Dec 06, 2018 4:38 PM
اقتصاد

مدير مؤسسة المياه: المياه الجوفية لامست حدود الخطر

جال رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران على منطقة إقليم الخروب، حيث كان في استقباله النائب محمد الحجار وعدد من فاعليات المنطقة ورؤساء وأعضاء مجالسها البلدية ومختاريها. وقد رافقه مدير التوزيع في المؤسسة المهندس ربيع خليفة. واستهل جبران جولته بزيارة للنائب الحجار في منزله، في حضور رئيسي اتحادي اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار والجنوبي جورج مخول.
 

ونبه جبران الى أن "المياه الجوفية في لبنان لامست حدود الخطر، فيما هي ثروة يجب الحفاظ عليها لاستخدامها كاحتياط في السنوات التي تتراجع فيها كميات الأمطار، خصوصا أن الكلام يتزايد عن تصحر في العقود المقبلة". أضاف: "هناك سبعة وسبعون ألف بئر محفورة في لبنان من بينها خمسة وعشرون ألفا فقط مرخصة والبقية آبار عشوائية!" وإذ أكد "العمل على المنظومة التي تنفذها المؤسسة والتي تقوم على إنشاء السدود التي تحول دون ضياع مياه الأمطار هدرا وذهابها إلى البحر"، أسف لكون قطاع المياه "غير منظم حيث تقوم الجهات المعنية سواء وزارة الطاقة أو مؤسسة المياه أو مجلس الإنماء والإعمار بتنفيذ مشاريع مرتبطة بالمياه، إنما ليس بشكل متكامل ومتشابك. فنحن نحتاج إلى منسق واحد لكل المشاريع المرتبطة بالمياه بحيث تتمكن كل الجهات المعنية من تشبيك الأمور مع بعضها البعض للحصول على أفضل نتيجة ممكنة".
 

وأعلن أنه طالب في خلال اجتماعات عقدت مع معنيين في وزارة الطاقة والموارد المائية والكهربائية ووزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار بتوحيد المشاريع والأشغال التي يتم تنفيذها والتي تتعلق بالمياه.
 

ووعد بتركيب ما يمكن وصفه ببازل مشاريع المياه "بحيث لا تتشتت هذه المشاريع، بل يتم توحيدها"، داعيا البلديات واللجان العاملة فيها إلى "إعلام المؤسسة بما يتم تنفيذه من مشاريع مائية كي يكون لدى مؤسسة المياه خريطة متكاملة تتمكن على أساسها من توزيع المياه بالتساوي وحفظ الحق للجميع".
 

وأكد جبران "أن الإصلاح مستمر داخل مؤسسة المياه، وان نسبة تأثير الموظف على توزيع المياه تبلغ خمسين في المئة"، مشددا على أنه يسعى لتحسين الأداء للقيام بنقلة نوعية في أداء الموظفين، "علما أن على المواطنين والمسؤولين المحليين مساعدة المؤسسة على بلوغ هدفها، لجهة توقيف سرقة المياه وفتح العيارات".
 

وقال: "لا مرجعية سياسية تحمي مخالفين أو موظفين فاسدين، وإذا تم ضبط المخالفات والهدر في المياه، نكون قد حللنا ستين في المئة من المشكلة التي نسعى لحلها في شكل كامل مع إكمال المنظومة المائية".
 

بدوره بادر الحجار، جبران قائلا: "لقد استمعت من رئيسي اتحادي بلديات اقليم الخروب ومن رئيسي اكبر بلديات في الاقليم شحيم وبرجا، وانا اعلم قدراتك ومدى متابعتك لحاجات ومشاكل الناس".
 

أضاف: "بوجودك اليوم معنا تعطي نموذجا عن المسؤول الذي يقوم بواجباته تجاه المواطنين، فالمياه حق من حقوق الانسان ومياه الشرب حق من حقوق الانسان، ونحن ضمناها في قانون المياه الذي صدر عن المجلس النيابي منذ نحو شهر ونصف شهر، والذي سنضيف اليه بعض التعديلات في المرحلة المقبلة".
 

وقال: "سعادة المدير العام، لقد سمعت معاناة الناس وانا على ثقة انها ستكون موضع متابعة من قبلك، وان شاء الله سنتابع اللقاءات مع البلديات واتحادات البلديات، وهنا اتمنى على رئيسي الاتحاد تزويدنا لائحة بالمطالب الاساسية، اما من خلالي او مباشرة للمدير العام من اجل متابعتها".
 

ثم انتقل جبران يرافقه الحجار إلى خزانات بسابا التي تتغذى منها نحو ثلاث وثلاثون قرية في مناطق إقليم الخروب. وتحدث رئيس البلدية مايز مشموشي فقال: "نحن نقدرك ونقدر مناقبيتك، وان شاء الله من خلال الحل الذي تقدم به النائب محمد الحجار لدى مجلس النواب واتخذ القرار بانشاء الآبار، نأمل ان تحل مشكلة المياه في اقليم الخروب وان نحافظ على جزء من الثروة التي منحنا الله إياها. وبالنسبة الى بسابا، البئر لم تستكمل ونحن على ثقة بأنك لا تقصر ابدا".
 

