Dec 07, 2018 4:35 PM
تحليل سياسي

العلاقات الرئاسية تنتكس:عون يريد إعادة التكليف الى المجلس..لا سحبه؟!
الحريري يرفض حكومة 32 :عرف جديد في التأليف.. ويتمسك بـ"التسوية"
حزب الله يعطي الرئيس المكلف "فرصة" ودل كول عند قائد الجيش عارضا "الأنفاق"

المركزية- بدل ان تزيد المستجدات المتسارعة أمنيا أكان في الداخل او على الحدود الجنوبية، اللحمة المحلية، وبدل ان تُقابَل برص للصفوف وبحرص على سدّ النوافذ كلها التي يمكن ان تدخل منها رياح الفتن والحروب، وأخطر هذه الابواب غيابُ حكومة حقيقية كاملة الاوصاف والصلاحيات، سجّلت العلاقات بين القطبين الابرزين المنوطة بهما مهمة قيادة "السفينة" الى برّ الامان- عنينا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري- انتكاسة قوية، خرجت الى العلن بشكل واضح اليوم، للمرة الاولى منذ انطلاق مسار التأليف، مرخية ظلالا سلبية على مصير عملية التشكيل ككل، اذ بدا معها ان التخبط مستمر وان لا مخرج في الافق.

عون يعيد التكليف: في وقت ذهبت وسائل اعلامية بعيدا في اللعب على وتر خلاف استجدّ بين بعبدا وبيت الوسط على خلفية رفض الاخيرة صيغة 32 وزيرا، اعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اليوم في بيان ان "الكلام الذي تناقلته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والمنسوب الى رئيس الجمهورية لم يكن دقيقا وبعض ما جاء فيه اتى خارج السياق واعطي تفسيرات متناقضة لا تنطبق مع مواقفه المعلنة في اكثر من مناسبة". غير ان المكتب في المقابل لم ينف توجّه رئيس الجمهورية الى اعادة كرة التكليف الى ملعب مجلس النواب للبت فيه، اذا قال "رئيس الجمهورية يعتبر ان حق تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة منحه الدستور الى النواب من خلال الاستشارات النيابية الملزمة. وبالتالي اذا استمر تعثر تشكيل هذه الحكومة، فمن الطبيعي ان يضع رئيس الجمهورية هذا الامر في عهدة مجلس النواب ليبنى على الشيء مقتضاه".

..ولا يريد سحبه؟: في الموازاة، أكدت مصادر مطلعة على مواقف الرئيس "أنه لا يريد سحب التكليف من الحريري، إنما هو أقسم اليمين الدستورية على حماية الدستور". الا ان المصادر نقلت عن عون "انزعاجه من عدم قبول بعض الافرقاء السياسيين وخصوصا الحريري وسنة 8 آذار، لمجموعة طروحات ومن بينها حكومة الـ32 وزيرا". واوضحت ايضا أن عون" لم يبد استياء من سفر الحريري إنما من التأخير في التشكيل".

الحريري يرد: على اي حال وإزاء التصعيد الرئاسي في وجهه، خرج "المستقبل" عن صمته ووضع النقاط على الحروف. فأكد مصدر مقرب من الرئيس الحريري في بيان مطوّل ومفصل ان "الرئيس المكلف يتحمل، في نطاق صلاحياته الدستورية، مسؤولياته الكاملة في تأليف الحكومة، وقد بذل اقصى الجهود  للوصول الى تشكيلة ائتلاف وطني تمثل المكونات الاساسية في البلاد، وهي التشكيلة التي حظيت بموافقة رئيس الجمهورية ومعظم القوى المعنية بالمشاركة، ثم جرى تعطيل اعلانها بدعوى المطالبة بوجوب توزير كتلة نيابية، جرى اعدادها وتركيبها في الربع الاخير من شوط التأليف الحكومي".

32 من خارج السياق: ولفت الى ان "موقف الرئيس الحريري من توزير هذه المجموعة النيابية لم يعد سراً، واذا كانت مشاورات الاسابيع الأخيرة قد تركزت على ايجاد مخرج مقبول، يتجاوب مع الصلاحيات المنوطة بالرئيس المكلف ومكانته التمثيلية في الحكومة، فان المسار الذي اتخذته تلك المشاورات لم يصل الى النتائج المرجوة بسبب الاصرار على الاخلال بالتوازن وتقليص التمثيل السياسي للرئيس المكلف، الأمر الذي يضفي على الحكومة العتيدة شكلاً من أشكال الغلبة يرفض الرئيس الحريري تغطيته بأي شكل من الاشكال، مؤكدا ان "الرئيس المكلف كان صريحاً منذ الأيام الاولى للتكليف بانه يفضل العمل على حكومة ائتلاف وطني من ثلاثين وزيراً، وان الاقتراح الذي يطالب بحكومة من ٣٢ وزيراً، هو اقتراح من خارج السياق المتعارف عليه في تشكيل الحكومات"، لافتا الى ان "اعادة استحضار هذا الاقتراح لتبرير توزير مجموعة النواب الستة، وإنشاء عرف جديد في تأليف الحكومات أمر غير مقبول اكد الرئيس المكلف رفضه القاطع السير فيه.

