في الاقليم.

وفي وقت يعد النفوذ الايراني في سوريا ولبنان أبرز ما يشغل بال تل أبيب، ولمّا كانت موسكو سارعت الى نقل تحذيرات الى نتنياهو من مغبة الذهاب أبعد في مسألة الانفاق وتوتير الوضع على الحدود، توجّه وفد من الجيش الإسرائيلي إلى روسيا لمناقشة عملية "درع الشمال" على الحدود مع لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي، حسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "جيروزاليم بوست"، إن رئيس إدارة العمليات الميجور جنرال اهارون هاليفي سوف يترأس الوفد. وخلال الزيارة التي تستغرق يومًا، يجتمع أعضاء الوفد مع نظرائهم الروس من أجل عرض المستجدات بشأن عملية "درع الشمال" وغيرها من القضايا، علما انها كانت مدار بحث بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي السبت الماضي.

وبحسب المصادر، فإن تل أبيب التي تحظى بدعم أميركي في ما تفعله لتدمير الأنفاق، تريد ابلاغ موسكو انها كانت تتوقع التزاما أكبر من جانبها بمسألة ضبط الوجود الايراني على حدودها الشمالية، الا ان ذلك لم يحصل. وصواريخ حزب الله التي قيل لها ان سيتم إبعادها الى عمق سوريا لمنعها من بلوغ الاراضي المحتلة، مازالت مكانها، وبالتالي فإنها لن ترضى بهذا الواقع.

الى ذلك، تقول المصادر ان اسرائيل التي تلمس اصرارا أميركيا متزايدا على التوصل الى تسوية تنهي الحرب السورية وأيضا الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وترسم اتفاقا نوويا جديدا مع ايران (وقد ظهر هذا الاصرار بالاتصالات التي تدور تحت الطاولة بين واشنطن والمعنيين بهذه القضايا في سلطنة عمان)، تحاول منذ الآن، جمع أوراق قوتها للضغط على طهران والدفع نحو تسوية تتلاقى والشروط والتطلعات الاسرائيلية. وما الحدود الشمالية ومسألة الأنفاق الا إحدى هذه الاوراق.

وبما ان ما يجري يصب في خانة تعزيز الشروط استعدادا للتفاوض، تقول المصادر ان حتى الساعة، خيار اندلاع حرب لا يزال مستبعدا، وأبرز دليل الى ذلك استمرار مشاركة الجانب الاسرائيلي في اجتماعات الناقورة الثلاثية التي تضم ممثلين عن الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي برعاية أممية. أما اذا استدعت المفاوضات تصعيدا في الموقف الاسرائيلي في المستقبل، على شكل تصعيد ميداني – عسكري، فعندها حديث آخر، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o