Oct 26, 2018 4:34 PM
تحليل سياسي

مفاوضات ربع الساعة الاخيــر... حل عقدة "القوات" بـ4 حقائب ام تأزم اضافي؟
بعد دفعة العقوبات الجديدة على حزب الله... واشنطن: نلتزم لبنــان آمِناً ومستقراً
موسكو: لا نشكك بتصريحات العائلة المالكة...وخطيبة خاشقجي: كان يخشى شيئا ما

المركزية- على نار المفاوضات الشاقة والمهل الضاغطة والاستحقاقات الداهمة، يتقلب مسار تشكيل الحكومة في شهره السادس، فيما يبدو استنادا الى المواقف الرئاسية انه بات على مشارف حلحلة ينتظر ان تبدأ معالمها بالاتضاح خلال اليومين المقبلين. ويقول مواكبون للاتصالات الجارية لـ"المركزية" إن "ماكيت" التشكيلة الحكومية وضعت على نار خفيفة بعدما خرقت زيارتان لكل من الوزير علي حسن خليل الى بيت الوسط والوزير السابق غازي العريضي الى عين التينة الجمود في عملية التأليف في انتظار خرق جدي متوقع على جبهة معراب يفترض ان يفتح ابواب بعبدا امام الرئيس المكلف سعد الحريري لتسليم رئيس الجمهورية تشكيلة نهائية يرضى عنها ويوقع مراسيمها فيحتفل بذكرى انتخابه الثانية مع حكومة كاملة المواصفات دستوريا.

اربع حقائب: واذ يؤكد هؤلاء ان الحريري يعالج على طريقته آخر العقد المتمثلة بمطالب معراب التمثيلية في حكومته الثالثة، استنادا الى الاقتراحات التي تضمنتها ورقة المطالب التي تسلمها اخيرا، تشير الى ان من بينها  اقتراح هو الاكثر قابلية للتطبيق ويقضي بإسناد اربع حقائب للقوات، في اعقاب تراجع الرئيس عون عن إعطائها وزارة العدل، وسط اصرار شديد يبديه الحريري على مشاركة الحزب في حكومته.   

السبل مفتوحة: وفي السياق، بدت مصادر الرئيس المكلف اليوم متفائلة، خلافا لاجواء حزب الله الباقية على عدم تفاؤلها كما ابلغت "المركزية".  حيث قالت إن هناك سبلاً قد تكون مفتوحة لحصول القوات على حقيبة وازنة، مؤكدة العمل بـ"تكتم" على إنجاح هذا الموضوع. وقد أكدت أن المحاولات مستمرة من أجل تحقيق خرق على صعيد هذه العقدة وان الأولوية لدى الحريري هي لهذه المحاولات وليس لتقديم تشكيلة أمر واقع.

مهمة صعبة: الا ان المهمة ليست سهلة على ما يبدو. فكل طرف يتمسك بالوزارات التي آلت اليه. "المردة" بالاشغال، "التقدمي الاشتراكي" بالتربية، "تيار المستقبل" بالاتصالات، و"التيار الوطني الحر" بالطاقة. كما ان الوزارات السيادية تبدو حتى الساعة، على حالها، علما ان ذهاب إحداها الى القوات، كفيل بحل المشكلة بدقائق.

وقد نقلت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون اليوم، انه قدم كل ما لديه لتأليف الحكومة ولم يعد لديه ما يقدمه، لافتة الى ان وزارة العدل حسمت من حصة الرئيس وكذلك وزارة الدفاع. من جهة أخرى، اعلنت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر، أن ليس لديه أي عرض جديد أو أي حقيبة من الممكن ان يتنازل عنها، داعية القوات الى القبول بالعرض المقدم، ومشددة في الوقت ذاته على أن ما من فريق يريد أن يخرج القوات من التشكيلة الحكومية.

الاشغال او الاتصالات: وليس بعيدا، تحدثت معطيات صحافية عن ان "الحريري قد يكون يعمل على طرح إسناد الاشغال للقوات وتنازل المردة عنها بمساعدة من رئيس المجلس نبيه بري"، الا ان مصادر المردة نفت ان يكون الحريري طرح عليها التخلي عن الحقيبة. ووصفت مصادر الحريري ما يحكى في شأن "الأشغال" بـ"التفنيصة". في الموازاة، قالت مصادر مطلعة على التشكيل ان طرح ان يسند الحريري الاتصالات الى القوات ويأخذ العدل من الرئيس عون غير وارد.

مشاورات: وفي السياق، سجلت زيارة قام بها وزير المال الى بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف. كما زار العريضي عين التينة. وردا على سؤال عن امكانية التخلي عن حقيبة التربية، قال "لا يبقى شيء للطائفة الدرزية الكريمة اذا قدّمناها، ووزارة التربية ثابتة ووليد جنبلاط قدّم كل التسهيلات".

