Oct 20, 2018 10:25 PM
دوليات

عشرات الآلاف في شوارع لندن يطالبون باستفتاء جديد حول "بريكسيت"

تظاهر السبت عشرات الآلاف في وسط لندن للمطالبة باستفتاء جديد حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الرغم من ضعف إمكانية أن تستجيب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لهذا الطلب. وكانت عريضة تطالب بإجراء استفتاء ثان قد جمعت 950 ألف توقيع، إلا أن تيريزا ماي أعلنت أنها لا تنوي إعادة النظر في البريكسيت مرة أخرى.

واتّسمت مسيرة المتظاهرين نحو مقر البرلمان بالاحتفالية والضجيج، وقد جمعت حشدا كبيرا في مسعى لا تبدو حظوظه كبيرة في إقناع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بتنظيم استفتاء ثان.

واصطحب عدد من المشاركين في المسيرة كلابهم، تلبية لمطالب الجهة المنظمة لـ"مسيرة تصويت الشعب" والتي انطلقت من منطقة هايد بارك إلى قصر وستمنستر في أجواء صافية.

وسعى المشاركون في التظاهرة إلى توجيه رسالة مفادها أن بريكسيت الذي وعد به مؤيدوه قبل استفتاء حزيران/يونيو 2016، بعيد كل البعد عما يتم التفاوض حوله حاليا.

ويقول المتظاهرون إنهم كانوا ليصوتوا ضد بريكسيت لو علموا حينها الأثمان المترتبة عن ذلك.

وبلغ عدد التواقيع على عريضة تطالب بتنظيم استفتاء ملزم حول أي اتفاق يتم إبرامه قبل موعد خروج بريطانيا من التكتل في آذار/مارس المقبل 950 ألف توقيع قبيل انطلاق المسيرة.

وكانت رئيسة الوزراء قد أعلنت بوضوح أنها لا تنوي السماح بإعادة النظر في بريكسيت.

والأربعاء قالت ماي في البرلمان "يطالبون الآن باستفتاء ثان والعودة للشعب البريطاني ليقولوا له نحن آسفون للغاية نعتقد أنك أسأت الخيار".

وأضافت ماي "لن يجري استفتاء ثان. الشعب قال كلمته، وهذه الحكومة ستنفّذ قرار الشعب".

لكن وصول المفاوضات بين لندن وبروكسل إلى حائط مسدود يثير الشكوك حول ماهية الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه الحكومة البريطانية، أو ما إذا كان الاتفاق ممكنا.

ومع قرب موعد خروج البلاد من الإتحاد الأوروبي المقرر في آذار/مارس 2019، تواجه الحكومة البريطانية احتمال الخروج من دون التوصل لاتفاق ينظم العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكسيت، أو البقاء لسنوات في فترة انتقالية مع تعديلات سيكون أبرزها خسارة بريطانيا قدرتها على التأثير في قرارات الاتحاد الأوروبي.

ولا يحظى أي من هذين الخيارين بتأييد كبير، كما أن تبادل الاتهامات على خلفية ما آلت إليه الأمور في بريطانيا يزيد من عزلة ماي وضعفها.

ويطرح قادة أوروبيون، على غرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تساؤلات حول ما إذا كان يمكن لاستفتاء ثان أن يزيل الفوضى القائمة.

وتظهر الاستطلاعات تعادلا بين مؤيدي ومعارضي تنظيم استفتاء ثان، وكذلك الأمر بالنسبة للموقف من بريكسيت بحد ذاته.

وأيد 52 بالمئة من المشاركين في استفتاء 2016 الخروج من الاتحاد الأوروبي في تصويت بلغت نسبة المشاركة فيه 72 بالمئة.

ويتوقع البعض أن يطالب النواب في ربع الساعة الأخير بإجراء استفتاء ثان لتفادي فوضى عارمة قد تنجم عن اتفاق قد يتم فرضه على بريطانيا ولا قدرة لهم على رفضه.

ويأمل المنظمون في أن يتجاوز عدد المشاركين في المسيرة مئة ألف متظاهر كانوا قد خرجوا لهذه الغاية في حزيران/يونيو الماضي، وأن ينظموا التظاهرة "الأكبر" التي تضم مناصرين لمختلف الأحزاب الرئيسية.

وتمثل فيونا غودفري مجموعة من المهاجرين البريطانيين في لوكسمبورغ. وهي أتت إلى لندن لأن بريكسيت سيضع عقبات كبيرة أمام عودتها إلى بلادها مع زوجها الألماني.

وقالت غودفري "سيتعين علينا التقيّد بقواعد حد أدنى للمدخول، علما أنني أعمل لحسابي الخاص"، مضيفة "أنا أخسر حق التصويت، وحق كسب المعيشة، وحرية التنقل في لوكسمبورغ التي يمكن عبورها خلال 15 دقيقة".

وتضم لائحة المتحدثين المتوقع مشاركتهم السبت في وسط لندن، رئيس بلدية العاصمة، صادق خان الذي ينتمي لحزب العمال، فضلا عن أعضاء من حزب المحافظين وحزب العمال وحزب الديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر والحزب الوطني الإسكتلندي.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o