Oct 17, 2018 2:48 PM
خاص

"ديبلوماسية الشعوب" تؤكد أن لبنان ليس متروكاً
الصايغ: المسار الحكومــــي مدمر ووجودنا نوعي

المركزية- على عكس الاعتقاد السائد لدى البعض، لا يعني الاصطفاف في المعسكر المعارض الغياب عن الخريطة السياسية المحلية والاقليمية، وهذه حال حزب الكتائب. ففي وقت تنشغل مطابخ التشكيل بوضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومية تخلو من مقعد وزاري كتائبي، فضّل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل صب جهوده على تصحيح البوصلة الخارجية اللبنانية، إنطلاقا من مبدأ حياد لبنان الذي طالب الحزب باعتماده، في مواجهة صراع المحاور الآخذ في الاحتدام. وفي هذا السياق تدرج الزيارة التي قام بها أخيرا وفد كتائبي إلى الامارات بناء على دعوة منها، وقد نجح في انتزاع تأكيد استمرار الحضور العربي في لبنان، على رغم التوجه الرسمي المناقض للخيارات العربية.

وفي هذا السياق، أوضح نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ الذي رافق الجميل، في حديث لـ "المركزية" "أن " من الطبيعي أن نطمئن الدول الصديقة  إلى أن الشعب اللبناني ليس (بكامله) مع خيارات الحكومة، وأن نتائج الانتخابات فرضتها طبيعة قانون الانتخاب، والتحالفات المحلية وحجم التمويل، وأن هذه الدول يجب أن تعرف أن موقف الخارجية اللبنانية- التي بلغت أسوأ مستوى من العلاقات مع الجامعة العربية- لا يعبر عن موقف جميع اللبنانيين ولا عن مصلحة الدولة اللبنانية، وأن هناك صوتا آخر".

وشدد الصايغ على أهمية "التذكير أن القرار الرسمي ليس حرا، وهذا ما أدى إلى شبه القطيعة الديبلوماسية والسياسية بين لبنان والجوار العربي، فيما نحن نريده جسر عبور بين دول وشعوب المنطقة. وقد اعتمدنا سياسة الحياد (النأي بالنفس) للخروج من صراع المحاور العربية".

وعن أسباب زيارة الامارات في ظل احتدام الصراع بين دول الخليج وايران، وانعكاساته المعروفة على لبنان، أشار إلى أن "التوقيت ليس في يدنا، وإن كنا نؤيد هذا النوع من الزيارات لأننا لا نتحدث من منطلق حزبي، بل من منظار وطني، لذلك، السؤال المطروح دائما هو الآتي: هل هناك قرار عربي بتغيير هوية لبنان، بشكل يطيح التعددية في لبنان؟ وهل يعني الانهيار الاقتصادي الذي يتحدث عنه الجميع أن العرب نفضوا يدهم من لبنان؟ لافتا إلى أن "أهمية الزيارة تكمن في أنها خلصت إلى أن "حتى لو تصلبت المواقف الرسمية، وفي ظل العزلة الرسمية اللبنانية، تجاه الجوار العربي، فإن الديبلوماسية  البديلة أو ما يعرف بـ "ديبلوماسية الشعوب" تؤشر إلى أن لبنان ليس متروكا وأن هناك قوى حية لا تزال تعمل من أجل لبنان السيادة والهوية الغنية بتنوعها، وتسعى إلى المحافظة على حياد لبنان. ومع وجود الأولويات العربية الأخرى، لبنان لا يزال يحظى بالاهتمام المطلوب"، مشددا على أهمية كون الزيارة علنية، وهذا دليل إلى "أن حزب الكتائب لا يزال حاضرا على الخريطة السياسية الدولية والعربية والوطنية".

وأكد الصايغ أن "العلاقة مع الامارات ودية منذ أيام الشيخ زايد والرئيس أمين الجميل، وهي تنطلق من مصلحة لبنان، وهي علاقة مستمرة ولا تتأثر بالمتغيرات السياسية، كاشفا أن رئيس الكتائب يزور كندا قريبا، إضافة إلى زيارات أخرى يعلن عنها تباعا".

ولفت إلى أن "بعدما فشل النموذج المدعوم من حزب الله في تقديم الحكومة الصالحة، وفي تأمين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، باتت عواصم القرار تستمع بطريقة بناءة لمواقف حزب الكتائب. ذلك أن هناك نموذجا مربوطا بالسلاح ومفهوم حزب الله للأمور في البلاد، بدليل حكومتي ميقاتي وسلام. وهذا فشل ذريع أوصل البلد إلى الافلاس"، مؤكدا أن "الزيارة إلى السعودية ممكن أن تحصل في أي لحظة، ولا موانع منها، وهي ستأتي في الوقت المناسب".

وعن أسباب تغريد الكتائب وحيدة خارج السرب الحكومي للمرة الثانية على التوالي، على رغم أنها سمت الرئيس سعد الحريري للتشكيل، أعتبر الصايغ أن "الحكومة المقبلة غير متوازنة. وإذا كنا لا ننتظر حقيبة وزارية، إلا أن هذا لا ينفي أن وجودنا فيها كان ليعطيها توازنا نوعيا"، كاشفا أن  "أي شيء جدي لم يطرح علينا ، فيما كان قد بلغنا، بطريقة غير مباشرة أن الرئيس الحريري كان يريدنا في الحكومة لأنها ستطلق مسار مؤتمر "سيدر"، ولكن حصتنا عند الرئيس عون، علما أننا غير متحمسين للدخول في الحكومة لأننا رأينا النهج الذي يعمل على أساسه الفرقاء ، وهو مسار يدمر المرحلة المقبلة، بدلا من أن  يؤسس لها". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o