Feb 12, 2018 4:34 PM
تحليل سياسي

لبنان الرسمي يوحّد موقفه من أطماع اسرائيل عشــية وصـول تيلرسـون مسـار تعزيز "الوحدة الداخلية" مستمرّ: الحريري عند بري طاويا صفحة الجفاء روما 2 في 15 آذار بحضور عربي..ايران باقية في سوريا وعباس في موسكو

المركزية- فيما الكباش الاقليمي – الدولي يشتعل في الجوار، حيث تحاول القوى المتصارعة، بالحديد والنار، فرضَ معادلات جديدة ونقضَ قواعد الاشتباك والشروط التي تحكّمت حتى الامس القريب، باللعبة السورية راسمة سقف وحجم كل طرف ضالع فيها، يحاول لبنان الرسمي ابقاء البلاد بمنأى عن المواجهة المحتدمة على مرمى حجر منه. ومع ان المهمة هذه تبدو شاقة ودقيقة، خصوصا في ظل التهديدات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية برا وبحرا، ولحزب الله، الا ان تحقيقها ممكن اذا عرفت الدولة كيف تحيّد نفسها عن الكباش، متفيّئة النأي بالنفس والشرعية الدولية، خصوصا وأن لبنان "ينعم" بموقف دولي داعم، الى الحدود القصوى، لأمنه واستقراره، سيسمعه مجددا من وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون الذي سيكون في بيروت الخميس المقبل.

اجتماع بعبدا: استدعت التطورات على الساحة الاقليمية من جهة، والمستجدات على الخط النفطي من جهة ثانية في ضوء اجتماعٍ الناقورة الاول الذي استُكمل اليوم، والطروحاتِ التي حملها معه مساعد وزير الخارجية الاميركية دافيد ساترفيلد الى بيروت، اجتماعا رئاسيا في القصر الجمهوري هو الثاني في أقل من أسبوع، ضمّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري. اللقاء الذي خُصص سواده الاعظم لتوحيد موقف لبنان الرسمي من التسوية النفطية التي تحاول واشنطن تسويقها لحل النزاع بين بيروت وتل أبيب، عشية وصول تيلرسون، انتهى، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، الى اتفاق على التعاون مع اي وساطات لكن شرط الا يتنازل لبنان عن اي جزء من حقوقه النفطية. كما تم التفاهم على إبلاغ الدبلوماسي الاميركي رفض لبنان انشاء اسرائيل جدارها الفاصل على النقاط المتنازع عليها عند الحدود الجنوبية. وأشار الرئيس الحريري بعيد الاجتماع الى "أننا استعرضنا التحديات التي نواجهها وتناولنا زيارة ساترفيلد للبنان، وسنبقى على تشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب كي يكون موقفنا موحدا ووطنيا في ما يخص اي تعديات على لبنان" مضيفا "هذا قرار اتخذناه في المجلس الاعلى للدفاع ومجلس الوزراء، واتجاهنا ان يكون موقفنا موحدا ازاء اي تعديات اسرائيلية على لبنان". ‏أما المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي شارك في جزء من اللقاء، فطمأن الى ان "الوضع الامني على الحدود مستتب".

في الناقورة: وعلى الصعيد عينه، وبعد أسبوع من الاجتماع الاول الاممي – اللبناني - الاسرائيلي، عُقد اليوم اجتماع استثنائي آخر في أحد مقار اليونيفل في رأس الناقورة عرضت خلاله مسألة بدء اسرائيل ببناء الجدار الاسمنتي. وعلمت "المركزية" من مصادر مطلعة أن "الوفد اللبناني تمسك برفضه إقامة الجدار في النقاط ال 13 المتنازع عليها". وقالت إن "القائد العام لليونيفل مايكل بيري رأس الاجتماع وطلب من الطرفين الحفاظ على مندرجات القرار 1701 الذي ينظم الاستقرار على طرفي الحدود"، مشيرة الى أن "الوفد اللبناني برئاسة العميد خضر حمود، دعّم موقفه بالصور والخرائط والوثائق التي تؤكد ملكية لبنان للنقاط الثلاث عشرة المتنازع  عليها".

