Feb 14, 2018 12:16 PM
خاص

عقد ترتيب العلاقات الرئاسية اكتمل بزيارة الحريري عين التينة هل يتحرك رئيس الحكومة لرأب الصدع بين بري وباسيل "على البارد"؟

 

المركزية- سواء للوقوف في وجه الأطماع والتهديدات الاسرائيلية، أو حرصا على العهد وانتاجيته وصورته محليا وخارجيا، المهمّ ان العلاقات عادت الى طبيعتها بين الرئاسات الثلاث بعد مرحلة توتر شديد كادت تطيح السلم الاهلي، دخلتها البلاد مع توقيع رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري مرسوم أقدمية الضباط لدورة 1994 من دون عرضه على وزير المال لتوقيعه، ما أغضب رئيس المجلس نبيه بري، وقد تفاقمت الازمة بشكل خطير بعد تسريب فيديو وزير الخارجية جبران باسيل المسيء الى الرئيس بري.

هذه الصفحة طويت مع اتصال الرئيس عون برئيس مجلس النواب ودعوته الى المشاركة في اجتماع في القصر الجمهوري يحضره ايضا الرئيس الحريري. فكان لقاء بعبدا الاول الذي أرسى جملة تفاهمات ووجد تسويات وسطية لكل الملفات الخلافية بين بعبدا وعين التينة وعلى رأسها أزمة المرسوم، كما أدخل تعديلا الى متن قانون الانتخاب لجهة البطاقة الممغنطة، فانكسر الجليد وعاد الدفء يسيطر بين "العماد" و"الاستاذ" الذي وصف اللقاء بالممتاز، وقرر الفصل بين علاقته بالرئاسة الاولى وبين علاقته برئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.

وسط هذه الاجواء، التقى الرؤساء الثلاثة مرة ثانية منذ ايام قليلة في مؤشر ايجابي اضافي يدل الى عودة التنسيق والتعاون بينهم، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، غير ان اللافت كان ما أعقب هذا الاجتماع، اذ تبعته زيارة لافتة قام بها الرئيس الحريري الى عين التينة. هذه الزيارة، بحسب المصادر، أتت لتستكمل حلقة المصالحات الرئاسية ومسارَ ترتيب البيت الداخلي الرسمي.

فبعد التهدئة على جبهة بعبدا – عين التينة، كان لا بد من ترطيب الاجواء ايضا بين الاخيرة وبيت الوسط لتنقية المناخات المحلية نهائيا من ترسبات أزمة المرسوم. وقد أتى اللقاء في هذا السياق، وسادته مودة وحفاوة حيث استبقى رئيس المجلس رئيس الحكومة الى مائدة الغداء، وكان "خبز وملح" حقيقي وسياسي بين الرجلين، بحسب المصادر.

وفي أعقاب اعادة رص الصف الرسمي، والذي سيساعد بلا شك في تحصين موقف لبنان لجبه التحديات الكثيرة التي يواجهها اليوم، تبقى "لطخة" سوداء نافرة في المشهد الداخلي، تتمثل في الفتور بين رئيس المجلس ووزير الخارجية. وهنا، ترجّح المصادر ان يتحرك الرئيس الحريري لرأب الصدع، وتتوقع ان يعمل لجمع باسيل بوزير المال المعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل بعيدا من الاضواء علّ اللقاء يؤسس لمعالجة تدريجية للتشنج الذي تركه "فيديو محمرش" بين بري وباسيل. وتقول المصادر ان رئيس الجمهورية لن يضطلع بمسعى توفيقي بين الرجلين لأكثر من اعتبار أولها موقعه السياسي والمعنوي، وإن حزب الله ايضا لن يدخل وسيطا على هذا الخط بعد ان اعلن بوضوح مساندته الرئيس بري في الخلاف الذي نشب. وعليه، تبدو هذه الكرة في ملعب الرئيس الحريري، الذي يتوقع ان يبادر لردم الهوة من موقعه الوسطي، وعلى البارد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o