Oct 22, 2018 7:25 AM
صحف

88%من النازحين يريدون العودةلولافقدان اوراقهم

كشفت الأمم المتحدة ان 88 في المائة من اللاجئين السوريين في لبنان يريدون المغادرة إلى بلدهم، وان الأسباب التي تُعيق عودتهم عدم امتلاكهم الأوراق الثبوتية، مشيرة إلى ان معظمهم يعيشون تحت خط الفقر، رافضة فكرة ان تقديم الخدمات الصحية لهم يقود إلى عدم رغبتهم بالعودة إلى بلدهم.

واعلنت ممثلة مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، عن هذه المعلومات، خلال حلقة نقاشية بعنوان "توفير بيئة جيدة للنازحين: بين التمكين والتوطين" نظّمتها جمعية "إدراك" في إطار المؤتمر السنوي لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، شارك فيها، إلى جيرار، مدير برنامج هارفرد لصدمات اللاجئين في مستشفى ماساتشوستس وكلية الطب في جامعة هارفرد البروفسور ريتشارد موليكا، احد اهم الباحثين في مجال رعاية الصحة النفسية للناجين من العنف والصدمة في العالم. بينما تولى إدارة النقاش رئيس "إدراك" الدكتور إيلي كرم.

واوضحت جيرار "ان 88 في المائة من اللاجئين السوريين في لبنان يريدون العودة إلى بلدهم"، موضحة "ان الأسباب التي تجعلهم يتريثون في ذلك لا تتعلق بمسألة الحل السياسي ولا إعادة الإعمار، بل بإزالة عدد من (العوائق العملية)، ومنها مخاوف تتعلق بالممتلكات والأوراق الثبوتية ووثائق الأحوال الشخصية ووضعهم القانوني في بلدهم".

واشارت إلى "ان هذه السنة يواجه العالم رقماً غير مسبوق للطوارئ الإنسانية الناتجة من النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، بحيث لم يكن يوما عدد اللاجئين والنازحين الداخليين منذ الحرب العالمية الثانية بهذا المستوى الذي وصل اليوم، وهو 68.5 مليون نازح داخل بلادهم او لاجئين في دول اخرى".

ولاحظت "ان البالغين والأطفال الذين طالتهم الحرب واضطروا إلى النزوح من سوريا والعراق، يختبرون سلسلة واسعة من الأمراض النفسية والمشاكل العصبية، ومنها اضطرابات ما بعد الصدمة". ورأت "ان البيئة التي يعيش فيها اللاجئون تساهم في تراجع اكبر في صحتهم النفسية".

وقالت "على رغم البرامج النفسية الكثيرة والجهود الأخيرة لتحسين العلاج النفسي للاجئين في لبنان، فإن لديهم إمكانية محدودة لولوج خدمات الصحة النفسية الأساسية".

ورفضت ما يرى فيه البعض ان تقديم الخدمات الصحية للاجئين يؤدي إلى عدم رغبتهم بالعودة لبلدهم، مؤكدة "ان عدم الوصول إلى الصحة النفسية يمكن ان يُشكّل، وعلى العكس، عاملا يؤخر الحلول. فالأشخاص المصابون بمرض نفسي قد لا يشعرون بأنهم يتحكمون بمستقبلهم ويعتمدون كثيراً على المساعدة". وشددت على "ان حل مسائل الصحة النفسية يمكن اللاجئين من التخطيط لمستقبلهم واخذ المبادرة. ووفق خبرة المفوضية، فالناس الضعفاء هم دائما آخر من يعودون إلى بلدهم".

وعن الأوضاع التي يعيشون في ظلّها، اوضحت "ان ثلاثة ارباع اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، اي لا يتعدى مدخولهم اربعة دولارات في اليوم، ونحو نصفهم يعيش تحت خط الفقر المدقع، اي ان مدخولهم لا يتعدى ثلاثة دولارات في اليوم، لكن لديهم امل في مستقبلهم، و88 في المائة منهم يريدون العودة، ودورنا هو جعل ذلك ممكنا قدر الإمكان".

وتابعت "إن اللاجئ السوري يدفع ما معدله 200 دولار بدل إيجار شهريا ومع تراجع الوضع الاقتصادي في لبنان وفرص التوظيف، إذا كان محظوظا يمكنه العمل نحو اسبوعين على الأكثر في الشهر، اي يجني نحو 170 دولاراً".

اضافت "في سوريا ليس عليه ان يدفع إيجاراً، اما الرعاية الصحية فهي مدعومة وبالتالي ارخص"، سائلة "لماذا إذن قد لا يرغب اللاجئ في العودة"؟

من هنا اكدت ان هموم اللاجئين لا ترتبط بالحل السياسي او إعادة الأعمار، بل ترتكز اسئلتهم حول "هل سيكون علي القتال بعد عودتي؟ هل منزلي لا يزال ملكي؟ هل سأعاقب كوني لاجئا وهل سأستعيد اوراقي الثبوتية وبطاقة هويتي"؟ مضيفة "هذه هي المواضيع التي نعمل عليها مع السلطات السورية وفي لبنان للحصول على وثائق الأحوال الشخصية كوثائق الزواج والوفاة". واعتبرت "ان النقطة المحورية الآن هي المصالحة، والمساهمة في إعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي تأثر".

من جهته، رأى موليكا "ان المطلوب مقاربة جديدة في شأن اللاجئين ترتكز على إعادة تأهيل او ترميم، ولا تقتصر على تأمين الحاجات الضرورية". واشار إلى "ان الإحصاءات والدراسات المتعلقة بالاضطرابات النفسية لدى اللاجئين عموما، دلت على ان 66 في المائة يعانون حالات اكتئاب و33 في المائة يعانون اضطراب ما بعد الصدمة.

اضاف "الحالة النفسية للاجئين تسوء بعد عودتهم بسبب الظروف والصعوبات التي تواجههم كعدم توافر العمل او المسكن اللائق. وتظهر هذه الاضطرابات، خصوصا عند الذين مكثوا وقتا طويلا في بلد اللجوء، او عند من ارغموا على العودة. وفي المقابل، تظهر دراسات اخرى تراجع نسب الاضطرابات النفسية لدى العائدين، بالمقارنة مع ما كانت عليه خلال فترة اللجوء.

الشرق الاوسط

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o