Oct 22, 2018 6:59 AM
صحف

الحريري امام مهمة صعبة تجاه القوات!

مرّت موجة التفاؤل التي ضربت الأزمة الحكومية وأوحَت بأنّ قطار التأليف نجح في عبور كل المحطات الخلافية والهواجس والتعقيدات، من دون أن تجد حتى الآن سبيلاً الى ترجمة عملية لها. وتشاء الصدفة السياسية أنّ هذه الموجة التفاؤلية تأتي عشيّة دخول تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة شهره الخامس الذي يكتمل بعد يومين، فهل تقرع أجراس الولادة هذا الأسبوع؟

هذا السؤال يفترض ان تجيب عنه الايام المقبلة، وتحدد اتجاهات الرياح الحكومية: إمّا في اتجاه الحسم الايجابي وإصدار مراسيم الحكومة المنتظرة، وإمّا في اتجاه هدر مزيد الوقت الضائع وإدخال البلد في رحلة انتظار جديدة على رصيف الشروط والتعقيدات.

اجواء مطبخ التأليف توحي بأنّ هذا الاسبوع هو أسبوع الحسم، وعلى الرغم من التسليم السياسي العام بأنّ رحلة التأليف قد وصلت الى المربّع الأخير وشارفت على تجاوزه، الّا انّ أياً من القوى السياسية المعنية بالملف الحكومي تحاذر الافراط في التفاؤل وتحديد مواعيد معينة لولادة الحكومة، خصوصاً أنها لم تقف حتى الآن على إيجابيات ملموسة يُبنى عليها لتحديد موعد ولادة الحكومة.

تبعاً لذلك، اجواء القصر الجمهوري ما زالت تؤكد انّ ولادة الحكومة باتت وشيكة، خصوصاً ان رئيس الجمهورية ميشال عون بذل كل جهد مطلوب منه، وقدّم كل التسهيلات الآيلة الى التسريع في إنهاء ازمة التأليف وإعلان الحكومة في اقرب وقت، وكان منفتحاً الى ابعد الحدود في مقاربة هذا الملف مع الرئيس المكلف، وهو حالياً في انتظار ما ستؤول إليه حركة المشاورات التي يجريها الحريري، والتي يؤمل ان تحمل النتائج المرجوّة، على حدّ تعبير مقرّبين من بعبدا.

وفي وقت تؤكد بعبدا ان لا مشكلة على الاطلاق على خط الرئاسئتين الاولى والثالثة، وان موضوع حصة رئيس الجمهورية بات محسوماً ووزارة العدل من ضمنه، تاركة للرئيس المكلف ان يأخذ وقته في تذليل ما تبقّى من عُقَد، خصوصاً مع "القوات اللبنانية"، نُقل عن مصادر مواكبة لعملية التأليف قولها "ان الحريري، الذي التقى مساء امس في بيت الوسط، ولمدة نصف ساعة وزير الاعلام، امام مهمة صعبة، خصوصاً لناحية إرضاء "القوات" بحقيبة بديلة تكون موازية لوزارة العدل التي رفض رئيس الجمهورية التخلّي عنها.

واشارت المصادر الى "ان صعوبة مهمة الحريري تكمن في الاجابة عن السؤال التالي: من اين سيعطي "القوات" حقيبة بديلة للعدل تكون موازية لها؟ ومن حصة اي طرف؟ ذلك ان حصة "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية باتت محسومة كمّاً ونوعاً، كذلك حصة حركة "امل" و"حزب الله"، والأمر نفسه بالنسبة الى الاشغال التي حسمت لـ"المردة"، كذلك الأمر بالنسبة الى الحزب "التقدمي الاشتراكي". وبالتالي، قد يكون الحريري امام خيار وحيد وهو التخلي لـ"القوات" عن واحدة من حقائب "تيار المستقبل".

عرض بديل؟ وفي السياق، توقعت مصادر متابعة لـ"النهار" ان يكون الرئيس المكلف قدم عرضاً جديداً لـ"القوات" في اللقاء الليلي الذي ‏جمعه ووزير الاعلام الذي قصد "بيت الوسط". ومن شأن موافقة "القوات" ان تجعل باقي العقد ربما اسهل على الحل، وهو ما قد ‏يفاجئ الجميع بقرب ولادة الحكومة. وسألت "النهار" المصادر عن لقاء "بيت الوسط" فاجابت " انشالله خير". واوضحت مصادر متابعة ‏ان "خلاصة لقاء جعجع والحريري تكمن في ان الاخير لن يسير بحكومة لا يكون للقوات وجود وازن فيها ومتمسك بمشاركتها في الحكومة ‏والاتصالات مستمرة لتحقيق ذلك".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o