Nov 26, 2018 4:28 PM
تحليل سياسي

مسعى باسيل مستمر:وزير سنّي "ملك" من حصة عون..هل يحل الازمة؟
حزب الله متمسك بالحريري "حتى اللحظة"... وجعجع: لحكومة بمن حضر
عين التينة تضم صوتها الى بعبدا و"الحاكم" يطمئن الى الاستقرار النقدي

المركزية- فيما المشهد الحكومي على حاله من الرتابة والمراوحة السلبية، بدا ان ثمة اتصالات مستمرة في الظل بين القوى السياسية المعنية بالعقدة السنية، لمحاولة تفكيكها وايجاد حل يكون "وسطيا" لها على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم". غير ان المراقبين يحاذرون في البناء على هذه المساعي ويخشون اصطدامها بحائط مسدود، خاصة اذا ما اصر كل طرف على مطالبه ورفض التنازل عنها. فلا شيء يوحي حتى الساعة بأن اللقاء التشاوري في وارد وضع ماء في نبيذه، تماما كما حزب الله الذي صوّب مقربون منه في الساعات الماضية اعلاميا، على الرئيس المكلف سعد الحريري.

حلحلة قريبة؟: على وقع قول رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل اليوم، ردا على سؤال عما اذا كانت وساطته لحل عقدة تمثيل نواب سنة 8 اذار في الحكومة، توقّفت: "طبعا لم تتوقف"، تحدثت مصادر مراقبة عبر "المركزية" عن خطوات عملية ستتخذ بهدف إيجاد مخرج للعقدة السنية المستجدة والتوصل الى تشكيل الحكومة، ملمّحة الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد يحلّ الأزمة من حصّته. وتتمحور الاتصالات القائمة اليوم حول مَن من السنة الستة سيكون الوزير "الملك". وفي وقت تشير الى ان "باسيل يميل لاختيار النائب عبد الرحيم مراد، بما أنه خاض الانتخابات على لائحة التيار الوطني الحر في البقاع"، تلفت المصادر الى ان "حزب الله يرشّح النائب فيصل كرامي للوزارة. الا ان النائبين كرامي وجهاد الصمد عضوان في "التكتل الوطني" الذي يضم "المردة" والنائب فريد هيكل الخازن والنائب مصطفى الحسيني، والممثل في الحكومة بحقيبة أساسية هي وزارة الأشغال، مما سيحتم عليه التنازل عنها مقابل حقيبتين عاديتين، في حال توزير أحدهما". ولا تستبعد المصادر ظهور بوادر حلحلة حكومية هذا الاسبوع، وقد يكون الحل الوسطي بتوزير نجل النائب عبد الرحيم مراد، تطبيقاً لمبدأ "لا غالب ولا مغلوب".

لإسكات الاصوات: وفي انتظار تبيان موقف الرئيس الحريري من هذا المخرج، علما انه ذهب بعيدا في رفضه توزير اي من الستة، لفت قيادي في تيار المستقبل الى ان الحملة على الرئيس المكلف ستزيد من تفاقم الوضع وعلى حزب الله أن يُسكِت الأصوات التي تدور في فلكه، متوجها إلى سنّة 8 آذار بالقول "إذا كنتم تعتبرون أن الحريري يريد أخذ البلاد إلى حلف أميركي - إسرائيلي فلماذا تريدون المشاركة في حكومته"؟ وشدد القيادي على ان ما من توجّه لدى الحريري للاعتذار عن تشكيل الحكومة.

لا تراجع "حتى اللحظة": في المقابل، اكدت مصادر "حزب الله" لـ"المركزية" "ان لا تراجع عن الحريري في تشكيل الحكومة "حتى اللحظة"، واوضحت "ان لا مهلة لتكليفه"، الا انها اشارت في الوقت نفسه الى "ان "البلد تعبان" ولا يحتمل المزيد من التأخير". وجزمت "بان لا تنازل عن دعمنا تمثيل نواب السنّة الستة".