عون: وكان الرئيس عون أكد ان لبنان أخذ قرارا بالدفاع عن أرضه في حال حصول اعتداء اسرائيلي عليها او على حقوقه في النفط. واضاف "لغاية الآن لم يحصل اعتداء، انما هناك تصاريح فقط، وهناك قوى تتدخل دبلوماسياً وسياسيا للمساعدة على فض هذا الخلاف"، مشيرا الى ان "لا يمكن لاسرائيل ان تبني جدارا في اراضينا". وفي حديث الى محطة ON live المصرية، لفت الرئيس عون إلى أن "قانون الانتخابات الجديد سيؤدي الى تكريس العدالة، ولن يكون هناك غالب ومغلوب في الانتخابات المقبلة، وسنصل الى مجلس نيابي فيه توازن، مؤكدا ان "لا احد باستطاعته ان يوقف اجراء الانتخابات او يفتعل ازمة قبلها قد توقف اجراءها. وعن تداعيات الحروب المشتعلة في المنطقة وخصوصاً في سوريا على لبنان، أوضح "اننا استطعنا ان نرسي جوا لا تؤثر فيه نتائج الخسارة والربح في سوريا، بحيث يبقى لبنان في حالة استقرار وازدهار من دون ان يدخل في الصراعات، ويبقى الصراع الداخلي سياسيا فقط، وهذا ما أمّن الاستقرار في البلد وابعد عنا تداعيات ما يحدث في سوريا"، لافتا ايضا الى "ان المجتمع الدولي يريد بدوره الاستقرار للبنان".

الحريري في عين التينة: ودائما على خط تدعيم الوحدة الداخلية التي تساعد لبنان على رفع التحديات الكثيرة التي يواجهها، سُجّلت اليوم- وفي أعقاب عملية تبريد التوتر الناجحة بين الرئيس عون ورئيس المجلس- زيارةٌ لافتة لرئيس الحكومة الى عين التينة حيث استقبله الرئيس بري وأبقاه الى مائدة الغداء. وتأتي هذه الزيارة لتؤشر الى تجاوز العلاقة بين الرئاستين الثانية والثالثة مرحلة الجفاء التي دخلتها على خلفية توقيع الرئيس الحريري مرسوم الاقدمية لضباط دورة 1994، وتنبئ بطي صفحة الفتور الذي شابها في الاسابيع الماضية، معلنة عودة المياه بين عين التينة وبيت الوسط الى مجاريها الصحيحة.

روما 2: وسط هذه الاجواء، شهد السراي اليوم ورشة تحضيرية لمؤتمر روما 2 الذي حُسم موعده حيث حدّده السفير الايطالي في لبنان ماسيمو ماروتي في 15 آذار المقبل. فبدعوة من رئاسة مجلس الوزراء، عقدت سلسلة إجتماعات تحضيرية للمؤتمر المقرر لدعم الجيش والقوى الأمنية والعسكرية، شارك فيها وزيرا الداخلية نهاد المشنوق والدفاع يعقوب الصراف واعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان وسفراء وممثلو الدول والمنظمات المشاركة في المؤتمر. وكانت مناسبة أكد فيها المشنوق "أننا نتطلّع الى اليوم الذي يصبح فيه السلاح غير الشرعي، كلّ السلاح غير الشرعي بإمرة الدولة وحدها دون سواها"، مشيرا الى "اننا نرى في مؤتمر روما فرصة تاريخية لوضع قواعد عمليّة للأمن في لبنان". واذ اشار الى "عرض لبنان استراتيجيته للسنوات الخمس المقبلة لناحية اصراره على مسؤوليته في تنفيذ كل القرارات الدولية سواء الـ 1701 او اي قرار دولي اخر يحمي الاستقرار واللبنانيين من اي مخاطر عسكرية لاي سبب من الاسباب"، جزم ان "اي دولة عربية لم ترفض المشاركة في مؤتمر روما 2 " مشيرا الى ان "السفير السعودي موجود في السعودية منذ ايام ولذلك لم يكن حاضرا في الاجتماع اليوم"، ومعتبرا ان "تحديد موعد انعقاد مؤتمر "روما 2" في 15 آذار يؤكد ان هناك اجواء ايجابية".

ايران باقية: اقليميا، وفي وقت لا تزال التطورات على الجبهة السورية – الاسرائيلية تحت المجهر، وفي حين توالت الدعوات الدولية لموسكو لكبح جماح حلفائها في سوريا، أكد مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي، أن "حضور إيران في سوريا سيستمر للدفاع عن جبهة المقاومة وفق التوافق الحاصل بين إيران وسوريا". وأضاف "نحن لا نقبل الشروط الخارجية كموضوع قوتنا الدفاعية أو تواجدنا في المنطقة"، لافتا الى أن "إسقاط سوريا الطائرة الإسرائيلية يعتبر منعطفاً في الصراع مع إسرائيل"، ومحذراً أن "على الإسرائيليين أن يعوا أن أي اعتداء على سوريا سيواجه بالرد". أما شمالا، فأعلنت "قسد" اسقاطها طائرة استطلاع تركية في عفرين.

عباس في موسكو: في الاثناء، استهل تيلرسون جولة له في الشرق الاوسط، من مصر حيث أكد اليوم بعيد اجتماعه بنظيره سامح شكري ان التسوية السياسية هي الحل الوحيد في سوريا، معلنا ان "واشنطن ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين". وليس بعيدا، يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم نظيره الروسي فلاديمير بوتين في روسيا محاولا التثبت من دعم موسكو  له في مواجهة واشنطن التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بعد أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لموسكو.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o