Nov 17, 2018 1:29 PM
خاص

في زمن ترامب والعقوبات علـى ايـران...
الحزب للحريري: "نحنا منفصّل وإنت بتلبس"

المركزية- منذ اتخاذ حزب الله قرار إعادة ضخ الحياة في العقدة السنية التي تبدو اليوم السبب الرئيس لداء الشلل الذي يضرب محركات التشكيل، باستثناء تلك التي لا يزال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مصرا على تشغيلها لتسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري، انبرى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، كما غيره من الكوادر، إلى حصر أسباب التعطيل الراهن في بعدها المحلي البحت، بدليل أن نصرالله لم يتوان عن رفع سقف التحدي في مواجهة الحريري، حيث أكد بصريح العبارة أن الحزب يريد أن يكون الوزير السني (المحسوب على 8 آذار)، من الحصة الزرقاء، ما يؤكد إرادته في توجيه رسالة سياسية إلى الحريري في معقل، وهو الذي ارتضى قانونا نسبيا قلص عدد نواب المستقبل في المجلس النيابي، ما يبرر رد الحريري عن أنه لن يدفع فاتورة قانون الانتخاب مرتين، في مؤشر إلى مضيه بلا هوادة في معركة عض الأصابع التي يريدها الحزب.

على أن الجهد الكبير الذي تبذله الضاحية في هذا المجال، لا ينفي أن لبنان ليس جزيرة معزولة، بل أنه – ولسوء حظ شعبه- يقف دائما في مقدمة متلقي "الهزات الارتدادية" للسياسات الدولية، فكيف إذا كان المستهدف من الخيارات الدولية، والأميركية تحديدا، ايران، الراعي الأول للحزب، وباعتراف نصرالله شخصيا. 

من هذا المنطلق، تقرأ أوساط سياسية مطلعة عبر "المركزية" التعطيل الحكومي الذي لا يزال الحزب متمسكا به على أنه رد الضاحية المباشر والواضح على الفيتو الذي يرفعه المجتمع الدولي في وجه دخول وزراء حزبيين إلى الجنة الحكومية، علما أن الحريري كان قد سلف الحزب كثيرا بتجاوزه الرفض الذي يلاقيه ممثل من حزب الله على رأس وزارة الصحة، مع ما يعنيه خيار كهذا من احتمالات قطع المساعدات الدولية عن لبنان، فيما الدولة ذات الاقتصاد الهش، في أمس الحاجة إليها.

أما عن البعد "الايراني" للشلل الذي لا يزال الرئيس المكلف ، ومعه حلفاء الحزب وخصومه على السواء، تؤكد المصادر أن الرزمة الجديدة من العقوبات المشددة على ايران ترتبط ارتباطا وثيقا بتصعيد حارة حريك في وجه الجميع، بمن فيهم رئيس الجمهورية والعهد، وإن كان نصرالله جهد في التركيز على علاقته الجيدة مع بعبدا. وفي معرض شرح هذا الاستنتاج، تشير المصادر إلى أن دخول العقوبات حيز التنفيذ تفترض أن يبادر الحزب إلى تفصيل حكومة على قياسه، بدلا من ترك الشركاء في الوطن يخيطون تشكيلة تتجاوزه، أو على الأقل لا تناسبه، بل تماشي الأسرة الدولية في مواجهة طهران وتمددها في المنطقة.

وأبعد من ذلك، لا تخفي المصادر خشيتها من دخول الحكومة نفقا مظلما قد لا تخرج منه قريبا، حيث أن الضاحية مرتاحة إلى استمرار سريان العمل بحكومة تصريف أعمال تحكم بقرارها طويلا، ويستطيع الاستمرار

في ممارسة هذه السياسة، ما دام الحريري غير قادر على تأليف حكومة جديدة من دون مشاركة ممثلين عن حارة حريك، ما يعني أن حزب الله لا يرى صيرا من تطويل أمد التعطيل بلا طائل، في انتظار هبوب رياح إقليمية تقلب أحداث المنطقة لمصلحة ايران ومحورها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o