Dec 08, 2018 4:10 PM
تحليل سياسي

جبهة التشكيل هادئة بـــــــعد اشتباك الصلاحيات
موسكو علـــى خط التوتر جنوباً: للمحافظة على الاستقرار
"السترات الصفر" تشل فرنسا ومدرعات الشرطة في الشوارع

المركزية-  تشخص انظار العالم في الاتجاه الفرنسي رصدا للتطورات الميدانية التي ستحملها تظاهرات حركة "السترات الصفراء" التي فتحت مواجهة مباشرة مع الرئيس ايمانويل ماكرون، على رغم تنازل كبير بالتخلي عن ضريبة الوقود، قابله المحتجون "الصُفر" بإصرار على تنازلات اكثر من الحكومة لخفض الضرائب وزيادة الرواتب وخفض تكاليف الطاقة وصولا الى استقالة ماكرون وحكومته، على ما يرى بعض المراقبين. اما انظار اللبنانيين فشاخصة في اتجاه فُتات آمال متبقية لولادة حكومة مضى نحو سبعة اشهر على انتظارها علها "تزمط" من خرم إبرة تقاطع بعض المصالح الخارجية والداخلية، الا ان الرهان حظوظه شبه معدومة راهنا، في ضوء موجات التصعيد المتتالية التي تزيد الى تعقيد ازمة التشكيل تعقيداً والى توتر العلاقات بين المسؤولين والقوى السياسية توتراً.

"8 آذار توحّد صفوفها": فبعد الاشتباك الدستوري بين الرئاستين الاولى والثالثة امس حول نيّة رئيس الجمهورية توجيه رسالة الى مجلس النواب لمناقشة التعثّر الحكومي، خيّم الهدوء على جبهة التشكيل ولم تخرقه اي مواقف لافتة. وعلى الخط وفي معرض ردّها على الكلام عن ان البديل من الرئيس المكلّف سعد الحريري جاهز في ادراج الفريق السياسي المنضوي تحت لواء 8 آذار، اكدت مصادر "اللقاء التشاوري" لـ "المركزية" رفضها المس بصلاحيات الرئيس المكلف"، مشيرة إلى "اننا لا ندعو الرئيس الحريري إلى الاعتذار عن مهمته، فهذا امر يعود إليه، لكننا نريد منه ان يُسرّع الخطى على طريق التأليف، مجددة التمسك "بضرورة تمثيل "اللقاء" بأحد اعضائه حصراً، على ان يجري حوار بينهم وبين الرئيس المكلف في شأن الحقيبة التي ستُنسد إلى ممثله إلى طاولة مجلس الوزراء"، لافتةً الى "اتّجاه لدى قوى "8 آذار" لتوحيد كتلها النيابية لتعزيز موقعها في المواجهة الحكومية المقبلة، في حال اعتذر الحريري وقبل تكليفا جديداً". 

زحف اسرائيلي الى لبنان؟ اما اشكالية الانفاق الحدودية فجديدها اليوم تأكيد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، "انه لا يستبعد زحف جيش بلاده الى لبنان مضطراً للتصدي لتهديد انفاق "حزب الله" التي تم كشفها اخيراً، واشار الى "ان وحدات الجيش تعمل حتى الآن للعثور على الأنفاق وتدميرها داخل اراضي إسرائيل"، مستثنياً احتمال ان يؤدي دخول الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية، إلى مواجهة كبيرة مع "حزب الله".

روسيا على خط التهدئة: وفي مقابل التهديد الاسرائيلي المبطّن الذي وجهه كاتس الى لبنان، دخلت موسكو على خط التهدئة من باب اتصال رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفق ما اعلن الكرملين اليوم في بيان،    مشيراً الى "ان نتنياهو اطلع بوتين على تفاصيل العملية التي قامت بها إسرائيل على طول الخط الحدودي الشمالي مع لبنان، واكد الرئيس بوتين لنتنياهو على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وفقاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 1701، وعلى اهمية التنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في ضوء عمليات الجيش الإسرائيلي على طول الخط الشمالي مع لبنان"، ولفت بيان الكرملين إلى "ان الرئيس الروسي نتنياهو اتفقا على عقد لقاء قريب بينهما".

زاسبكين...انها بروباغندا: وغداة تأكيد قائد قوات "اليونيفيل" ستيفانو ديل كول "وجود نفق في بلدة المطلة قرب الخط الأزرق وزيارته لقائد الجيش العماد جوزيف عون، استبعد السفير الروسي الكسندر زاسبكين "اي تطوّرات امنية او تغيّر في الاستراتيجية جرّاء عملية "درع الشمال"، واضعاً ما يُثار من قبل اسرائيل حول النفق في اطار التكتيك بهدف البروباغندا وإثارة الرأي العام وليس لخلفيات امنية وعسكرية". وقال، في تصريح "لو كان الأمر خطيراً فعلا لتم بحثه في صالات مغلقة وعبر الخبراء ولجنة الناقورة ومجلس الأمن اذا اقتضى الأمر ذلك، ولا يمكن الحديث عن خرق لـ1701 من دون جمع المعطيات اللازمة من منظمات الأمم المتحدة في لبنان". واكد "ان الحكومة اللبنانية كما "حزب الله" لا يريدان التصعيد، فلا خوف على الامن والاستقرار في لبنان الذي يحرص عليه المجتمع الدولي ومجموعة الدعم الدولية".

