Nov 20, 2018 6:21 PM
متفرقات

لقاء في بيت مري عن روسيا العيش المشترك

أقام حزب المشرق بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي في بيت مري، لقاء حواريا بعنوان "روسيا العيش المشترك: تجربة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، بحضور وفد من الكنيسة الروسية ودار الافتاء الروسي.

وتحدثت مديرة المركز الثقافي الروسي في بيت مري جانين علوان فقالت: "تأكد مرة جديدة عبر التاريخ أن روسيا، بكل أطيافها، صديق وفي، وهي جوهرة يراها الجميع، ولكن علينا الحفاظ عليها في أصدق مكان وأشرق بناء، فالمكان هو المشرق، مهد الديانات والعقائد والأفكار الانسانية، وأما البناء فهو الانسان وقلبه ووجدانه والشعوب التي بعنفوانها وايمانها انتصرت وتنتصر". 


المر

وألقى نائب رئيس الحزب الياس المر، كلمة الحزب حيث أشاد ب"التجربة الروسية في التعايش بين المكونات الاجتماعية، لا سيما أنها تحترم التعددية في ظل ثقافة الحرية والوطنية، وتصنع من الاختلاف غنى، ومن التعددية وحدة حضارية تتكاتف بها الأيدي وتتشابك الزنود لتبني وطنا يليق بأجياله القادمة".

ولفت المر إلى "أن التجربة الروسية تحولت من نموذج روسي وطني إلى مدرسة عالمية لنشر ثقافة التعايش وحوار الاديان"، معتبرا أن "الأهم من ذلك، أن روسيا، ومع الرئيس فلاديمير بوتين الذي ارسى قواعد العلاقات الدولية الجديدة القائمة على مبدأ التعددية القطبية والتوازن العالمي الجديد، أرست مؤسسات كنسية وافتائية هي انموج جديد يرافق هذه النهضة الوطنية، ويصدر دروسا للعالم حول كيفية احترام التعددية والانصهار الوطني الذي يحفظ ويحترم الاختلاف ويصونه لكي ينزع منه كل فتيل قد يكون سببا يشعل خلافا نرى بأم العين كيف يهدم الحجر ويقتل البشر في مشرقنا الجريح، الذي نأمل ونثق في أننا سنداويه ونعيد بناء الانسان فيه، نحن وأياكم اليد باليد والكتف على الكتف".

بصل

وفي مداخلة عبر الهاتف من دير يواكيم وحنة في مدينة القدس، توجه الارشمندريت ملاتيوس بصل بالشكر إلى روسيا على دورها في المنطقة منذ القرن التاسع عشر، لا سيما في فلسطين، لافتا إلى أن "هذا الدور، الذي يحاول إعادة وجوده ودعمه لهذه المنطقة من جديد في هذا العصر، نحن نثمنه ونثمّن كل الأيادي التي تصطف حول توعية ودعم أبناء جلدتنا في هذا المشرق العظيم".

نصرالله

من جهته، أشاد رئيس رابطة الجاليات العربية في روسيا وعضو مجلس شؤون القوميات في الحكومة الروسية حسان نصرالله ب"التلاقي بين الوفد الديني الروسي واللبنانيين والسوريين"، معتبرا "أن هذا النوع من اللقاءات والنقاشات يساهم في التبادل المعرفي بين روسيا والمشرق العربي".

ميلينكوف 

بدوره، لفت الأمين العام لمجلس التعاون بين الجمعيات الدينية وممثل الإدارة الرئاسية في روسيا سيرغي ميلينكوف إلى أن "لبنان وروسيا يتشاركان التعددية الدينية"، مؤكدا أن "ثمة ما يمكن تعلمه من لبنان، وهو القدرة على التعايش السلمي بين مكوناته الدينية المتعددة، وكيف انعكس ذلك على نظام الحكم، الذي يضمن تمثيل المسيحيين والسنة والشيعية وغيرهم من الطوائف الدينية".

وتحدث ميلينكوف عن الدور الروسي في الشرق الأوسط، لافتا إلى أنه "بعد فترة تراجع شهدها هذا الدور بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فإن الصراعات التي شهدتها البلدان الشرق أوسطية بعد ذلك، دفعت روسيا إلى التحرك مجددا لتقديم المساعدة، لا سيما في مجال الحرب على الإرهاب".

وشدد على أن "الانتصار الكامل على الارهاب في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم من دون تمتين علاقات الصداقة بين المسيحيين والمسلمين على النحو الذي نشهده في لبنان حاليا"، مشيرا إلى انه "بعد الانتصار على الإرهاب ستصب روسيا جهودها على الجهود الانسانية، وتماما كما كانت الحال في السابق، حين فتحت روسيا المدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق الانسانية، ستواصل روسيا مساعدة شعوب المنطقة في هذا الميدان".

