Dec 06, 2018 2:19 PM
عدل وأمن

الشدياق في تكريم محامين في يوبيلهم الذهبي:
كنتم على قدر الرهان رغم تصرف حكامنا

المركزية- كرّم مجلس نقابة المحامين في بيروت مجموعة من المحامين لمناسبة مرور خمسين عاما على انتسابهم الى النقابة، (اليوبيل الذهبي)، في حفل اقيم في فندق حبتور- سن الفيل، حضره المدير العام لوزارة العدل ميسم النويري ممثلة وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي، الامين العام لاتحاد المحامين العرب ناصر الكريوين، رئيس مجلس شورى الدولة هنري خوري، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، نقيب المحامين في بيروت اندره الشدياق، نقيب المحامين في الشمال محمد المراد وأعضاء مجلس النقابة ولجنة صندوق التقاعد ونقباء حاليون وسابقون.

الشدياق: وألقى النقيب الشدياق كلمة بالمناسبة قال فيها "أن تكرم نقابة المحامين في بيروت ما دأبت عليه إستهلالا منذ 9 أيار 1974 (على ما ورد في ص 130 من كتاب اليوبيل الماسي)، واستأنفته في مطلع التسعينات غداة انزياح تعبيرات الحرب الدموية المدمرة عن لبنان، فيه تكريم لمن أكملوا الخمسين عاما ونيف في مزاولة مهنة المحاماة".

وأضاف أن "الخمسين نقشت على جبينكم أماجيد الرؤوس المضفورة بأكاليل العلم والخلق، فلا يحسب النقيب لقاء هذا الأمسية مناسبة إحتفالية يتراكم فيها الوقت وينقضي معها الزمان، فعناؤكم والكد أضفيا على سيرتكم أكرم الألقاب وأشرف النعوت. متحلقون نحن هذه العشية بإعجاب وإكبار حول أعلام من المهنة، لإلقاء التحية على نسور المحاماة التي نزلت على دور العدل نزول كريم على كريم، وكان لهم تقادم هذا الزمن علامة ثبات وشهادة إنتصار لصبرهم على صعاب مضت من عمرهم وما قضت على حلمهم".

وتابع "خمسون سنة تآخيتم فيها سلاحا، سلاح القلم والكلمة، وتساويتم جهادا، حتى بتم مزدانين بحكمة الشيوخ يوم كنتم شبابا، وأراكم الساعة، وأنتم شيوخ، تتحلون بنشاط الشباب، لأنكم عملتم على مقاتلة الظلم بصلابة لا تسعها قدرة، بفكر لا يحصره أفق، وبطموح لا تحده غاية".

وقال "من بيروت أنتم، أو إلى بيروت جئتم، من ساحل، من ريف، من جبل، من حدود جنوبية وشمالية وشرقية، من لبنان، من كل دولة لبنان الكبير التي أعلنت في الأول من أيلول 1920 غداة ولادة نقابتكم في السادس من شباط 1919. فتنتم ببيروت، بزهوها الخلاب وتألقها المشع، فرحتم تحاكون أساتذة القانون القدامى المنحوتة تعاليمهم على جدران مدرسة الحقوق الرومانية المهدمة. في وسط العاصمة، أسستم مكاتبكم وأثثتم رويدا رويدا الغرفة تلو الغرفة فيها، واقتنيتم الكتب والمجلات القانونية، الكتاب تلو الكتاب، والمجلة تلو المجلة، وغالبا ما كانت مشترياتكم منها تصرف من مدخراتكم القليلة لا بل أحيانا قبل كفاف عائلاتكم بكسرة من خبز".
وأضاف "كم كنت أرغب لو قيض لي خلال لقائنا بعض فسحات أقف خلالها أمام كل إسم من أسماء الزملاء المحتفى بهم للتنويه بإنجازاتهم العديدة والعطايا الكثيرة، غير أنه كيف لي ان أراكم مواسم حصاد أعمال كل واحد منهم بما يستحق، فأكتفي بإستذكار ثمراتهم على مدى أكثر من خمسين من المواسم، دون أن أنسى الزميلات الأربع بينكم اللواتي شققن طريقهن معكم على خطى الزميلتين الأستاذتين بولين تامر ونينا طراد حلو المنتسبتين إلى نقابتنا منذ 1932".

وختم "على الرغم من تصرف حكامنا والمسؤولين بعكس القواعد والمبادئ والمفاهيم القانونية التي تنشأتم عليها في جامعاتكم وفي مسيرتكم المهنية، لم تستسلموا أيضا وأيضا. فكنتم على قدر الرهان. آمنتم بالحق. عشقتم المهنة. أحببتم تراب الوطن الذي تلوح اليوم بوادر نهضته من خلال الكرامة المستعادة والإستقرار الداخلي المحقق وإتحاد أبنائه في نسيج واحد يحدوهم الأمل بالإستقلال والحرية والسيادة. إكملوا المسيرة إلى حيث شاء الله، ولا تترجلوا من جياد قدتموها دوما نحو النصر، لا تهجروا مكاتبكم ولا تغادروا المحراب الذي لم تبارحوه في مطالع أيام مهنتكم".

قمبريس: ثم القى أمين سر نقابة المحامين جميل قمبريس كلمة، قال فيها "أيها المكرمون، بوركتم في هذا اليوم العظيم. أنه يومكم، أنتم من امتهنتم المحاماة أقله لنصف قرن ... مهنة مارستموها بينكم وبين أنفسكم قبل أن تظهروا بها على الناس، فكانت إنعكاسا لإيمانكم، وللصورة التي كونتموها في أعماق أنفسكم عن هذه المهنة. آمنتم بالمحاماة رسالة، قبل ان تلجوها وسيلة لكسب العيش. أردتموها رسالة الدفاع عن الحق، والإنتصار للحق".
قرطباوي: وتحدث، باسم المكرمين، الوزير ونقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي، فقال "انها لحظات تمتزج فيها العاطفة بالذكريات، ويترنح فيها الإنسان بين عقله وقلبه. أتطلع بأوجه زملائي الذين أولوني شرف التكلم بإسمهم في هذه الأمسية، فتعود بي الذكريات الى السنين الطويلة التي قضيناها معا في قصور العدل، وعلى درب الجلجلة أحيانا، عنيت بهذه الأخيرة سنوات الحرب العبثية. وتطغى علي في نفس الوقت سعادة اللحظة برؤية رفاق درب جمعتنا معا مبادئ أساسية تقوم عليها مهنة المحاماة ورسالتها، وأصول التعامل بين الزملاء، ضمن شرعة أخلاقية وضعها المحامون لأنفسهم منذ قرون عدة ولا يزالون".

وتابع "رافقني منذ شبابي حلم كبير، وأكاد أغيب عن هذه الدنيا وما زال الحلم حلما. حلمت، كما حلم زملائي المكرمين والأكثرية الساحقة من الزملاء، حلمت بسلطة قضائية مستقلة تكون الحجر الأساس في بناء وطن الحريات ودولة القانون"، مشيرا الى أن "إذا سقط هذا الحلم سقط الوطن، موطنا لأولادنا وأولاد أولادنا. ووصيتي اليوم لأولادنا، ومن بينهم زملاء محامون، أن يثابروا على الحلم، عله يتحقق، فمن لا يحلم بالأفضل يتراجع الى الوراء".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o