Oct 31, 2018 4:33 PM
تحليل سياسي

بعد العقدة السنية...مشروع عرقلة جديد: سحب "ماروني" من القـوات؟
معراب ترد: محاولة لاعادة رمي كرة المسؤولية في الملعب المسـيحي
الحريري: لا يريدون حكومة...والاتحاد الاوروبي: تذكروا "النأي بالنفس"

المركزية- ثلاثة لاءات تحكم مأزق تشكيل الحكومة: الرئيس المكلف سعد الحريري لن يوزّر سنيا من خارج عباءة "المستقبل" ، رئيس الجمهورية لن يتنازل عن احد وزرائه لمصلحة توزير السنّي المعارض وحزب الله لن يتراجع عن وعد قطعه للنواب الستة بعدم تشكيل حكومة من دونهم. هذه الثوابت، تضع ولادة الحكومة امام افق مسدود أقله في المدى المنظور، والازمة طويلة، وعلى الارجح الى حين صدور قرار خارجي بكفّ يد التعطيل ومنح بَرَكة الحل من خلف البحار.

عقدة جديدة؟: فبعيد اشهار ورقة عقدة توزير سنة المعارضة في وجه التشكيل، خيّم اليوم ضباب كثيف على الضفة الحكومية وسط حديث عن بروز عقدة جديدة. اذ في وقت زار وزير الخارجية جبران باسيل بيت الوسط للقاء الرئيس الحريري بعد الظهر وغادر من دون الادلاء بتصريح، ترددت معلومات صحافية مفادها انه حمل معه مطلباً من الرئيس عون يقضي باعادة توزيع المذاهب ضمن التشكيلة المقترحة لا سيما ما يتعلق بالموارنة بعدما طلبت القوات التمثّل بمارونيين وارثوذكسي وكاثوليكي وطالب عون تمثيل القوات بماروني واحد"، فقالت اوساط بيت الوسط "إن في هذه الحالة يبدو أنهم "لا يريدون حكومة".

القوات... غير معنيين: من جهتها قالت اوساط معراب لـ"المركزية" ردا على هذا الطرح: نحن غير معنيين بكل ما يروّج في هذا الخصوص، فقد تبلغنا رسميا بعد مشاورات مكثفة بين القوات والرئيسين عون والحريري ونتيجة اتصالات دقيقة بأن حصتنا رست على وزيرين مارونيين وثالث ارثوذكسي ووزير ارمني، وفي ضوء الاتفاق ارسلنا اسماء وزرائنا الى الرئيس المكلف لاسقاطها على الحقائب. اما خلاف ذلك فلعبة صبيانية، ومحاولة من الجهة التي تتحمل اليوم مسؤولية عرقلة التشكيل المحشورة في زاوية المسؤولية لاعادة رمي العقدة في  المربع المسيحي.

سنة 8 آذار: في المقابل، أفيد عن "طرح لحل ازمة تمثيل سنة 8 آذار نقله باسيل من الرئيس عون الى بيت الوسط يقضي  بتسمية سنّي لا يستفز الحريري من ضمن حصة الرئيس عون على الا يكون من كتلة النائب طوني فرنجية وبالتالي يصبح النائبان عمر كرامي وجهاد الصمد مستبعدين". وتردد في هذا المجال اسم النائب قاسم هاشم كوزير مقبول.

الحريري يصعّد: غير ان مصادر بيت الوسط كانت صعّدت موقفها قبل الظهر وقالت "لن نقبل بتمثيل اي أحد من سنّة 8 آذار تحت اي ظرف من الظروف.  وأكدت ان اي تشكيلة تتضمن اسما من سنة المعارضة ستكون نتيجتها ان الحريري سيكون خارج التأليف، مشيرة الى ان "الحريري يرفض توزير ممثل عن سنة 8 آذار من اي حصة من الحصص الوزارية".

تقويم رئاسي: في المقابل، أكدت اوساط مطلعة على موقف رئيس الجمهورية ان تشكيل الحكومة لم يسقط والحكومة "ما طارت" واي تسوية واردة في أي لحظة. من جهتها، قالت مصادر مواكبة للملف الحكومي ان الرئيس المكلف شرح لرئيس الجمهورية وجهة نظره من مطلب توزير احد نواب سنة الثامن من اذار ورفضه ان يأتي ذلك من حصته. وفي المعلومات، ان الرئيس  عون يجري تقييما  للوضع الذي استجد  وسيجري اتصالاته لايجاد حل للتمثيل وفقا للمعايير التي وضعت في عملية التأليف. وقد أعطى الرئيس الحريري  عون النتيجة التي توصل اليها في التشكيلة الحكومية وهو لا يملك فيها اسماء جميع اسماء الوزراء. وبحسب المعلومات، فان هناك مخارج عدة تدرس والرئيس عون  يقوم بدراسة كل خطوة وانعكاساتها  لاسيما في ما يتعلق بالتوازن داخل الحكومة".