كوليكين

أما ممثل الكنيسة الارثوكسية الروسية الأب يوان كوليكين فأشار إلى أن "روسيا تستعيد دورها التاريخي في الشرق الأوسط"، مشددا على خصوصية هذا الدور، وما يستهدفه من مساعدة المجتمعات المحلية لكي تسلك طريق مستقبلها دونما فرض أية املاءات أو شروط عليها".
وأوضح الأب كوليكين: "كما تعلمون، فإن الكثير ممن جاؤوا إلى هذه المنطقة أتوا ليأخذوا شيئا من شعوبها وأراضيها، ولكن روسيا، سواء في التاريخ أو الحاضر، تريد فقط أن تكون مساعدة الناس على سلوك طريقهم الخاص إلى المستقبل، وهذا ما ينطبق ليس على الشرق الأوسط فحسب، بل في كل العالم، حيث من حق كل شعب أن يختار طريقه من دون أي تأثير من أي مكان أتى".

وأشار إلى أن "هذه المبادئ هي التي تحكم السياسة الخارجية لروسيا، وهي تنطبق على المستوى الكنسي، لأننا حين نأتي إلى سوريا أو لبنان أو أي مكان آخر، فإن هدفنا يبقى التعبير عن تضامننا الديني"، لافتا إلى "أننا على قناعة راسخة بأن دول المنطقة قادرة على إيجاد طريقها إلى المستقبل في حال رفعت عنها التأثيرات الخارجية".

رياخوفسكي

من جهته، قال ممثل الكنيسة الانجيلية الروسية سيرغي فاسيليفيتش رياخوفسكي "إننا على إدراك بأن الحلول المتصلة بالمشاكل التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما سوريا، وبالأخص مشكلة اللاجئين، تتم عبر المسارات السياسية، ونعلم أيضا أن اللاعبين الدوليين كثيرون، وأن ثمة لعبة كبرى تجري هنا، ويرجَّح أن تستمر، ولكننا نؤمن بأن كل ما يمكن فعله يجب أن يتم بإرادة الله، ففي الكتاب المقدس فإن (قلب الملك في يد الرب)، ونحن نصلي دائما لكي تكون قلوب حكامنا دوما في يد الله" مضيفا "سنواصل تقديم المساعدة، لاسيما للأطفال، الذين يعانون أكثر من غيرهم بسبب الحروب". 

وختم قائلا: "كلنا آباء، وأنا أب لدي ستة أبناء، ووالدي لديهم عشرة أبناء وعدد آخر من الأحفاد. كلنا يحب الأطفال، ولا نريد أن يعانوا، وسنعمل كل ما في وسعنا لوقف هذه المعاناة".

كورتشيكوف

أما الأب يرموغين كورتشيكوف فقال إنه "إذا نظرنا إلى تاريخ روسيا، لوجدنا أن الشعب الروسي قد وقف دائما إلى جانب الخير. يسعدني القول إننا مستمرون في السير على هذا الطريق، ففي التاريخ البشري كان هناك دائما خيار من اثنين، إما سلوك طريق الخير وإما سلوك طريق الشر، ونحن اخترنا الطريق الاول، وسنواصل ذلك".

النقاشات التي تلت الكلمات شملت كافة جوانب "إدارة التعددية الدينية" في روسيا الاتحادية، وفي هذا السياق، قال سيرغي ميلينكوف إن "في روسيا سلطات خاصة للتعاون بين الأديان، أهمها مجلس العلاقات بين الأديان، الذي يضم اربعة طوائف رئيسية، وهي الارثوذكسية والاسلام واليهودية والبوذية، كما أن هناك هيئة رئاسية لهذا الهدف، وهي تضم ممثلين عن مكونات دينية أخرى، بما يضمن التواصل بين المكونات الدينية نفسها من جهة، بين تلك المكونات والسلطة السياسية من جهة ثانية".

كذلك، تناول النقاش واقع الإسلام في روسيا، خصوصا في ما يتعلق بالمخاطر المرتبطة باحتمال انتشار الأفكار المتطرفة، حيث أشار ميلينكوف إلى أن "ثمة أمر مهم يشهده الإسلام في روسيا، وهو أن التعليم الاسلامي وإعداد الأئمة يتم في مدارس دينية روسية بحتة".

وأوضح أنه "بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، اقفلت الكثير من المدارس المختصة بتدريس الدين الاسلامي وإعداد الأئمة، والنتيجة كانت دخول افكار دينية من الخارج، ما تسبب في توغل بعض الأفكار المتطرفة"، مشيرا إلى أنه "لهذا السبب فإن تطوير المدارس الدينية في روسيا هو هدف دائم نعمل على تحقيقه". 
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o