Nov 05, 2018 4:40 PM
تحليل سياسي

ايران تحت العقوبات...ترامب "الاشد" ونتنياهو "يوم تاريخي" واوروبا ترفض
روحاني: ســنخرقها ونلتف عليــها ونحدّ من تأثيرهـا ونبيـع النفـط
اتصالات التأليـف في غيبوبة والحريــري يمـدد اقامته فــي باريـس

المركزية- يزدحم المشهد الدولي بالاستحقاقات من اكثر من اتجاه، والمحور اميركي –روسي- فرنسي. حزمة العقوبات بمرحلتها الثانية التي فرضتها واشنطن على ايران اثر انسحابها من الاتفاق النووي دخلت اليوم حيز التنفيذ. الانتخابات الاميركية النصفية حيث يتم التنافس على 435 مقعدا لمجلس النواب و 35 مقعدا من أصل 100 لمجلس الشيوخ وتشمل 39 ولاية ومقاطعة تنطلق غدا، وسط ترقب لنتائجها على اكثر من مستوى. روسياً، الموفد إلى سوريا الكسندر لافرينتييف في طهران في زيارة هي الأولى لمسؤول روسي منذ القمة التي جمعت زعماء روسيا وتركيا وفرنسا والمانيا في إسطنبول الشهر الماضي لإجراء محادثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني تتناول احدث التطورات على الساحة السورية متزامنة مع مواقف ايرانية لافتة ازاء الوجود في سوريا. اما في الداخل، فعقم المعالجات وانسداد افق الحل الحكومي والتهديدات الاسرائيلية للبنان، حرّكت الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار اوريليان لوشوفالييه في اتجاه بيروت، اثر محطة في اسرائيل قال الاعلام الاسرائيلي ان المسؤولين هناك حملوه رسالة تحذير للبنان في شأن مصانع الاسلحة الايرانية في بيروت، حيث زار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، فيما افيد انه التقى في قصر بعبدا مستشاري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعيدا من الاضواء.

الحريري يمدد اقامته: وعلى وقع التحدي الايراني للاجراءات الاميركية التي عبّرت عنها مواقف قادة الجمهورية الاسلامية، والترقب العالمي لتداعيات العقوبات المتوقع ان تتكشف تباعا اعتبارا من الاشهر المقبلة، تماما كما نتائج "النصفية" الاميركية البالغة التأثير على المجريات العالمية، يمضي الوضع اللبناني المترنح على حبال العقد والعقبات والمتوقع استمراره في المراوحة، في الحدّ الادنى حتى الاسبوع المقبل، ما دام الرئيس سعد الحريري باق في فرنسا الى ما بعد منتدى السلام العالمي الذي يلتئم في 10 و11 الجاري في باريس بمشاركة نحو 70 رئيس دولة، بحيث قد يشكل وجوده هناك مناسبة لاجراء اتصالات وترتيب مواعيد مع بعض االمسؤولين، من شأنها ان تسهم في "ترييح" الوضع اللبناني، وضمان عدم اقحامه في الكباش الاميركي- الايراني.

...ويتابع: ومن باريس ايضا، يتابع الحريري التصريحات المتعلقة بتشكيل الحكومة. وأكدت مصادر متابعة أنه يرى ان بعض المواقف الاخيرة لا تقدم ولا تؤخر بل تفرض المزيد من المراوحة. فيما قالت اخرى مطلعة على الملف الحكومي في بعبدا ان " لا جديد على صعيد العقدة السنية-الشيعية والملف الحكومي في حال جمود والامور "راوح مكانك". اما حركة بعض الوسطاء البعيدة من الاضواء، فلم تفرز جديدا او تحرز تقدما يمكن الرهان عليه لاحداث الخرق المرجو.

جلسة تشريعية: وفي مؤشر الى ان لا خرق حكوميا في المدى المنظور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تشريعية عامة تعقد في الحادية عشرة صباح يومي الإثنين والثلثاء في 12 و13 الجاري، صباحا ومساء، لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.

الراعي في بعبدا: وسط هذه الاجواء، زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعبدا حيث التقى الرئيس عون. وقال بعد اللقاء "ان العقدة الحكومية التي استجدّت آلمت الرئيس عون والمرجلة ليست بوضع العصي في الدوليب بل بتمهيد طريق التأليف، داعيا الى دعم الرئيسين عون والحريري. واوضح ان الحلول يجب الا تكون على حساب الوحدة والتوازن الداخلي، آسفا لتحميل مسؤولية التعطيل الى "العقدة المسيحية" لفترة طويلة والكل يعرف من يعطل اليوم. واوضح ان الخروج من الازمة يكون بالولاء للبنان لا للخارج ولا للطوائف، كاشفا ان موعد لقاء جعجع- فرنجية اصبح قريبا".

