Dec 05, 2018 3:38 PM
خاص

نتنياهو المُحرج في الداخل الاسرائيلي أطلق "درع الشمال" لتعزيز موقعه!
ورقة للتعويض عن "ليونته" في غزة ومنفذ للهروب من الانتخابات المبكرة

المركزية- في كلام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي امس ابان اعلانه انطلاق عملية "درع الشمال"، إشارة الى ان الأنفاق- التي زعم بأن حزب الله حفرها من الاراضي اللبنانية الحدودية الى الاراضي المحتلة-  ليست حديثة المنشأ بل رصدها الجيش الاسرائيلي منذ سنوات. فهو قال إن "خلال حرب تموز، كشفت إسرائيل منظومة تحت أرضيّة لـ"حزب الله" في لبنان"، لافتا الى ان "الحزب مستمرّ بتطوير هذه البنية تحت الأرض كجزء من جاهزيته للقتال". واذ اشار الى أنّ "جرى تشكيل طاقم تكنولوجي استخباراتي لمتابعة "التهديد تحت الأرضي" للحزب منذ العام 2014، وأضاف "جاء كشف حفر أنفاق حزب الله قبل ان تشكل تهديدًا فوريًا للمستوطنين"، متهمًا الحزب بتجاهل مقررات القرار الأممي 1701... فلماذا قررت تل ابيب اليوم بالذات، وليس بالامس أو غدا، التحرك عسكريا لهدم الانفاق؟

مصادر دبلوماسية غربية تقول لـ"المركزية" إن من الضروري النظر الى التطورات السياسية والميدانية، في الداخل الاسرائيلي، للوصول الى الإجابة. فرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو محرج وفي وضع غير مريح. أولا، بسبب قراره وقف العملية العسكرية في غزة ضد "حماس" وإبرامه هدنة مع الفصائل الفلسطينية، وما تبعه من زعزعة للائتلاف الحكومي الذي يقوده، حيث قدّم وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان من الحكومة احتجاجا على "ليونة" نتنياهو وتراجعه امام "إرهاب" حماس.

الا ان تداعيات موقفه "المهادِن" في القطاع، لم تقف هنا، بل توسّعت لتتحوّل مطالبات بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، لن تذهب نتائجها بطبيعة الحال، لصالح فريق نتنياهو وحزبه. وما يفاقم وضعه حراجة، هو توصية الشرطة الإسرائيلية، منذ ايام قليلة، بتوجيه تهمة الفساد والرشوة لرئيس الوزراء وزوجته سارة، حيث يشتبه في أن الزوجين منحا امتيازات لشركة الاتصالات بيزيك، مقابل استفادة نتنياهو وزوجته من تغطية إعلامية إيجابية، موضحة أنها المرة الثالثة التي توصي فيها الشرطة بتوجيه الاتهامات لنتنياهو الذي نفى "المزاعم" التي جاءت في القضية المعروفة برقم 4000.

وعليه، تلفت المصادر الى ان تحريك الجبهة الشمالية في هذا التوقيت، قد يكون للتعمية على الاخفاقات التي يواجهها نتنياهو، على اعتبار ان إطلاق "درع الشمال" قد يكون تعويضا عن وقف المواجهات في غزة، ومَنفَذا للهروب من اية انتخابات محتملة، فهي لا يمكن ان تحصل فيما الجيش منهمك بعمليات عسكرية وبردّ تهديدات تتربص الكيان العبري...

الا ان المصادر توضح ان هذا النشاط من المستبعد ان يذهب أبعد، أي ان يتحوّل الى "حرب" على حزب الله، ذلك ان نتائجها لن تكون هي ايضا، لصالح نتنياهو سياسيا. في المقابل، تقلل المصادر ايضا من احتمال مبادرة الحزب الى اشعال مواجهة مع الجيش الاسرائيلي نظرا الى انهماكه في ميادين عربية كثيرة ابرزها سوريا، وخوفا ايضا من ان تقود خطوة كهذه من قِبله، الى إفقاده الحضن الشعبي لبنانيا، نظرا الى ان البلاد في غنى عن اي حروب في ظل اوضاعها الاقتصادية والسياسية والامنية الهشة، كما ان اي "دعسة" ناقصة يقدم عليها، قد تطيح المكاسب التي حققها في سوريا، وتقضي على تلك التي حققها لبنان من مؤتمر "سيدر".

"درع الشمال" اذا "عراضة" هدفها الاول "تقوية" موقف نتنياهو اسرائيليا، لا أكثر، أقلّه حتى الساعة، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o