Oct 25, 2018 4:27 PM
تحليل سياسي

"ستاتيكو" التشـكيل على حالـه... الحريري يضغط وحزب الله غير متفائــل
"المردة" في بيت الوسط وسلامة في عين التينة.. ومعراب تنتظر الجواب مساء؟
المخابرات الاميركية اســـتمعت الى تسـجيل صوتي لقتــل الخاشــقجي

المركزية- مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى لبنان مدعّما بجرعة الدعم الفائضة التي تلقاها من المملكة العربية السعودية بشخصي ملكها سلمان بن عبد العزيز وولي عهدها الامير محمد بن سلمان، يبدو ان ثمة رهاناً جديداً وُضِع على طاولة المفاوضات الحكومية، على حركة متعددة الطرف يُراد لها أن تُخرج الحكومة العتيدة الى النور قبل نهاية تشرين الاول الجاري. لكن المعطيات الميدانية والمواقف العلنية للقوى المعنية لم تحمل حتى الساعة ما يؤشر الى تعزيز التفاؤل بإمكان كسب الرهان الثالث من نوعه منذ تكليف الحريري في 24 ايار الفائت، بعدما سقط الرهانان التفاؤليان السابقان، اذ عكست استمرار الدوران في المراوحة، لا بل اوحت بانكشاف الوضع الداخلي على ربط بعض القوى الولادة الحكومية باستحقاقات خارجية. غير ان اوساط الرئيس المكلف تؤكد لـ"المركزية" الاصرار على استكمال مشاوراته واتصالاته خلال الساعات والايام القليلة الفاصلة عن نهاية الشهر الجاري علّها تفضي الى اعلان ولادة الحكومة المطلوبة بإلحاح.

استئناف الاتصالات: فبعيد عودته الى بيروت آتيا من الرياض حيث شارك امس في مؤتمر الاستثمار، استأنف الرئيس المكلف سعد الحريري مشاوراته للتأليف. وللغاية، التقى وزير الاشغال يوسف فنيانوس في بيت الوسط وعرض معه عملية التشكيل، وغادر الاخير من دون الادلاء بتصريح.

القوات تنتظر: في الاثناء، بدا ان العقد كلّها على حالها. فعلى صعيد تمثيل القوات اللبنانية، قالت اوساط معراب لـ"المركزية":اي تواصل بين القوات والرئيس الحريري لم يحصل حتى الساعة ولا زلنا ننتظر جوابا منه وما يُضخ من اخبار هدفه تحميل القوات مسؤولية عرقلة التشكيل. واوضحت ان  البحث لا يدور حول حقيبة بل سلة كاملة ولن نلبي رغبة البعض بابقائنا خارج الحكومة.

أخذوا أكثر مما يستحقون؟: في المقابل، نقلت معطيات صحافية عن مصادر مطلعة على مسار تأليف الحكومة قولها إنه "تم الاتفاق بين الجميع على ان القوات اخذت ثلاثة امور زيادة عما تستحق ولا يحق لها اكثر: الرئيس اعطى نيابة الرئيس، الحريري اعطاهم حقيبة اضافية والتيار اعطى مقعدا وزاريا اضافيا". وأضافت المصادر "لا احد من الاطراف الاخرى مستعد ان يعطيهم بعد، تبقى الحقيبة الاساسية اذا قبل رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط اعطاءهم التربية...".

لا يمكن الانتظار اكثر: من جهتها، افادت المعلومات المتوافرة بان رئيس الجمهورية والحريري والتيار مصرّون على مشاركة القوات في الحكومة لكن لا يمكن الانتظار اكثر". اما مصادر الاشتراكي فقالت إن "حقيبة التربية لا تزال حتى الساعة من حصتنا ولا نقاش حولها".

حزب الله غير متفائل: اما حزب الله فلا يرى ما يحمل على التفاؤل بقرب الحل. اذ تقول اوساطه لـ"المركزية": لم تسجل حركة الاتصالات حتى اللحظة اي جديد يتيح الرهان على انهاء الازمة قبل نهاية الشهر الجاري كما يأمل الرئيس عون ويتوقع الرئيس الحريري. فمطالب القوات على حالها وعقدة الاشغال ما زالت تدور في دوامة الاخذ والرد، في حين ان تمثيل النواب السنّة من خارج كتلة المستقبل النيابية، وهو مطلب محقّ ومشروع، لم يؤخذ به حتى اللحظة، فمن اي باب انفراج ستخرج الحكومة. ورفضت اوساط حزب الله في مجال آخر، التعليق على زيارة الرئيس الحريري الى المملكة العربية السعودية ونتائجها المتوقعة.