مسؤول بريطاني: من جهة أخرى، استقبل رئيس الجمهورية، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الاوسط الجنرال السير جون لوريمر، الذي زار الرئيس بري في عين التينة ايضا، وعرض معه الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة للجيش اللبناني لا سيما لجهة بناء ابراج المراقبة على الحدود وتجهيز افواج الحدود البرية واعداد دوريات تدريبية للضباط من الاختصاصات كافة. وشكر الرئيس عون الحكومة البريطانية على "ما قدمته للجيش اللبناني خلال معركته ضد الارهاب والخلايا النائمة"، مشددا على "ضرورة اليقظة الدائمة للمحافظة على الاستقرار والامان"، عارضا "موقف لبنان من ملف النازحين السوريين وضرورة عودتهم بأمان الى بلادهم". ورحب ب"المساعي الجارية لايجاد حل للازمة السورية"، محذرا من "اي تقسيم لها" ومجددا التأكيد على ان "لبنان لا يمكن ان ينتظر الحل السياسي لهذه الازمة حتى يعود النازحون". ولفت الرئيس عون الى "تزايد الادعاءات الاسرائيلية حول وجود صواريخ في اماكن آهلة، لا سيما قرب مطار رفيق الحريري الدولي"، مؤكدا "زيف هذه الادعاءات التي تتزامن مع استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية".

البطاقة الصحية: حياتيا، أقرت لجنة المال والموازنة النيابية مشروع البطاقة الصحية والتغطية الشاملة لجميع اللبنانيين مع اقتراحات عدة للتمويل وتوفير الهدر في جلسة عقدتها برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال وزير الصحة غسان حاصباني. وأعلن كنعان ان البطاقة البيومترية ستتضمن التاريخ الصحي لكل مواطن ما سيوفر الكثير من الاموال المهدورة وهي برعاية وزارة الصحة مع اعطاء الفرصة للضمان ليشمل كل الشرائح في المستقبل. واذ لفت الى أن البطاقة الصحية أقرت واصبحت على ابواب الهيئة العامة، اعتبر أن المطلوب قرار سياسي يثبت حق اللبنانيين بالاستشفاء. وتمنى كنعان ان تكون البطاقة الصحية من اولويات التشريعات لانها تمس كل لبناني وكل بيت. من جهته، قال حاصباني من ساحة النجمة "اقرار اقتراح قانون البطاقة الصحية او الرعاية الصحية الشاملة بشرى ايجابية للبنانيين جميعا، وسيكمل طريقه التشريعي وفق التصميم والتصور الذي وضعناه".

العقوبات الاقسى: اقليميا، دخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ وتستهدف على وجه التحديد قطاع الطاقة. وفي وقت وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأشد في تاريخ الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن طهران لم تعد في وضع جيد الآن، انفردت اسرائيل في الترحيب بالعقوبات، حيث وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا اليوم بـ"التاريخي"، شاكرا ترامب على "القرار الشجاع".

رفض عارم:اما الاوروبيون والروس والصينيون فرفضوا الحزمة وقرأوا فيها خطأ استراتيجيا. فأعلن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك انهم يأسفون لقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على إيران وسيسعون لحماية الشركات الأوروبية التي ترتبط بتعاملات تجارية مشروعة مع طهران. وقالوا في بيان صدر الجمعة وأعيد إصداره مجددا اليوم "هدفنا حماية اللاعبين الاقتصاديين الأوروبيين الذين لهم تعاملات تجارية مشروعة مع إيران بما يتماشى مع التشريع الأوروبي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".

ايران تتحدى: في الاثناء، أصرّت طهران على إظهار قدرتها على خوض المواجهة. فأكد الرئيس الايراني حسن روحاني "اننا نسعى للحد من تأثير العقوبات على القطاع الاستثماري الذي يؤدي دوراً مهماً في الوقت الحالي"، جازماً بأن "اميركا لن تنجح في تحقيق اهدافها بإضعاف إيران وإحباط الشعب الإيراني"، وقال "سنتجاوز الأزمة بوحدتنا وسنجعل الولايات المتحدة تندم على فعلتها"، معلنا "اننا سنبيع النفط ونخرق العقوبات الأميركية، وسنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة لانها تخالف القوانين الدولية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o