Dec 07, 2018 5:12 PM
أخبار محلية

مدلّلي:جامعة الدول العربية اعتنت بلبنان

القت الممثلة الدائمة للبنان في الأمم المتحدة الدكتورة آمال مدللي، كلمة خلال النقاش المفتوح على مستوى الوزراء في مجلس الأمن، بعنوان "دور الدول والترتيبات الإقليمية والأمم المتحدة في الوقاية من النزاعات وحلها"، قالت فيها: "سيدي الرئيس، إسمحوا لي أولا أن أهنئ بعثة ساحل العاج لتوليها رئاسة المجلس لشهر دسيمبر، ولعقد هذا النقاش المهم. كما أود أن أشكر الرئيس أوتارا على خطابه الملهم في الأمس وأيضا الأمين العام السيد أنطونيو غوتيريس، ورئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي السيد موسى فكي محمد، على ملاحظاتهم القيمة".

اضافت: "يستمر عالمنا اليوم في مواجهة تحديات خطيرة غير مسبوقية لناحية السلام والأمن. فيما تتواصل التحديات التقليدية، كالأزمات الداخلية والحروب والتوترات الإقليمية، تظهر تهديدات جديدة أيضا، منها، الأعمال الإرهابية وتهديدات الأمن السيبيرالي والتأثيرات المعاكسة للتغير المناخي وغيرها الكثير، على نحو لم نشهد مثله يوما. أمام الأمم المتحدة موجة هائلة من الأزمات الأمنية الواجب معالجتها، لناحية عددها ونطاقها على حد سواء. هذا الواقع المرير إنما يؤكد أهمية العمل الجماعي لحل النزاعات، ويؤكد أيضا الحاجة الطويلة الأمد للوقاية منها كوسيلة أساسية لبناء السلام ولاستدامته".

وتابعت: "لقد سبق للأمين العام أن وضع الوقاية في قلب رؤيته لإصلاح هندسة السلام والأمن الأمميين. كما أولى عناية خاصة لأولوية إنشاء شراكات متينة بين أصحاب المصالح خلال معالجة التهديدات التي تطال السلام والأمن، يشمل ذلك تقوية التعاون بين الدول والأمم المتحدة والتجمعات شبه الإقليمية".

واردفت: "سيدي الرئيس، كما أشار الرئيس أوتارا إلى أن ساحل العاج يجب أن يكون مصدر إلهام باعتبار إعادة الإعمار التي تلت النزاع، وهو بالفعل كذلك. على نحو مماثل، يشكل لبنان مصدر إلهام في ما يتعلق بالنهوض مجددا بعد النزاعات. يشكل لبنان مثالا ملموسا عن كيف يمكن للتعاون المتعدد المستويات أن يلعب دورا حاسما في حل النزاعات، كما في إعادة بناء الإقتصاد بعد النزاع وبناء السلام. بعد حرب مدنية مدمرة اندلعت في العام 1975 ودامت 15 عاما، شهد لبنان اجتياجا إسرائيليا شاملا، تبعه احتلال إسرائيلي لعاصمة عربية ولمساحة شاسعة من أرضنا، وبفضل العالم العربي والمجتمع الدولي، استطاع لبنان أن ينهض مجددا".

ولفتت الى أن "المجتمع الدولي عمل مكثفا لإعادة السلام للبنان ولإنهاء الإحتلال. كما كان للأمم المتحدة مساهمة مركزية في تلك الجهود، حيث لعب الكثير من مقررات مجلس الأمن، لا سيما القرار 425، دورا مهما في هذا الخصوص. أما المبادرات العربية، فلم تقل أهمية عن الآنف ذكره، إذ أبقت جامعة الدول العربية لبنان تحت بالغ عنايتها، فبادرت إلى عقد محادثات سياسية وإرسال المبعوثين وحتى في بعض الأحيان إلى نشر قوات مشتركة لتهدئة النزاع. علاوة على ذلك، أنهى اعتماد اتفاق الطائف في العام 1989 حربنا الأهلية المدمرة. هذا الإتفاق توج عملية سياسية وطنية سهلتها المبادرات الإقليمية ودعمتها الامم المتحدة والمجتمع الدولي".

وأكدت "سيظل اللبنانيون دوما ممتنين لجهود المضيف المملكة العربية السعودية، ولتمكين مظلة جامعة الدول العربية لتحقيق السلام. وهذا هو أفضل مثال عن كيف يمكن للتعاون والتضامن الإقليميين أن ينتجا السلام".

اضافت: "على الرغم من ذلك، كما قال أمين عام الإتحاد الإفريقي البارحة في هذه القاعة: "إسكات الأسلحة هو الخطوة الأولى"، يبدأ العمل الحقيقي لترسيخ السلام بعد ذلك، الحاجة كبير إلى عمل هائل بعد انتهاء الصراع المدني، بغية حفظ السلام وإجراء مصالحة وطنية وإعادة إعمار البلد والمجتمع، وتمتين أسس الديموقراطية المجددة. كما ساعد لبنان في التعافي بعد النزاع، استمرار هذه المقاربة الجماعية على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية. وهنا مجددا، وفرت المساعدة العربية والدعم الدولي نقلة لا بد منها لبلدي لناحية إعادة الإعمار بعد الحرب وإعادة إحياء المؤسسات والإقتصاد. لم نكن لنفعل ذلك لوحدنا".

وقالت: "كما أن القيادة مهمة جدا - لقد قاد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عملية إعادة إعمار هائلة أحيت البلد من جديد وأنعشت اقتصاده. ولا نزال نتمتع بالثمار حتى اليوم. أما اليوم، تبقى الأمم المتحدة مساهما أساسيا في السلام والأمن في لبنان. وبفضل بعثتها لحفظ السلام "اليونيفيل"، الوضع في جنوب لبنان هادئ بشكل عام، الأمر الذي يساهم في الاستقرار العام للبلاد وجوارها. ويستمر مكتب المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ووكالات الامم الكتحدة كافة في دعم عمل الحكومة اللبنانية اللامتوقف من أجل استدامة السلام والمنفعة الإقتصادية، على الرغم من التحديات الهائلة، خصوصا في ما يتعلق بوضع اللاجئين السوريين".

واردفت: "أما مؤتمرات روما 2 وسيدر وبروكسل، فهي الدليل الأخير على الالتزام الدولي والإقليمي باستقرار بلدي ومصلحته. كما أنها تشكل مثالا جيدا عن كيف أن جهود التعافي بعد النزاع وبناء السلام في حالة بلد واحد هي استثمار طويل الأمد في السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي. بينما تحرس المنظمات الدولية ركائز القانون الدولي، تقوم المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية بتأمين الإطار الذي يتيح فهما أفضل وأعمق للمشاكل الامنية الإقليمية والمحلية والاستجابة لها، ومن الواضح أن تكامل البنى الدولية والإقليمية هو شيء يجب البناء عليه في نضالنا الجماعي نحو السلام والأمن العالميين، وكما قال الأمين العام غوتيريس، فالمقاربة الكلية للسلام هي الطريق الصحيح لتحقيق سلام وأمن طويلي الأمد". 
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o