Oct 17, 2018 3:08 PM
خاص

بعد العفو عن العسكريين... موسكو تضغط لآخر عــــن المدنيين
تحويل مساعدات المفوضية الى سوريا: يؤمن نجاح المبادرة الروسية

المركزية- لغاية اليوم لم يلمس لبنان أي نتائج مترتبة عن الحراك الروسي الدولي لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم. فعلى رغم مرور أكثر من شهرين على زيارة الوفد الروسي الى لبنان حاملا "مبادرة العودة"، وبعد أن شكل لبنان لجنته المكلفة متابعة الملف، لا مؤشرات تشي بقرب انطلاق عمل اللجنة اللبنانية-الروسية التي لم تنعقد لغاية اليوم، ولم تتخذ أي خطوات عملية على الارض. أوساط مطلعة على الملف قالت لـــ"المركزية" إن "اجتماع اللجنة اللبنانية ينتظر تشكيل الحكومة، ليبدأ التواصل الجدي مع اللجنة الروسية المؤلفة من السفير الروسي ألكسندر زاسبكين وملحق عسكري، وجنرال من وزارة الدفاع"، مشيرة الى أن "فور تشكيل الحكومة سيعقد اجتماع تنسيقي بين أعضاء اللجنة اللبنانية، ليصار بعدها الى عقد اجتماع مشترك مع اللجنة الروسية للمباشرة بالخطوات العملية على الارض لتأمين عودة النازحين".

في غضون ذلك، تواصل موسكو حراكها الدولي لانجاح مبادرتها على رغم العقبات العديدة التي تقف بوجهها، والمتمثلة بشكل أساس برفض أميركا والدول الاوروربية تمويل العودة والاصرار على ربطها بالتسوية السياسية النهائية. وفي السياق أشارت مصادر قريبة من روسيا لــ"المركزية" الى أن "بعد العفو العام الذي أصدره الرئيس السوري بشار الاسد والذي يقتصر على المنشقين والفارين من الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش، تكثف موسكو اتصالاتها مع الدولة السورية، للضغط عليها لاصدار عفو عام  عن المدنيين (الذين شاركوا في التظاهرات  وحرضوا ضد الدولة...)، إضافة الى إيجاد تسوية تتعلق بالتجنيد الالزامي كإعطاء فترة سماح سنة أو أقل"، فبصدور هذين القرارين تكون المبادرة قطعت شوطا كبيرا وأمنت الارضية الاساسية للعودة".

وأضافت "رغم كل هذه الجهود، يبقى التمويل العقبة الاساسية، فالطرفان الاوروبي والاميركي لا يزالان على موقفهما من رفض تمويل عودة النازحين بمعزل عن الحل السياسي، الامر الذي لمسه المسؤولون الروس أثناء لقاءاتهم مع المسؤولين الدوليين وممثلي الدول، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. من هنا تعمل موسكو على إيجاد بدائل، فبموازاة اتصالاتها الدولية، تجهد على خط ثان، يتمثل بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، من خلال العمل على تغيير وجهة التمويل الذي يقدمه المجتمع الدولي للاجئين عبر المفوضية، فبدل إعطاء المساعدات للنازحين في الدول المضيفة، تقدم لهم في وطنهم الام الامر الذي يشكل حافزاً لعودتهم، وبذلك تكون موسكو امنت بديلا عن التمويل الاميركي والغربي. ولهذه الغاية من المقرر أن يلتقي مسؤول روسي مع مسؤولي المفوضية في الاسبوع الاخير من الشهر الحالي لبحث الموضوع، والحؤول دون تأثير الضغوط الاميركية على عمل المفوضية".

ولفتت المصادر الى أن "هناك رهاناً كبيراً على أن يحدث اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين في الارجنتين أواخر تشرين الثاني المقبل، خرقا في الموقف الاميركي المتصلب إزاء التمويل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o