بري والدعاء: في المواقف، نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء الأربعاء في شأن موضوع الحكومة وما آلت اليه الامور حتى الآن "إنني تكلمت مع من يجب ان اتكلم معهم في هذا الموضوع، ولم يبق لنا سوى الدعاء للإسراع في تشكيل الحكومة". ودق بري جرس الإنذار مرة اخرى حول الوضع الإقتصادي وتداعياته اجتماعيا ومعيشيا وعلى البلاد عموما، داعيا الى "التبصر وعدم السقوط في فخاخ العناوين التي تبدو صغيرة امام الابتلاء الذي يصيب الأمة على مستوى المنطقة وما تشهده من تطورات خطيرة". ونقل النواب ايضا أن بري كان يعتزم الدعوة الى جلسة تشريعية، وقد تم توزيع جدول اعمالها على النواب، لكنه يفضل التريث في ظل الوضع والظروف الآنية.

أياد خبيثة: وسط هذه الاجواء، اكد مجلس المفتين "ان تشكيل الحكومة مسؤولية الرئيس المكلف وهو عالج اغلبيه العراقيل والعقبات بالتعاون مع رئيس الجمهورية ولا يزال يعالج العقد المصطنعة والتي يوحي بها البعض بأنها مستجدة بحكمة وروية من دون الدخول في متاهات وجدال حفاظا على الوطن ومكوناته السياسية لتأليف حكومة متجانسة تستطيع ان تنهض بالبلد، خصوصاً اقتصاديا ومعيشيا". وبعد اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى اعتبر المجلس "ان هناك ايادي خبيثة تحاول عرقلة جهود الرئيس المكلف لابتزازه سياسيا ولتأخير عملية تشكيل الحكومة التي هي حاجة وطنية في ظروف دقيقة وحساسة يمرّ بها لبنان، خصوصا في ظل الصراعات في دول الجوار".

لا تحرك في الشارع: وليس بعيدا، نفت مصادر "تيار المستقبل"لـ"المركزية" "المعلومات التي تروّج عن ان التيار يعدّ لتحرّكات شعبية في مناطق عدة دعماً لموقف الرئيس المكلّف في رفضه توزير النواب السنّة الستة من حصته"، مؤكدةً "ان المعلومات المُروّجه هدفها التشويش على مسار تشكيل الحكومة". ولم تستبعد "ان تتناول خطب الجمعة في مساجد عدة في لبنان مسألة التشكيل انسجاماً مع مضمون البيان الذي صدر عن مجلس المفتين الداعم لمهمة الرئيس الحريري ومسؤوليته حصراً في تشكيل الحكومة"، لكن هذا الامر لا يعني بحسب المصادر "ان هناك تحضيراً لتحرّكات في الشارع كما يروّج، لان البلد لا يحتمل اي تصعيد في الشارع، بل يحتاج الى حكمة وهدوء".

الاصلاحات: في غضون ذلك، ابلغ رئيس الجمهورية، المديرة التنفيذية لصندوق الامم المتحدة للسكان "UNFPA" ناتاليا كانيم التي استقبلها "العمل على تشكيل حكومة جديدة للبدء بانجاز الاصلاحات والاستفادة من المقررات والتوصيات التي صدرت عن مؤتمرات "سيدر" و"روما 2" و"بروكسل". كما استقبل الرئيس عون، رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن وعرض لها "الواقع السياسي الراهن في لبنان والتحديات التي تنتظر الحكومة الجديدة، لا سيما الاصلاحات الاقتصادية والادارية ومكافحة الفساد ومتابعة قرارات وتوصيات مؤتمر "سيدر"، اضافة الى معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان".

البيان الوزاري: من جهتها، ناقشت لاسن مع الرئيس عون، في ذكرى انتخابه، نظرته إلى البيان الوزاري آملة في أن تأخذ الحكومة المقبلة في الاعتبار المبادئ التي أعربت عنها مجموعة الدعم الدولية للبنان وتمت مناقشتها في المؤتمرات الدولية التي عُقدت هذه السنة في روما وباريس وبروكسل لدعم لبنان. وتضمنت هذه تحديداً سياسة النأي بالنفس عن النزاعات الخارجية، واستئناف حوار وطني يتعلق باستراتيجية الدفاع الوطني، وتنفيذ عدد من الإصلاحات الهيكلية والقطاعية المهمة الضرورية لجذب الاستثمارات من أجل تنمية اقتصادية مستدامة للبنان. وناقشت السفيرة لاسن مع الرئيس عون سبل متابعة مؤتمرات الدعم هذه وشجّعت لبنان على تسريع عملية وضع آليات المتابعة المتفق عليها في إطار "سيدر" فضلاً عن مكافحة الفساد. وقالت إن "الاتحاد سيستمر في دعم كل الجهود التي يبذلها لبنان لتنفيذ الإصلاحات الضرورية ضمن روحية حسن نيّة والتزام بتعهداتنا".

ايران لا تخشى: اقليميا، نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن الرئيس حسن روحاني قوله إن إيران لا تخشى العقوبات الأميركية الجديدة التي ستفرض خلال أيام. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن روحاني قوله "الرابع من تشرين الثاني من هذا العام سيمثل ظلما جديدا من الأميركيين لكن على الشعب ان يكون متأكدا أن الحكومة لا تشعر بأي خوف من التهديدات الأميركية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o