Dec 11, 2018 2:13 PM
خاص

تدخّل عون حكوميا دليل الى دقة الوضع..وفشل مساعي الوسطاء!
اقتراحات عدة قيد الدرس... ومصير المبادرة في يد "حزب الله"

المركزية- انتقل الملف الحكومي بشؤونه وشجونه وتعقيداته الى غرفة العناية الفائقة في قصر بعبدا منذ بعد ظهر أمس، حيث قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "التشمير" عن ساعديه، والتدخّل بشكل شخصي ومباشر، في عملية التأليف المعقّدة والملغومة بالشروط والشروط المضادة، علّه ينجح في انتشالها من "الكوما" التي تصيبها منذ 200 يوم. 

من حيث الشكل، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، إن الخطوة الرئاسية تدل الى ان كل المبادرات السابقة لتذليل العقد، والتي اضطلع بها أقرب المقربين من عون، مُنيت بالفشل ولم تكن على قدر التوقعات. الا انها تشير ايضا الى ان الوضع اللبناني بات حرجا ودقيقا ولم يعد يتحمّل مماطلة وتسويفا في ظل تكاثر التحديات، الامنية منها والاقتصادية. وقد قال عون اليوم بنفسه "رأينا ضرورة اخذ المبادرة من اجل تأليف الحكومة لا سيما ان الاخطار اكبر من ان نتحمل، والمبادرة يجب ان تنجح. وإذا لم تنجح فستكون هناك كارثة".

في المضمون، أحيطت المحادثات والاقتراحات التي تقدم بها عون لكسر الجمود الحكومي بكتمان شديد، الا ان المصادر تشير الى ان من الخيارات المطروحة، ان يكون الوزير السني من حصة عون ولكن من خارج "اللقاء التشاوري" ومن خلال شخصية غير استفزازية يسمّيها أعضاؤه. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يستبعد تكرار ما حصل إبان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عندما كان للسنّة 7 مقاعد وللشيعة 5 بدلا من 6 ، أي أن يُقدم على مقايضة بين وزير شيعي من حصته، والوزير السني الموجود في حصة الرئيس عون، فيذهب المقعد لصالح ممثل سنّة 8 آذار والمرجح ان يكون النائب قاسم هاشم.

الا ان المصادر توضح ان اي اتفاق بين الرؤساء الثلاثة لم يحصل أمس وان الخيارات ستكون محط مشاورات اضافية في قابل الايام، حيث سيشكّل وجود الرئيس الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل في لندن للمشاركة في المنتدى الاقتصادي اللبناني – البريطاني، مناسبة للبحث في المستجدات، خاصة وأن رئيس الجمهورية سيستقبل عصرا وفدا من "حزب الله"، أبرز المعنيين بالعقدة السنية الكأداء.

والحال، تضيف المصادر، أن ما سيسمعه اليوم من الوفد سيساهم الى حد كبير في تحديد مصير المبادرة. فاذا لمس عون ليونة لدى الحزب، واستعدادا للتعاون عبر استخدام "مَونته" على "التشاوري" لتخفيض سقوفه، أمكن ان تبصر الحكومة النور قبل الاعياد. أما إذا اكتفى الوفد بالاستماع وأحال الرئيس عون الى سنّة 8 آذار للتفاوض معهم، فذلك يعني ان التخبط والتعثر سيستمران. وهنا، توضح المصادر ان عوامل كثيرة تدخل على الخط، يتداخل فيها المحلي بالاقليمي، لعلّ ابرزها الصراع على الثلث المعطل الذي لا يزال التيار الوطني الحر وحزب الله يتنافسان عليه، فيما يرفض الرئيس الحريري ذهابه لاي طرف ويتمسك بصيغة العشرات الثلاث.

فهل يقبل الجميع بالتسوية، ويُلاقي الحزبُ عون في منتصف الطريق ويتم الافراج عن الحكومة؟ أم ان "وفاء" الضاحية لحلفائها سيبقى الاقوى ولو دفع العهدُ ثمنَه؟ الساعات المقبلة ستحمل الجواب، وفق المصادر، علما ان النائب الوليد سكرية أكد اليوم في حديث اذاعي "إصرار اللقاء التشاوري على تمثيله بنائب من اللقاء"، رافضا "أن يتمثل "اللقاء" في الحكومة من حصة الرئيس عون، انما أن يكون له وزير مستقل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o