Dec 07, 2018 1:29 PM
خاص

قرار بعبدا اعادة كرة التكليف الى المجلس النيابي..هل يُنتج حكومة؟
خطوة لا تساعد في التأليف بل تعكر العلاقة مع الحريري وتزيد الضغط عليه!

المركزية- تلبّدت المناخات على الضفة الحكومية مجددا، وبدا ان مسعى وزير الخارجية جبران باسيل لتذليل العقدة السنية بلغ الحائط المسدود. ففيما كانت الفكرة الاساسية التي يروّج لها "وسيط الجمهورية" تقوم على توسيع الحكومة لتتحول من 30 الى 32 وزيرا، لم يلق هذا الطرح قبولا في بيت الوسط.

الرئيس المكلف سعد الحريري أبلغ باسيل رسميا في لقائهما مساء أمس رفضه الاقتراح. الا ان موقفه السلبي هذا، كان وصل الى قصر بعبدا قبل وصول وزير الخارجية الى دارة الحريري، الامر الذي يبدو "أزعج" رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المستعجل التأليف، فقرر الاخير نقل "اللعبة" الى مكان آخر وهو يتجه الى اتخاذ خطوة "إرسال رسالة الى مجلس النواب" في شأن التخبّط الحاصل. لكن هل ستكون نتيجتها "حكومة"؟

مصادر سياسية مطّلعة تقول لـ"المركزية"، إن أبرز تداعيات الاجراء الرئاسي المنتظر، هو توتير العلاقات بين بعبدا وبيت الوسط. فالمكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية أوضح في بيان صادر عنه اليوم ان "رئيس الجمهورية يعتبر ان حق تسمية دولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة منحه الدستور الى النواب من خلال الاستشارات النيابية الملزمة ( المادة 53- الفقرة 2). وبالتالي فاذا ما استمر تعثر تشكيل هذه الحكومة، فمن الطبيعي ان يضع الرئيس هذا الامر في عهدة مجلس النواب ليبنى على الشيء مقتضاه".

وذلك يعني، بحسب المصادر، ان الرئيس عون غير راض عن أداء الحريري ولم يعد يغطّي ما يقوم به ويرمي كرة تكليفه في مرمى مجلس النواب، لتحديد موقفه منه. الا ان رئيس الجمهورية يدرك جيدا، بحسب المصادر، أن أيا من الكتل الوازنة، الحليفة منها والخصمة للحريري، ليس في وارد التخلي عن تكليفه، كل منها لاعتباراتها الخاصة. وعليه، تلفت الى ان الغاية من الرسالة، اذا ما أُرسلت الى البرلمان، "معنوية" لا أكثر، وهدفها القول ان "الاستمرار في الوضع على ما هو عليه، لم يعد مقبولا".      

بعد سرد هذه المعطيات، تقول المصادر ان الخطوة الرئاسية المرتقبة لن تثمر اذاً، ولادة حكومية، حتى انها من المستبعد ان تسحب الثقة من الحريري ومن تكليفه. وجلّ ما ستخلقه هو زعزعة علاقات الرئاستين الاولى والثالثة، وزيادة الضغط الذي يمارس اليوم من قبل حزب الله وسنّة 8 آذار على الرئيس المكلّف للرضوخ لشروطهم في التأليف خاصة لناحية توزير سنّي معارض من أعضاء "اللقاء التشاوري"، بما يشكّل ضربة"" لـ"تيار المستقبل"، وهو ما لن يقبل به الرئيس الحريري، ما يعني ان التخبط في التشكيل سيكون مرشحا لفصول اضافية.

واذ تجزم ان نية الرئيس عون صافية وهي "أكل العنب الحكومي" لا قتل الناطور، تقول المصادر ان "الرسالة" لن تفي بالغرض بل قد تعطي نتائج عكسية. فهل تراجع بعبدا حساباتها وتزين سلبيات وايجابيات اي خطوة قبل الاقدام عليها؟ أما أنها فعلت ذلك سلفا واتفقت مع حلفائها على أن أوان وضع الحريري خارج اللعبة آن، وأن البديل جاهز لخلافته؟ الخيار الثاني مستبعد، أقلّه حتى الساعة، وبالتالي من الضروري البحث عن آليات اخرى للخروج من الازمة، أبرزها تقديم الجميع تنازلات والذهاب نحو حلول لا تكسر احدا ولا تعطي هدية "الثلث المعطّل" لاحد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o