تمسك بالتسوية: واذ لفت الى ان أحداً لا يناقش الحق الدستوري لرئيس الجمهورية بتوجيه رسالة الى المجلس النيابي، فهذه صلاحية لا ينازعه عليها أحد، بمثل ما لا يصح ان يتخذها البعض وسيلة للنيل من صلاحيات الرئيس المكلف وفرض أعراف دستورية جديدة تخالف نصوص"، أكد المصدر في المقابل ان "مسيرة التعاون بين رئيس الجمهورية وبين الرئيس سعد الحريري هي التي شكلت جسر العبور من مرحلة تعطيل المؤسسات الى مرحلة اعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية ودورها. واذا كان البعض يجد في تكرار التعطيل وسيلة لفرض الشروط السياسية، وتحجيم موقع رئاسة الحكومة في النظام السياسي، فان الرئيس الحريري لن يتخلى عن تمسكه بقواعد التسوية السياسية التي انطلقت مع انتخاب فخامة الرئيس".

حزب الله: في الأثناء، سألت مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" عما اذا كانت رسالة الرئيس الى البرلمان يمكن ان تساعد في التأليف أو أنها تعقّده، خاصة وأن خيار سحب التكليف من الحريري شبه مستحيل لتمسك خصومه به قبل الحلفاء، أقلّه حتى الساعة. وفي السياق، أكدت مصادر حزب الله لـ"المركزية" "اننا حتى الان لا نزال نُعطي الرئيس الحريري "فرصة" لتشكيل الحكومة، فالاوان آن للتشكيل"، رافضةً ربط هذه "الفرصة" بمهلة زمنية محددة"، موضحةً "ان رسالة عون الى مجلس النواب هدفها "الحض على الاسراع بالحكومة، وليس لها تأثير كبير على عملية التشكيل". وكشفت "ان باسيل هو من رفض طرح توزير احد النواب السنّة الستة من حصة رئيس الجمهورية".

المسعى مستمر: من جهتها، أكدت مصادر نيابية في تكتل لبنان القوي لـ "المركزية" أن فكرة "استبدال الرئيس الحريري " بشخصية أخرى غير مطروحة الآن، بل إن كل ما في الأمر أن الرئيس المكلف، ومن موقعه، يعد المسؤول الأول عن التشكيل وعليه أن يتحمل مسؤولياته في هذا الاطار لأن الأمور لم تعد تحتمل مماطلة وتسويفا، لافتة في المقابل الى ان مسعى باسيل مستمر وان الاجواء السلبية التي أفيد انها احاطت لقاءه الحريري غير دقيقة.

الى لندن: على صعيد آخر، علمت "المركزية" ان الحريري أرجأ زيارته الى باريس نظرا الى الاوضاع المتوترة التي تشهدها فرنسا، والى المستجدات لبنانيا ايضا، على ان يتوجه الى لندن في 12 الجاري للمشاركة في منتدى الاعمال والاستثمار اللبناني – البريطاني.

الوضع الجنوبي: جنوبا، وغداة تأكيد قائد قوات "اليونيفيل" ستيفانو ديل كول "وجود نفق في بلدة المطلة قرب الخط الأزرق على الحدود بين لبنان وإسرائيل"، ينتظر لبنان الحصول على ايضاحات أوفر من المنظمة الدولية. وفي السياق، أفيد ان اليونيفيل سترفع  تقريرا عن الموضوع الى رئيس الجمهورية في الايام المقبلة. وقد استقبل اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون، دل كول، وبحث معه الاوضاع المستجدة على خط الانسحاب.

فوشيه: وليس بعيدا، أكد السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه ان "قوات اليونيفل تقوم بعملها بشكل ممتاز على الحدود الجنوبية التي تعتبر حساسة، وقال: "كلنا نعرف خروقات القرار ١٧٠١ وهي كثيرة. ولكن لنا ثقة بعمل اليونيفيل على اعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية". الى ذلك، شدد على أن لبنان بحاجة الى حكومة بأسرع وقت ممكن لكي يستطيع الاستفادة من مقرارات ومشاريع مؤتمر روما ومؤتمر سيدر ومؤتمر بروكسيل. ولفت الى ان "تعثر تأليف الحكومة يولّد خطر خسارة هذه المشاريع".

عثمان: أمنيا، ولدى خروج المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان من حفل تدشين مبنى السرية الاقليمية الاولى وافتتاح فصيلتي الرملة البيضاء والروشة النموذجيتين في الاونيسكو،اكد ردا على سؤال عن مقتل محمد ابوذياب في الجاهلية أن "قوى الأمن ليست من أطلق النار، وكلّ ما يشاع يأتي ضمن حملة التشويش لا أكثر". وعن إمكانيّة إعادة إحضار وهاب، أجاب عثمان: "نحن نحتكم الى القضاء، وبمجرّد أن يعطي أيّ إشارة، عندها تأكدوا أننا نحضره، نحن أقوياء كفاية وعندما تأتينا إشارة قضائية ننفذها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o