اطلاق نار: اما ميدانيا، اطلقت قوة اسرائيلية النار في الهواء إرهابا بعد بعد انتشارها قرب الخط الأزرق في منطقة "كروم الشراقي" شرقي ميس الجبل بسبب الضباب الكثيف بعد تفاجئها بدورية روتينية لاستخبارات الجيش اللبناني. ولاحقاً اعلن الجيش الإسرائيلي "إطلاق نار تحذيرياً على 3 عناصر من "حزب الله" حاولوا الاقتراب من منطقة الأعمال الهندسية الخاصة بتدمير الأنفاق على الحدود مع لبنان قبل أن يلوذوا بالفرار".

وفي حين يحافظ الوضع على هدوئه في منطقة عمليات اليونيفيل جنوب نهر الليطاني، اعلنت ناطقة بإسم اليونيفل ماليني يانسن ان "اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن خرق حفارة اسرائيلية للخط الازرق امس، وتحققت بشكل مستقل من الخبر وتوصلت الى انه لم يكن هناك خرق".

عدوى الاحتجاجات: حياتياً، يبدو ان الاحتجاجات الفرنسية ايقظت حركات احتجاجية لبنانية مضت عليها اشهر، فانتقلت العدوى الى بيروت بعودة ناشطي حزب "سبعة" الى الشارع مطالبين بتشكيل الحكومة ورفضا للواقع المعيشي السيء، حيث اقفلوا الباب الرئيسي لمبنى الضريبة غير المباشرة tva في منطقة العدلية، وجميع مداخل المبنى الـ13 ونصبوا خيمة، وسط اجراءات امنية مشددة، رافعين لافتات وشعارات تطالب بانقاذ البلاد والاقتصاد، مؤكدين ان خطوة اليوم تحذيرية لن تكون الاخيرة وان هدفهم تشكيل حالة ضغط اكبر لحض المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم ومؤكدين الاتجاه الى خطوات ضغط اكبر في الايام المقبلة تعتمد عنصر المفاجأة ستطال مرافق عامة إذا لم تُشكّل الحكومة.

مواجهات فرنسا: واحتلت فرنسا واجهة الاحداث الدولية للسبت الرابع على التوالي في اطار مسلسل احتجاجات "السترات الصفر" على سياسات الرئيس ايمانويل ماكرون الاقتصادية. واتخذت السلطات الفرنسية إجراءات امنية تُعتبر سابقة، في باريس ومدن اخرى، ونشرت السلطات نحو 89 الف شرطي في انحاء البلاد و14 مدرعة لقوات الدرك، اضافةً الى آليات مصفحة لتفكيك الحواجز لتفادي تكرار حوادث الأسبوع الماضي، وتم إغلاق جميع محطات المترو وبرج إيفل والمعالم السياحية الأخرى والمتاجر لتجنّب اعمال النهب، وطُلب من المحال التجارية كافة في الشانزليزيه وضواحيها اغلاق ابوابها تحسّباً لاي تصعيد في باريس، في وقت يستعد الرئيس ماكرون للخروج عن صمته وتوجيه كلمة الى الفرنسيين الأسبوع المقبل. واعتقلت الشرطة الفرنسية اكثر من 500 شخص، واطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين تجمعوا في محيط قوس النصر وكانوا يريدون الوصول إلى القصر الرئاسي، إلا ان قوات الأمن منعتهم، فيما تعالت هتافات من المحتجين تطالب الرئيس ماكرون بالاستقالة.  ورفعت المستشفيات هي الأخرى درجة يقظة اجهزتها وعناصرها استعداداً لاستقبال  المصابين الذين بلغ عددهم المئات، السبت الماضي.

روحاني والارهاب الاقتصادي: في المقلب الاقليمي، اكد الرئيس الايراني حسن روحاني "ان خروج اميركا من الاتفاق النووي هو احد انواع الإرهاب الاقتصادي ضد بلادنا"، ولفت خلال مشاركته في اعمال الاجتماع السداسي لمكافحة الارهاب في طهران، الى "ان من يستهدف إيران وروسيا والصين وتركيا وباكستان وافغانستان هو المتهم الأول في بث التفرقة بيينا". واوضح "اننا اليوم على اعتاب هجوم شامل يستهدفنا ويستهدف الأواصر العريقة بين بلادنا لمواجهة الإرهاب". وحذّر من "طوفان مخدرات ولاجئين وقنابل وإرهاب" إذا أضعفت العقوبات قدرة إيران على التصدي لهذه المشاكل".

قمة خليجية: خليجياً، تستضيف السعودية غداً اعمال الدورة الـ39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز ومشاركة لافتة لقطر بعد ازمة استمرت عاماً ونصف العام، عقب قطع المملكة والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر. ويعوّل على القمة للمّ الشمل الخليجي وترتيب البيت الداخلي بعد المشكلات التي عصفت به جرّاء الازمة الخليجية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o