Nov 21, 2018 9:03 AM
صحف

انقلاب ومؤامرة على غصن:طُعن من الخلف

تهدد الأنباء الصادمة الآتية من اليابان بالقبض على كارلوس غصن، رئيس مجلس إدارة تحالف «(رينو) – (نيسان) – (ميتسوبيشي)»، الإرث المتألق والإنجازات الفريدة التي حققها غصن خلال تاريخه العملي الطويل. ومن المتوقع ان تتم إقالة غصن من جميع مناصبه بعد اجتماع مجلس إدارة "نيسان" هذا الأسبوع. وتبدو قصة غصن كأنها مسلسل درامي صعد بالرجل إلى اعلى مستويات النجاح ثم هوى به إلى منحدر سحيق لا نجاة منه. لكن تبقى في القضية شبهة مؤامرة ضد غصن طعنته من الخلف.

الاتهامات الموجهة إلى غصن جاءت بفعل فاعل مجهول حتى الآن قدم مستندات تدل الى ان غصن لم يفصح عن كل مداخيله المالية من وظيفته، اي التهرب من الضرائب، وانه استخدم موارد الشركة من اجل استعماله الشخصي. وتقول شركة "نيسان" انها اجرت تحقيقات داخلية لعدة اشهر من دون علم غصن.

وتهدد هذه الفضيحة التحالف القائم بين شركات التحالف، وهبطت على اثرها اسهم الشركات الثلاث في التحالف بمعدلات بلغت في المتوسط نحو 7 في المائة. ولا يجد غصن اي تعاطف حتى من الأشخاص الذي اختارهم بنفسه لكي يتبعوه في الإدارة مثل المدير التنفيذي لشركة "نيسان" هيروتو سايكاوا الذي علق على القضية بالقول "اشعر باليأس والإحباط والغضب". واشار سايكاوا إلى "ان مخالفات غصن استمرت لفترة طويلة".

وبعد كشف احد المصادر عن مخالفات غصن، استمر التحقيق الداخلي في الشركة عدة اشهر قبل إبلاغ مكتب المدعي العام الياباني.

وبلغت مداخيل غصن الرسمية في العام المالي الأخير ما يعادل 6.6 مليون دولار من "نيسان"، ومليوني دولار من "ميتسوبيشي"، و8.5 مليون دولار من "رينو"؛ اي ما يقدر مجموعه بنحو 17.1 مليون دولار.

ومن المقرر ان يفقد غصن وظائفه التنفيذية كافة في التحالف وفي الشركات الثلاث بعد القبض عليه، ويأتي القرار بعد اجتماعات لمجالس إدارات الشركات في الأيام المقبلة ومع كشف مزيد من المعلومات عن المخالفات وسماع دفاع غصن.

وخرجت بعض التقارير الإعلامية من اليابان تشير إلى بعض المخالفات، منها من محطة إذاعة "إن إتش كي" التي ذكرت ان شركة "نيسان" دفعت مبالغ طائلة في عقارات فاخرة لسكن غصن في 4 مدن حول العالم ليس فيها نشاطات تذكر لشركة "نيسان". هذه المدن هي بيروت وريو دي جانيرو وامستردام وباريس. لكن المعروف ان امستردام هي المقر الرئيسي للشركة المشرفة على التحالف، كما ان باريس هي مركز إدارة شركة "رينو".

كما اعلن مكتب المدعي العام انه تم إلقاء القبض على غصن ومساعده غريغ كيلي لعدم الإفصاح عن مبلغ 5 مليارات ين (44 مليون دولار) من الدخل الذي حصل عليه غصن في 5 سنوات بداية من عام 2011. كما سرّبت مصادر لم تعلن وكالة انباء "بلومبيرغ" عن اسمائها "ان غصن حوّل اموالاً مخصصة للاستثمار وتكاليف السفر والإقامة لشراء عقارات باسمه عبر وحدات استثمار خارج اليابان. ويمكن احتجاز غصن لمدة 23 يوما قيد التحقيقات وفقا للقانون الياباني".

مؤامرة وانقلاب

يتساءل كثيرون من الإعلام ومصادر الصناعة عمّا إذا كان كارلوس غصن قد تعرض إلى مؤامرة وانقلاب لإزاحته من المناصب التي احتلها طويلا ومنع كثيرين من الارتقاء إليها. وتقول وكالة "بلومبيرغ" ان المدير التنفيذي لشركة "نيسان" هيروتو سايكاوا نفى ان يكون في القضية مؤامرة، لكنه اعترف بأن التحقيقات الداخلية (من دون علم غصن) استمرت لعدة اشهر.

وفي مؤتمر صحافي عقده سايكاوا (65 عاما) في يوكوهاما لم يقل كلمة دفاع واحدة عن غصن؛ بل ركّز على خطورة التهم الموجهة إليه.

ولاحظ الإعلام ان سايكاوا لم يبد اي شعور بالأسف على الرجل الذي قضى 20 عاما في خدمة "نيسان" وانقذها من حافة الافلاس ورفعها إلى مصاف ثاني اكبر تحالف عالمي؛ بل ان سايكاوا اشار إلى "تركيز كثير من الصلاحيات في يد شخص واحد" كما ان تطلعاته إلى المستقبل كانت تعنى اولا بإزالة الجوانب السلبية من عهد غصن الطويل".

ووصفت وكالة "بلومبيرغ" الأمر بأنه يبدو كأنه انقلاب ضد غصن، وان التوتر القائم تحت السطح في التحالف انفجر اخيراً بشكل درامي. وكان غصن في السنوات الأخيرة يحاول أن يقترب من اهداف التحالف حتى يظل قويا بعد رحيله. والآن يبدو الوضع اكثر توتراً مع إزاحة غصن من المشهد. ووفقا لوكالة "بلومبيرغ"، فإن الانقلابات من هذا النوع نادراً ما تقود إلى مستقبل أفضل وغالبا ما تؤدي إلى حرب أهلية.

"الشرق الاوسط"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o