ثم تحدث جبران فقال: "يشرفني ان ازور بلدة بسابا البلدة التي احبها فانا احب الاقليم واهله واعرف الطيبة التي يتمتعون بها. وجودنا اليوم في الاقليم ليس منة لنقول لكم عملنا خزان او جر مياه لانه مع الاسف اصبحنا في لبنان اذا قام احد بمشروع ما يمنن الناس به. وانا اقول ان ما نقوم به هو واجب علينا ويجب الا نتكلم به لانه من حق كل الناس ان تشرب وان يكون لديها بالحد الادنى مياه وكهرباء وطرقات وهي امور اساسية.
 

بالامس كنت في مؤتمر في الاردن وبكل صراحة فكرت بعمق ذاتي اننا في لبنان لدينا المقومات ولكن يجب تفعيلها وتجديدها لان هناك دول كثيرة لا زالت وراءنا، لهذا السبب فان جولتنا اليوم هي لكي نرى بام العين ونلمس وجع الناس الذي نعرفه ولنقول لكم اننا كمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان معكم وهي تفكر بالمواطن علما اننا غير قادرين على اعطاء المواطن حقه مئة بالمئة فنحن مقصرين في اماكن وفي اماكن اخرى نطلب منكم ان نتعاون. وتابع المهندس جبران قائلا إن مشاريعنا كبيرة ومدروسة ففي المياه هناك عدة جهات تعمل، هناك الوزارة ومجلس الانماء والاعمار والمؤسسات ووزارة الاشغال، وكل المشاريع التي تنفذ غير مرتبطة بشخص واحد. لهذا السبب نحن كمؤسسة نحاول ربط هذه المؤسسات مع بعضها ونحاول تفعيل المشاريع، فهناك شبكات في القرى منفذة وهناك آبار غير مجهزة وخزانات عير مستعملة وجولتنا اليوم هي لكي نعلم اين يمكننا ان نربط المشاريع مع بعضها لتصبح مشاريع متكاملة لتستفيد كل القرى بالتساوي. اكيد بسابا ستكون راس النبع بالمياه وستعطي لكل القرى ولن تحجب المياه عن احد، فخطة مؤسسة المياه هي اعطاء المياه بالتساوي. واكد ان ابواب المؤسسة مفتوحة امام الجميع، ونوه بالنائب محمد الحجار ومتابعته الحثيثة لان همه الناس والقرى والاقليم".
 

وبعدها تم تفقد محطة رفع الصرف الصحي في الجية حيث تقوم مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بإنشاء حوض ترسيب لمحطة الرفع وإعادة تأهيل المضخات في انتظار إنشاء محطة الرفع المقترح إنشاؤها من مجلس الإنماء والإعمار على عقار قريب بقدرة تصريف تصل إلى ألف متر مكعب في الساعة. وتحدث جبران فتناول مشكلة مجرور الصرف الصحي "الشهير" في البلدة، مؤكدا أنه "بالتنسيق مع البلدية تم التوصل الى حل لهذه المشكلة، علما انها ما زالت بحاجة الى متابعة من مجلس الانماء والاعمار للستكمال محطة التكرير"، موضحا ان "ما هو ضمن نطاق عمل المؤسسة ستقوم به، وهي تتدخل بشكل مباشر ضمن صلاحياتها".
 

ولفت الى أن "المؤسسة تتدخل في مشاريع الصرف الصحي التي تتسلمها، وهي تضع يدها بيد كل الوزارات وتقوم بدورها بشكل جدي ولديها ثقة بعمالها ومدرائها ومهندسيها". وأكد متابعة مشروع الصرف الصحي في الجية مع مجلس الانماء والاعمار وتحسين المياه من خلال شبكة جيدة.
 

بدوره عبر رئيس البلدية جورج القزي عن ثقته برئيس مصلحة المياه وفريق العمل، داعيا كل "من يحب الجية وشاطئها للتوجه اليها"، ومؤكدا ان "ما حصل العام الماضي لن يتكرر. وشاطئنا سيكون مثالا لكل من يحب البحر، فشاطئ الجية انظف شاطئ".
 

وأخيرا، تحدث الحجار فقال: "اشكر الاستاذ جان جبران الذي لبى دعوتنا للقيام بهذه الجولة على منشآت تقع ضمن صلاحيات المؤسسة. وبالنسبة الى المدير والفريق العامل معه نقول ان هذه نوعية المسؤولين التنفيذيين الذين نتمنى ان يكونوا موجودين في البلد لانهم ينزلون الى الارض فورا لمعالجة اي امر متعلق بآلام الناس ومعاناتهم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o