بمن حضر او تفعيل الحكومة: وسط هذه الاجواء، و"لأن الوضع الاقتصادي والمعيشي لم يعد يحتمل ومنعا لانزلاقه الى الهاوية"، دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري "اللذين يتحملان المسؤولية الدستورية في التشكيل واللذين يمسكان "القلم" وصلاحيات التوقيع في يدهما، الى اتخاذ قرار حاسم: فإما يقولان لحزب الله "نريدك في الحكومة، اعطنا اسماء وزرائك"، فإذا سلّمهما اياها كان به، والا يشكلان حكومة بمن حضر"، أو عليهما، ونظرا لحساسية الوضع ونظرا لضرورة اتخاذ أقله بعض الخطوات الضرورية والاساسية لمنع تدهور الواقع الاقتصادي أكثر، الاتفاق على عقد جلسات حكومية للضرورة على غرار جلسات تشريع الضرورة، كي تُتخذ خلالها بضع خطوات اساسية جوهرية لمنع سقوط لبنان في الهاوية". ورأى جعجع في حديث لـ"المركزية" ان "هناك طروحات كثيرة اليوم عن الاستثئار والهيمنة. ولكن مهلا. هناك قواعد لتأليف الحكومات معمول بها في لبنان منذ 75 عاما. وفي اتفاق الطائف، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يتشاوران ويقرران الانسب حكوميا، ويتحملان وزر التشكيلة التي يضعان، سلبا او ايجابا في المجلس النيابي. ولكن لا يمكن لأحد منعهما من التأليف وفق الطريقة التي يريانها مناسبة"، مؤكدا ان "علينا الحفاظ على الثوابت كي لا يلفظ الطائف أنفاسه".

الامس قبل اليوم: في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري "أننا نردد مع رئيس الجمهورية انّنا لم نعد نملك ترف تأخير تأليف الحكومة، فهي حاجة بالأمس قبل اليوم وليس امامنا سوى التفاؤل بالخير والدعاء". وجاء كلامه خلال استقباله في عين التينة نظيره البلجيكي سيغفريد براك الذي كان زار بعبدا حيث اكد ان بلاده ستساهم في دعم قضايا لبنان في المحافل الدولية.

نزوح واصلاحات: وفي القصر الجمهوري، اكد رئيس الجمهورية ان الحل الامثل لازمة النازحين السوريين هو في عودتهم الى المناطق الامنة في بلادهم، "لان ربط هذه العودة بالتوصل الى حل سياسي للازمة السورية يترك مجالا للشكوك في ما خص بقاءهم في الدول الموجودين فيها لاسيما وان تجربة الشعب الفلسطيني لا تزال ماثلة امامنا، وقد مرت 70 سنة وحل القضية الفلسطينية لم يتحقق بعد". وابلغ الرئيس عون رئيس مجلس النواب البلجيكي "ان لبنان طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة بان يصار الى تقديم المساعدات الى النازحين السوريين بعد عودتهم، لانهم بذلك يساهمون في اعادة اعمار بلدهم وبناء منازلهم. كذلك طالب لبنان بزيادة المساعدات التي تقدم اليه للمساهمة في اعادة اعماره وتعزيز اقتصاده وتطوير البنى التحتية فيه". واكد رئيس الجمهورية ردا على سؤال أن "الحكومة المقبلة ستعطي للاصلاحات اولوية لتواكب نتائج مؤتمر "سيدر"، اضافة الى تطبيق "الخطة الاقتصادية الوطنية" التي انجزت وتنتظر ان تقرها الحكومة الجديدة لتوضع موضع التنفيذ.

الاستقرار النقدي مستمر: وفي سياق متصل، اجرى عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة جولة افق حول التطورات المالية والنقدية في لبنان والمنطقة. وقال الحاكم انه اكد للرئيس عون " ان الاستقرار النقدي في لبنان مستمر والامكانات متوافرة لذلك".

عزل غصن: خارجيا، وبعد شركة "نيسان"، صوّت مجلس ادارة شركة "ميتسوبيشي موتورز" لصالح عزل كارلوس غصن من منصب رئيس المجلس بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز". وتم تعيين الرئيس التنفيذي أوسامو ماسوكو رئيسا موقتا لمجلس الإدارة.

92 قتيلا: سوريًّا، وفي وقت اصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً يقضي بتعديل الحكومة طال 9 حقائب بينها الداخلية، قتل 92 عنصراً من قوات سوريا الديموقراطية منذ الجمعة في هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية ضد مواقعها في محافظة دير الزور في شرق البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "إنها الحصيلة الأكبر لقوات سوريا الديموقراطية في هجوم واحد للتنظيم منذ تأسيسها" في تشرين الأول العام 2015 لتشكل تحالفاً يضم فصائل كردية وعربية مدعومة أميركياً.

اليمن: اما في اليمن، فأكد المتحدث باسم التحالف العربي ان "الجهود مستمرة بخصوص مفاوضات سلام في السويد رغم مساعي الحوثيين عرقلتها"، وقال ان "الميليشيات تتحصن في المناطق المدنية بما فيها المساجد والمستشفيات في الحديدة"، مشيرا الى ان "ميليشيا الحوثي تتعمد تعطيل سفن وتفريغ حمولاتها في الحديدة والصليف".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o