توصيات سيدر: على صعيد آخر، اكد رئيس الجمهورية ان لبنان ملتزم توصيات مؤتمر "سيدر" بالتزامن مع تطبيق خطة النهوض الاقتصادية التي اقرتها الحكومة المستقيلة لتعزيز قطاعات الانتاج في البلاد. وشدد -خلال استقباله وفدا برلمانيا فرنسيا مشتركا من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيين برئاسة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية مارييل دو سارنيز ورئيس لجنة الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ كريستيان كامبون اتى الى لبنان في زيارة استطلاعية وللتعبير عن تضامن البرلمانيين الفرنسيين مع لبنان ودعمهم له في المجالات كافة، في حضور سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه وعدد من الدبلوماسيين- على اهمية العلاقات اللبنانية- الفرنسية والحرص على تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة، منوها بالدور الذي تلعبه القوة الفرنسية العاملة في قوات "اليونيفيل" في الجنوب في حفظ الامن والاستقرار. واوضح للوفد ان لبنان الذي قدم منذ العام 2011 وحتى الان الرعاية الكاملة للنازحين السوريين ما الحق تداعيات سلبية على اقتصاده وأمنه وبنيته الاجتماعية، يدعم اليوم مسيرة العودة الامنة لهؤلاء النازحين الى بلادهم لاسيما بعد توقف القتال في عدد كبير من المناطق السورية، وتنظيم مصالحات على مختلف الاصعدة. واكد عون للوفد البرلماني الفرنسي ان القرار اللبناني مستقل وسيد وهذا ما ادركه المجتمع الدولي لاسيما من خلال المواقف التي صدرت عن رأس الدولة في المحافل الاقليمية والدولية، "ولن يقبل لبنان اي مساس بسيادته واستقلاله وقراره الحر، وكما نحترم استقلالية كل دولة، فاننا نريدها ان تحترم استقلاليتنا".

التزام اميركي: في غضون ذلك، أعلنت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت في بيان ان نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المشرق جويل رايبرن إختتم زيارته للبنان حيث التقى مسؤولين حكوميين لبنانيين، إضافة إلى مسؤولي الأمم المتحدة وقادة الأعمال. وأعاد رايبرن خلال اجتماعاته، تأكيد حكومة بلاده التزام لبنان آمنا ومستقرا ومزدهرا.

المية ومية: امنيا، عقد اجتماع موسع في مقر المجلس السياسي لحزب الله جمع وفدي حركتي فتح وأنصار الله جرى البحث خلاله في تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الحياة في مخيم المية ومية إلى طبيعتها. وبالفعل انتهى الاجتماع الى اتفاق على وقف اطلاق النار وسحب المسلحين وعودة الأهالي الى منازلهم وتسليم أي مخل بالأمن الى الدولة اللبنانية. غير ان الاشتباكات ما لبثت ان تجددت في المخيم. وفي وقت يفترض ان يعقد اجتماع مغلق في السفارة الفلسطينية بين الفصائل المعنية بمتابعة اشتباكات المية ومية، أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية اتصالاً هاتفياً بالرئيس عون صباحا اكد فيه أن أمن لبنان أولوية فلسطينية "وهو ما ترجمه الفلسطينيون عملياً من خلال تحييد مخيماتهم عن الأحداث الجارية في المنطقة، وعدم السماح بأن تكون منطلقاً لأي عمل يضرّ بلبنان وأمنه".

عقوبات على الحزب: دوليا، وقّع الرئيس الاميركي دونالد ترامب قانون عقوبات جديد على "حزب الله" يستهدف كل من يموّل الحزب، او يتعامل معه او يزوّده بالأسلحة، وكان هذا القانون قد صوّت لصالحه مجلس الشيوخ في الثاني عشر من الشهر الحالي وسبقه تصويت مجلس النواب. واشار ترامب في كلمة في البيت الأبيض بمناسبة مرور 35 عاما على الهجوم الذي استهدف مقر مشاة البحرية الأميركية في بيروت الى "ان هذه العقوبات تهدف إلى حرمان "حزب الله" من الحصول على موارد لتمويل نشاطاته".

خاشقجي: على صعيد آخر، ذكر الكرملين انه لا يوجد سبب يدعو روسيا للتشكيك في تصريحات العاهل السعودي وولي العهد عن أن العائلة المالكة ليست ضالعة في مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "ما من سبب يدعو أحدا لعدم تصديقهم" مضيفا أن الكرملين يرحب بالتحقيقات في القضية. وفي حين اعلن مصدر بوزارة الخارجية التركية ان الوزير مولود جاويش أوغلو تحدث هاتفيا مع نظيره السعودي عادل الجبير، قالت خطيبة خاشقجي ان الاخير أبلغها "بأنه يمكن أن تحدث أمور له لدى ذهابه للقنصلية السعودية وأنه كان يخشى أن يحدث توتر أو أن يقابل طلبه بالرفض في القنصلية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o