Dec 11, 2018 7:21 AM
صحف

مشاورات عون المُفاجئة:آخر خرطوشة!؟

 هل يؤدي التحرك الجديد المفاجئ الذي بدأه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس عبر جولة مشاورات سياسية، الى فتح المسارب ‏المقفلة امام انجاز الرئيس المكلف سعد الحريري تأليف الحكومة، أم تبقى دوامة الضغوط والاشتراطات التعجيزية كفيلة باحباط المسعى ‏الرئاسي الجديد ؟
‎ ‎الواقع ان الرئيس عون فاجأ الاوساط السياسية باطلاقه جولة المشاورات السياسية بدءاً بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ‏الحريري، في حين كانت ردود الفعل المتباينة والمختلفة تتسع على اعتزامه توجيه رسالة الى مجلس النواب في شأن ما بلغته أزمة تأليف ‏الحكومة. واذ بدا لافتاً ان تحيط دوائر قصر بعبدا طبيعة الافكار التي طرحها الرئيس عون على الرئيسين بري والحريري بكتمان شديد، ‏علما ان رئيس الجمهورية سيكمل تحركه بلقاءات اخرى اليوم وفي الايام القليلة القريبة مع عدد من الكتل النيابية، فان مصادر نيابية بارزة ‏قالت لـ"النهار" إن هذا التحرك يبدو انه كان البديل من الرسالة الرئاسية بعدما تبين ان حجم المشكلة التي تسببت بها الاصداء السلبية ‏للرسالة شكلت مؤشراً لضرورة احتواء الوضع، لكن الرئيس اراد من خلال اطلاق تحرك جديد تأكيد دوره وصلاحياته وعدم التراجع عن ‏القيام بتحرك ما يعكس عدم القبول باستمرار التآكل الحاصل تحت وطأة استمرار ازمة التأليف‎.‎‎ ‎
وأوضحت مصادر معنية بهذا التحرك ان المبادرة التي اطلقها رئيس الجمهورية بدعوته رئيسي المجلس والحكومة الى التشاور في بعبدا، ‏في إطار سلسلة لقاءات سيتابعها مع القوى المعنية بالأزمة الحكومية، ليس معروفاً بعد مضمونها، وما اذا كانت جديدة او قديمة يعاد تفعيلها ‏لتحريك الجمود في الملف الحكومي. وسيلتقي الرئيس عون بعد ظهر اليوم وفداً من "حزب الله‎".‎‎ ‎
ورأت المصادر ان هذا المهم في ما يعمل عليه رئيس الجمهورية من غير ان تكشف مضمون المبادرة باستثناء انها "بداية حل ونجاحها ‏مرتبط بتجاوب المعنيين معها"، لكنها لم تغفل المصادر انها "آخر خرطوشة امام تأليف الحكومة‎".‎
‎‎ ‎وأشارت المصادر الى ان خيار الاقدام على هذه المبادرة سببه عدم احراز الاقتراحات او الطروحات التي قدمت سابقاً اي تقدم. وعكست ‏مناخاً ايجابياً في بداية مشاورات الرئيس عون، قائلة إنه كان يحضر منذ فترة لمبادرة تنهي الوضع القائم، أما وقد انطلق بها امس فهو يأمل ‏ان تثمر نتائج ايجابية وهذا مرهون باستجابة الافرقاء لها‎.‎‎ ‎
وأضافت المصادر انه في ظل تمسك كل فريق بموقفه، يدرك الجميع ان لا حل ولا حكومة وكان لا بد من تحرك يؤدي الى ولادة الحكومة ‏لأن الوضع لم يعد يحتمل، وان المشاورات الرئاسية التي تشمل المعنيين بالأزمة الحكومية هدفت أولاً وأخيراً الى تحمل الجميع ‏المسؤوليات ومحاولة التعاون من أجل الحلحلة المطلوبة. وتحدثت عن مسؤولية وطنية املت على الرئيس عون هذا التحرك اذ لا يمكنه ‏وحده المواجهة، مؤكدة ان لقاءه الرئيسين بري والحريري اتسم بالايجابية وأنه عندما تكون هناك ازمة لا بد من عرض افكار وبدائل.

لا رابح ولا خاسر: من جهتها، نقلت مصادر قصر بعبدا لـ"المستقبل" ارتياح رئيس الجمهورية للأجواء "الإيجابية جداً" التي سادت مشاوراته مع كل من ‏رئيسي المجلس والحكومة المكلّف، مشيرةً إلى أنّ بري كان متجاوباً إلى أقصى الحدود مع مبادرة عون وأبدى كل استعداد للمساعدة في ‏إنجاحها، كما أثنت على إيجابية لقاء عون والحريري بشكل بدّد كل كلام عن وجود فتور في العلاقة بينهما.
ورداً على سؤال، لفتت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية سيستكمل مشاوراته خلال الساعات المقبلة بما يشمل استقباله وفداً من "حزب ‏الله"، موضحةً أنّ عون إنما يريد أن يتحمل جميع الأطراف مسؤوليتهم في إيجاد صيغة حل "لا رابح فيها ولا خاسر" للأزمة الحكومية، ‏على أمل بأن تتبلور صورة هذا الحل نهائياً مع عودة الرئيس المكلّف إلى بيروت نهاية الأسبوع الجاري تمهيداً لوضع اللمسات النهائية على ‏عملية إعلان ولادة الحكومة.

لا صيغة حل محددة: وفي السياق، ذكرت المعلومات ان عون سيلتقي قيادات من "حزب الله" ومختلف الكتل والقوى ‏السياسية ساعياً الى تقريب وجهات النظر وبلورة الحلّ ما يسهم في توليد تشكيلة حكومية ‏مقبولة يلتفّ حولها الجميع. ويظهر حتى الان، وفق المعلومات، أن لا مؤشرات لصيغة محدّدة ‏بل مجموعة طروحات يفترض أن تأخذ طريقها الى النقاش بين المعنيين‎.‎
وفيما لم تستبعد مصادر معنية بالملف الحكومي إمكان ان تشمل مشاورات رئيس الجمهورية ‏نواب "اللقاء التشاوري" وشخصيات اخرى، لوحظ انه حتى يوم امس ، لم يكن ملحوظاً في ‏هذه المشاورات اي لقاء لرئيس الجمهورية مع النواب الستة ، الذين اكّدت اوساطهم "ان زيارة اي منهم الى عين التينة واردة في اي وقت بعد زيارة بري الى ‏بعبدا‎".‎ 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o