Nov 08, 2018 4:10 PM
تحليل سياسي

روسيا تخترق "الجمود التشكيلي" وتعــــرض المساعدة في التأليف "سريعا"
سنّة 8 آذار الى بكركي بعد دار الفتوى ودريان يدعوهــــم الى "المعارضة"؟
حزب الله يتشدد ويرمي الكرة عند الحريري..وترامب وبوتين يلتقيان في الارجنتين

المركزية- بدا الجدار الذي يحول دون رؤية نهاية النفق المظلم الذي تقبع داخله الحكومة المنتظرة منذ أشهر، آخذا في الارتفاع في الساعات الماضية، رغم الحديث عن وساطات بعيدة من الاضواء يضطلع بها بعض سعاة الخير لايجاد تسوية لعقدة تمثيل سنّة 8 آذار. فالمواقف الصادرة عن حزب الله - السند الاول للقاء التشاوري و"عرّابه" السياسي- قطعت الطريق على اي "حلول وسطية"، في وقت يرجّح ان يثبّت الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه المرتقب السبت، هذا المسار المتشدد، الذي عززته نتائج الانتخابات النصفية الاميركية، وفق ما تقول مصادر مراقبة لـ"المركزية". كل ذلك فيما الرئيس المكلف سعد الحريري، المتمسك بمواقفه، موجود في باريس ويعوّل على مباحثات يمكن ان يجريها نهاية الاسبوع في العاصمة الفرنسية، مع عدد من زعماء العالم، لفك الارتباط بين التطورات الدولية والاقليمية من جهة وعملية التأليف من جهة ثانية...

مساعدة روسية: وفيما تكثر الدلائل الى ان الحكومة باتت ورقة "اقليمية"، خرقت روسيا اليوم مشهد التخبط معربة عن استعدادها للمساعدة، موحية بأن الشكوك بوجود عقبات خارحية، في مكانها. فقد التقى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في موسكو نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، وتم استعراض الوضع في المنطقة ولبنان في ظل استمرار المراوحة في تشكيل الحكومة، حيث أكد بوغدانوف استعداد روسيا للقيام بكل الاتصالات اللازمة لأجل السير قدمًا في تشكيل الحكومة لمواجهة كل الاستحقاقات المقبلة بحكومة وحدة وطنية تمثل الجميع وتحمي الإستقرار الداخلي، كما أكد على حرص روسيا على لبنان. واعلنت الخارجية الروسية أن تم خلال اللقاء تبادل الآراء بشكل مفصل حول تطور الوضع في لبنان مع التركيز على ضرورة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري في اقرب فرصة.

في ملعب الحريري: محليا، لم تشهد الساحة الداخلية اليوم اي اتصالات "حكومية" ظاهرة الا انها سجّلت مواقف عالية السقف إزاء توزير سني من 8 آذار مصدرها الضاحية الجنوبية التي رمت كرة معالجة هذه المسألة في مرمى الرئيس الحريري. فقد اعتبر نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم في لقاء سياسي "ان الكرة في ملعب رئيس الحكومة وفي استطاعته أن يدوِّر الزوايا وأن يصل إلى حل معقول ومناسب وأن يتمثل اللقاء التشاوري بحسب مطلبه". ولفت الى ان "اللقاء التشاوري يطالب بحقه، وحزب الله يدعمه"، مؤكدا ان "لا تنفع الاتهامات ولا الشتائم، ولا محاولة إثارة النعرات المذهبية والفتنوية، ولا الصراخ المرتفع في تشكيل الحكومة، الحكومة لها طريق، والحل الوحيد لتشكيلها هو اللجوء إلى الحوار مع أصحاب الحق، وتجاوز العقبات المصطنعة".

لا مبرر: من جهته، قال وزير الشباب والرياضة محمد فنيش "نحن لا نخجل اننا أوفياء لحلفائنا، واننا ندعم من نلتقي معه في الخط السياسي، لكن المسألة أعمق من مسألة الوفاء فقط، وهي اننا نريد حكومة وحدة وطنية، لكن مع تغييب كتلة نيابية تمثل شريحة على الأقل نسبتها 35 او 40 % من ناخبيها، فهذا لا يتفق ولا ينسجم مع هوية الحكومة على أنها حكومة وحدة وطنية". في وقت اكدت كتلة "الوفاء للمقاومة" ان "التزامنا بحق ومطلب النواب السنة المستقلين المشاركة في الحكومة هو التزام اخلاقي وسياسي ولا نرى اي مبرر يمنع هذا المطلب".