التيار والعقد: اما التيار الوطني الحر الموجود رئيسه الوزير جبران باسيل في وارسو على ان يعود خلال

الساعات المقبلة الى بيروت، بعدما توجه اليها في زيارة رسمية يلتقي خلالها وزراء الخارجية، الدولة لشؤون الرئاسة، التنمية الاقتصادية، الزراعة والتنمية الريفية، اللاجئين والشؤون الانسانية ورئيس مجلس الشيوخ، إضافة الى ابناء الجالية اللبنانية في بولندا للبحث في تعزيز التبادل التجاري ‏وتصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانيه إلى بولندا، الى جانب المساعدة في اعادة النازحين السوريين، فتعتبر مصادر قريبة منه ان بمجرد حل العقدة القواتية ومطالب معراب الفضفاضة تكر سبحة سائر العقد لا سيما السنيّة منها.

 التفكير ببديل: في المواقف، أعلن عضو تكتل "لبنان القوي" النائب الان عون ان كل الحكومة "واقفة" على حقيبة واحدة، مؤكدا الا أحد يذهب باتجاه عدم مشاركة القوات "ولكن اذا اختارت طوعيا عدم المشاركة فهذا مؤسف وعندها يجب التفكير بشريك بديل". واعتبر من عين التينة بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس، أن المطلوب من الكتل بما فيها القوات تسهيل التشكيل، وقال:" نحن قدمنا ما علينا بنيابة رئاسة الحكومة ولا اعتقد ان هناك حقيبة اقل اهمية من اخرى"، مؤكدا ان مفتاح الحل لدى الرئيس الحريري.

لا حكومة دوننا: من جهته، أكد نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان ان لا حكومة ستشكل بدون "القوات"، لافتا الى أن الرئيس المكلف سعد الحريري هو من يشكل الحكومة وهو الذي يعطيهم مطالبهم ولا احد آخر. وشدد من مجلس النواب على أنهم غير معنيين الا بالمعايير التي يضعها الرئيس المكلف.

التشريع ينتظر الحكومة: وسط هذه الاجواء، عقدت هيئة مكتب المجلس النيابي اجتماعاً في عين التينة برئاسة رئيس المجلس نبيه بري. وبعد الاجتماع قال نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي "الاجتماع لدرس جدول الاعمال المقترح لانعقاد جلسة تشريعية عامة، وجرت مناقشة كل بنود جدول الاعمال المزمع طرحها على الهيئة العامة. وارتبط تعيين موعد الجلسة بتطور الواقع الحكومي  في اليومين المقبلين على امل ان يكون هناك خير، واذا لا سيتم تعيين الموعد في اقرب وقت ممكن بعدما يكون قد وزع جدول الاعمال الذي تضمن مشاريع خاصة بمؤتمر "سيدر" على النواب. جرت مناقشة بنود جدول الاعمال المقترحة للجلسة التشريعية المقبلة.

سلامة في عين التينة: في غضون ذلك، وفيما لا ينفك رئيس المجلس يحذر من انهيار اقتصادي وشيك، استقبل اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي غادر من دون الادلاء بتصريح وردا على سؤال عن وضع الليرة اللبنانية أجاب: "كلّو خير انشالله".

المية ومية: أمنيا، اكد الرئيس عون ان الجيش سيواصل اتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على الامن والاستقرار في منطقة المية ومية بعد الاشكالات الامنية التي وقعت داخل المخيم وطاولت شظاياها البلدة. وابلغ راعي ابرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا مع وفد ضم رئيس بلدية المية ومية رفعت بو سابا مع كهنة البلدة والمختارين، ان الاجراءات الميدانية التي اتخذها الجيش من شأنها ان تمنع اي اعتداء على البلدة وسكانها، مؤكدا ان الوضع داخل المخيم هو ايضا قيد المعالجة لازالة الاسباب التي ادت الى وقوع اضطرابات فيه ومنع الاحتكاك بين سكانه.

نيّة مسبقة: اقليميا، وفي جديد قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، اعلنت "وكالة رويترز" اليوم ان مديرة وكالة المخابرات الأميركية جينا هاسبل استمعت إلى تسجيل صوتي لقتل خاشقجي خلال زيارتها تركيا هذا الأسبوع. وامتنع ممثلون لجهازي المخابرات الأميركي والتركي عن التعليق على الأمر. الى ذلك، نقلت قناة الإخبارية التلفزيونية عن النائب العام السعودي قوله إن المشتبه بهم في قتل خاشقجي أقدموا على فعلتهم بنيّة مسبقة. وأشار تقرير القناة إلى أن "النيابة العامة تستجوب المشتبه بهم في ضوء معلومات وردت من فريق العمل السعودي التركي المشترك".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o