Nov 07, 2018 7:33 AM
مقالات

فرنسا للبنانيين: ساعدونا لنساعدكم!

 

نقل مستشار الرئيس الفرنسي اوريليان لوشوفالييه خلال زيارته بيروت اول من امس، إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فحواها "ساعدونا لنساعدكم، وفرنسا إلى جانب لبنان وتنتظر ان يتحمّل اللبنانيون مسؤولياتهم كي تتمكن من إطلاق الفرص لدعم لبنان وتسهم في تقليص التهديدات التي تحيط به". وتتطلع باريس إلى حل مشكلة الحكومة اللبنانية سريعاً كي تتمكن من إطلاق ورشة العمل المطلوبة في إطار مؤتمر "سيدر".

وكان الموفد الفرنسي التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ومستشارين لرئيس الجمهورية ميشال عون ومستشار رئيس المجلس النيابي نبيه بري، محمود بري.

وافادت "الحياة" نقلاً عن مصادر فرنسية مطلعة "ان باريس تعرف ان جميع الأطراف في لبنان يدركون ضرورة التوصل بسرعة إلى تشكيل الحكومة، ليس فقط لحفظ الصدقية، لكن ايضاً بسبب الظروف الإقليمية والدولية.

وكان الموفد الفرنسي زار إسرائيل قبل لبنان ووجه برسائل تهدئة بعدما اوضح للمسؤولين في إسرائيل وفي لبنان الأهمية التي توليها باريس لأمن لبنان واستقراره وسيادته وضرورة التنبه إلى تجنّب اي حادث تصعيدي.

وترى باريس ان بالنسبة إلى امن لبنان واستقراره من المفيد ان يتم تشكيل الحكومة، لأن طول النقاش حول التشكيل يُعرّض لبنان إلى اخطار امنية.

وتعتبر مصادر فرنسية ان المشكلة التي افتعلها "حزب الله" مع طلب دخول وزير سنّي (من فريق 8 آذار) إلى الحكومة في اللحظة الأخيرة هي مشكلة داخلية غير مرتبطة بالظروف الدولية والعقوبات على إيران، في حين ان بعض المسؤولين اللبنانيين مثل وليد جنبلاط يعتبر انها لا يمكن ان تكون منفصلة عن الظروف الإقليمية والعقوبات على إيران.

وتحليل باريس، بحسب المصادر، يرتكز على محادثات اجراها الموفد الرئاسي الفرنسي، إذ ان معظم محاوريه اعتبروا ان سبب موقف "حزب الله" هو داخلي، لأن الحزب يحتاج سياسياً ان يظهر انه ليس الحزب المهيمن على طائفة واحدة بل ان تأثيره يتجاوز الطائفة الشيعية.

لكن المصادر في باريس ترى ان ذلك يناقض ما يقوله "حزب الله" منذ البداية لمحاوريه الفرنسيين من انه يريد الإسراع والتوصل بأقرب وقت إلى حكومة.

ولا تعتبر المصادر الفرنسية ان موقف الحزب استراتيجي لتأخير تشكيل الحكومة، لكنه قد يكون مرتبطاً بنية الحزب ان يظهر اوسع ركيزة لتأثيره في الحكومة، لكن هذا من المستبعد ان يقبله رئيس الحكومة والأمور ستظهر في الأيام المقبلة.

ويشارك الحريري في احتفالات عيد الهدنة الأحد المقبل في باريس حيث يقيم ماكرون مأدبة غداء لـ60 رئيس دولة يشاركون في "منتدى السلام" الذي ينظمه في باريس.

رندة تقي الدين-الحياة

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o