الى المعارضة؟: وليس بعيدا، برزت اليوم الزيارة التي قام بها وفد من نواب "اللقاء التشاوري" الى دار الفتوى، التي سبق وانتقدت "الايادي الخبيثة التي تصطنع العقد"، وقد شرحوا لسيّدها ان "تحركهم يأتي في إطار التشاور والتواصل وتخفيف الاحتقان السياسي، خصوصاً في الظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن". غير ان اللافت كان الموقف الذي اطلقه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان امامهم، اذ بدا وكأنه يدعوهم الى لعب دور "المعارضة" من البرلمان. فبيان دار الفتوى أفاد ان المفتي دريان أمل في "ان تشكّل الحكومة بدعم جميع القوى والقيادات السياسية في لبنان وهناك مجلس نيابي منتخب من مهامه التشريع ومحاسبة الحكومة على ادائها وهنا يكون التكامل في العمل بين من هم داخل الحكومة ومن هم في المجلس النيابي وبالنتيجة الجميع يكون مشاركا في خدمة الوطن"، متمنيا على الجميع "بذل اقصى ما لديهم لتسهيل ولادة الحكومة لانهم من نسيج هذا المجتمع اللبناني الذي يريد حكومة وطنية تنهض بالوطن وبالمواطن".

الى بكركي: وعلمت "المركزية" ان "اللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلّين" سيزور بكركي قريبا للقاء البطريرك الراعي لشرح موقفهم من مسألة مشاركتهم في الحكومة. وستكون بكركي محطة ضمن جولة يعتزم اعضاء اللقاء القيام بها في اتّجاه مرجعيات روحية اخرى لوضعهم في حقيقة مطالبتهم بالمشاركة في الحكومة.

الباب الخطأ: من جهته، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق من دار الفتوى ايضا "انها مسألة أيام ويعود الرئيس المكلف وتعود الاتصالات بين كل الفرقاء لمحاولة ايجاد مخرج للحل، معتبرا أن الاهم هو الحوار الهادئ للوصول الى تشكيل الحكومة التي ستشكل بالمعايير الوطنية التي يراها الحريري. وشدد المشنوق على أن الحريري لن يعتذر وسيشكل الحكومة، معتبرا ان النواب السنة المستقلين استخدموا الباب الخطأ ودخلوا من خلال طرف سياسي غير مناسب لتسمية واحد منهم. واشار الى أن المفتي دريان يملك رؤية معلنة مسبقا سواء بالوضع الحكومي او الاقتصادي وهو حاضر لبذل كل جهد لتسهيل الامور وعلى اتصال دائم مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والحريري وآخرين وثقته كبيرة بالرئيس المكلف.

ليتدخّل باسيل: وسط هذه الاجواء، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري مع نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي، الجلسة التشريعية المقبلة والورشة التشريعية اضافة الى الوضع الحكومي. وفي السياق، وجّه الاخير من عين التينة، نداء الى وزير الخارجية جبران باسيل ان يقوم كزعيم كتلة برلمانية بتحرك مباشر ليساهم المساهمة الفعالة، ان لم تكن الحاسمة، في حل عقدة وإشكال تأليف هذه الحكومة، ووضع البلد على الطريق الذي يجب ان توضع فيه.

عون: على صعيد آخر، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه بعدما تحقق الاستقرار الامني في لبنان، فان الجهد سينصب على تطوير الوضع الاقتصادي الذي تأثر سلبا بالحروب التي دارت حوله، وقطعته عن التواصل عن المنطقة الحيوية التي تمتد الى جميع الدول العربية. واعتبر خلال استقباله في قصر بعبدا، وفدا من مجموعة الصداقة مع لبنان في مجلسي العموم واللوردات البريطانيين برئاسة رئيس لجنة الصداقة مع لبنان في البرلمان البريطاني الوزير السابق والنائب جون هايز، ان تقديم المجتمع الدولي المساعدات للنازحين السوريين بعد عودتهم الى بلادهم، يشجعهم اكثر على العودة اليها، مجددا دعوته الى عدم انتظار الحل السياسي من اجل تحقيق العودة الامنة، ومشيرا الى ان الى اليوم "لم تصلنا اي معلومات عن اضطهاد يتعرض له العائدون الى بلادهم". وتوجه بالشكر الى الحكومة البريطانية على مساعدتها الجيش اللبناني في بناء أبراج عسكرية على الحدود الشرقية، سهَّلت عملية مراقبة أي تسلل الى الاراضي اللبنانية، وساعدت كثيرا في خلال الحرب ضد الارهاب".

ترامب وبوتين: دوليا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم وجود اتفاق حول لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترمب، على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين. ونوه لافروف، بأن موسكو وواشنطن، تؤكدان ذلك علنا. وقال ردا على سؤال من الصحافيين، حول إمكانية التأكيد بأن لقاء الزعيمين سيجري خلال قمة مجموعة العشرين المقبلة "هذا الاتفاق موجود فعلا، لقد أكدت موسكو وواشنطن ذلك علنا، ولا توجد لدي معلومات أخرى". وأضاف "حاليا هناك اتفاق، وتحدث ممثلو الرئاستين، حول كل ما يتعلق بهذا اللقاء". وستعقد قمة مجموعة العشرين، في بوينس آيرس بين 30 تشرين الثاني و1 كانون الأول.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o